أهمية الحجاب الشرعي الإسلامي في زمن المغريات
بسمم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الحي الباقي، الذي أضاء نوره الآفاق
ورزق المؤمنين حسن الأخلاق، وتجلت رحمته بهم إذا بلغت أرواحهم التَّرَاق
نحمده تبارك وتعالى، ونستعينه على الصعاب والمشاق.
ونعوذ بنور وجهه الكريم من ظلمات الشكِّ والشرك والشقاق
ونسأله السلامة من النفاق وسوء الأخلاق
وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الرزاق، الحكم العدل يوم التلاق
خلق الخلق فهم في ملكه أسرى مشدودو الوَثاق
أنذر الكافرين بصيحة واحدة ما لها من فَواق
وبشَّر الطائعين بسلام الملائكة عليهم إذا التفَّت الساقُ بالساق
أرسل الرسل، وأنزل الكتب؛ ليعلم الناس أن إليه يومئذ المساق
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المتمم لمكارم الأخلاق
خير من صلى وصام ولبَّى وركب البراق
وترك فينا ما إن تمسَّكنا به علمنا أن ما عندنا ينفَد وما عند الله باق
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه ما تعقب العشي الإشراق
وما دام القمر متنقلًا في منازله من التمام إلى المحاق
أما بعد ...
إن الاستجابة لله وللرسول واعتصام المرأة بحيائها وحجابها وقرارها، هو الذي صنع منهن ما صنع.
أيها المؤمنون بالله واليوم الآخر، إن حجاب المرأة ـ أعني ستر وجهها كاملا وبدنها ـ وسامُ عزتها،
وعنوان عفتها، ومظهر لصلاحها،
قال الله تعالى:( يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لاِزْوٰجِكَ وَبَنَـٰتِكَ وَنِسَاء ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ
أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )
لقد كانت هذه الآية حصنا حصينا للمرأة من الأعين الجائعة، والقلوب المريضة، إن التزام المرأة
بالحجاب هو عبادة تتقرب بها المسلمة إلى ربها، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ. فليس الحجاب وستر الوجه عادة اجتماعية توارثها المجتمع
كما يقوله بعض الناس، بل هو عبادة وأمر شرعي واجب الاتباع.
إن الحجاب الذي يستر المرأة هو عنوان عفتها فلا تتسابق النظرات إليها، ولا تواجه أذى الفساق،
لأنها حفظت أوامر الله فحفظها، أما النساء العجائز اللاتي لم يبق فهن موضع فتنة في كشف الوجه
والكفين، فقد قال ـ تعالى ـ: وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنّسَاء ٱلَّلَـٰتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ
ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرّجَـٰتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ فإذا كان الحجاب عفة للكبيرات في السن اللواتي
لا مطمع فيهن، فكيف بالشابات، كما أن الحجاب طهارة للمرأة المحجبة وطهارة لقلب الرجل، قال ـ
تعالى ـ: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَـٰعاً فَٱسْـئَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. فوصف الله
ـ سبحانه ـ الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات، لأن العين إذا لم تر لم يشتهِ القلب، أما
إذا رأت العين فقد يشتهي القلب وقد لا يشتهي. ومن هنا كان القلب عن عدم الرؤية أطهر، وعدم
الفتنة حينئذ أظهر. المرأة المحجبة تجدها من أكثر النساء حياء والحياء من الإيمان، قال : ((الحياء
والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)) كما أن حجاب المرأة يدل على الرجل زوجا كان
أو أبا أو أخا، فالحجاب يتناسب مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات
الخائنة إلى أهله.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|