01-31-2021
|
01-31-2021
|
#2
|


أبرز العائلات
ما سبق كان توطئة للحديث عمن يشار إليهم كأبرز وأهم العائلات النجدية التي حكمت إمارة الزبير، وهي عائلة الزهير المنحدرة من قبيلة ربيعة من بلدة العارض النجدية. وآل الزهير نشأوا في حريملاء الواقعة إلى الغرب من الرياض، وتركوا موطنهم باتجاه العراق.
وكان أول المهاجرين منهم يحيى بن سليمان الزهير وولداه يوسف وسليمان، فألقوا برحالهم في بلدة الزبير، حيث بنوا لأنفسهم بيوتاً من القصب وبدأوا في استغلال كل الفرص المتاحة لجهة البروز اقتصادياً واجتماعياً ومن ثم سياسياً، إلى درجة أن بعضهم راح يستقدم نجديين ليعملوا كوكلاء لهم على أملاكهم، على نحو ما فعله قاسم باشا الزهير، حينما ولى حمد نجل عبدالله الصقير (أول من نزح من المجمعة إلى الزبير سنة 1287 هجرية) على أملاكه في الفداغية والقرمة بمنطقة الفاو. كانت الزبير وقتذاك (في القرن 18 الميلادي)، بلدة صغيرة مهددة من ناحية البادية.
وبسبب ذلك تقرر أن يسافر وفد من أهاليها بقيادة أميرهم يحيى الزهير إلى بغداد لاستشارة الوالي العثماني سليمان باشا الذي أشار عليهم بضرورة تشييد سور، وزودهم ببعض الأسلحة. لذا فإن أواخر عهد يحيى الزهير شهد بناء سور الزبير عام 1798م. (هدم عام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى).
بعد وفاة يحيى الزهير عام 1798 تولى الإمارة إبراهيم الثاقب حتى مقتله عام 1821، وخلفه ابنه محمد الذي ترك الحكم بعد ستة أشهر ورحل إلى الكويت سنة 1822، فانتخب أهالي الزبير في نفس العام يوسف بن يحيى الزهير (نجل أميرهم الأول) حاكماً عليهم، إلا أن الأخير وقع في الأسر على إثر هجوم قام به الأمير السابق محمد بن إبراهيم الثاقب مدعوماً من رجال المنتفق وتوفي في سجنه سنة 1823. وهكذا عاد محمد الثاقب إلى حكم الزبير وبقي فيه حتى عام 1825، حينما ثار عليه الأهالي وأخرجوه فاضطر للتوجه إلى الكويت مجدداً.
وعلى إثر ذلك انتخب الزبيريون أميراً جديداً هو الشيخ ناصر بن ناصر الراشد الذي حكم من 1825 إلى 1827 لتعود الإمارة إلى آل الزهير ممثلة في الشيخ علي بن يوسف الزهير الذي انتهى حكمه بوفاته بمرض الطاعون سنة 1831، وعلى إثر ذلك آلت الإمارة إلى أخيه الشيخ عبدالرزاق بن يوسف الزهير، وهذا الأخير كان محبوباً وراجح العقل وكريم النفس وكانت الزبير في عهده على موعد مع الاستقرار والتنمية الطويلين، لولا أنه قتل سنة 1833 مع كافة أفراد أسرته على يد الشيخ عيسى بن محمد بن ثامر السعدون أمير المنتفق، باستثناء ابنه سليمان الزهير الذي نجح في الفرار إلى الكويت، حيث أجاره شيخها جابر العبدالله الصباح.
بعد مقتل عبدالرزاق الزهير عاد حكم الزبير للمرة الثالثة إلى محمد بن إبراهيم الثاقب الذي استمر يحكم حتى مقتله عام 1838، لتؤول الإمارة هذه المرة إلى أحمد المشاري الذي لم يستمر حكمه سوى نصف عام، انتهى باستدعاء أهالي الزبير للشيخ علي بن محمد الثاقب من الكويت وتسليمه الإمارة سنة 1838، لكن الأخير تنازل عن الحكم بعد فترة قصيرة وعاد إلى الكويت، ليخلفه سليمان بن عبدالرزاق الزهير من عام 1838 وحتى عام 1872، وخلال هذه السنوات صار سليمان وكيلاً على أملاك الشيخ ناصر السعدون أمير المنتفق، لكن احتدام المشكلات بينهما دفع الأخير إلى سحب الوكالة منه.
وفي عام 1872 حدث التباعد بين الزبيريين وأميرهم سليمان الزهير بسبب دخول الأخير في معاهدات غير متكافئة مع الدولة العثمانية، ناهيك عن إدخاله أهل الزبير في حروب ليست لهم علاقة بها، فآثر سليمان ترك الزبير والاستيطان في البصرة المجاورة. وبعد وفاته احتدم الخلاف بين الشيخ ناصر السعدون وقاسم الزهير (ابن خال الشيخ سليمان الزهير)، وهو ما دفع السعدون إلى الاستيلاء على أملاك آل الزهير في العراق.
دور بارز
الحاكم التالي للزبير بعد سليمان الزهير كان عبداللطيف بن محمد العون الذي حكم من 1872 إلى عام 1874، والذي شهدت فترته مشكلات كثيرة أدت إلى عودة الإمارة مجدداً إلى آل الزهير في عام 1874 من خلال الشيخ إبراهيم العبداللطيف الزهير الذي خلفه عبدالله بن إبراهيم الراشد الذي حكم من 1886 ونجح في تأمين الاستقرار للزبير قبل أن يترك الإمارة سنة 1897 ويغادر إلى الكويت. وخلال سنوات الحرب العالمية الأولى استلم زمام الأمور في الزبير إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم الراشد، الذي وقف موقفاً محايداً بين العثمانيين والبريطانيين، ولاسيما خلال معركة الشعيبة الفاصلة التي دارت رحاها بمنطقة البرجسية في الزبير سنة 1915 وانتهت بهزيمة الأتراك.
وهكذا كان الشيخ إبراهيم العبدالله الراشد هو آخر حكام الزبير، وقد اختلفت الروايات حول مصيره، حيث قيل إنه أسر وأخذ إلى بغداد وأجبر على التنازل عن إمارة الزبير، وأنه توفي سنة 1925 بعد أن فك أسره. بعيداً عن الصراعات والصعود والهبوط التي ميزت تاريخ آل الزهير في الزبير، نجد أن هذه الأسرة النجدية لعب أفرادها دوراً بارزاً ومبكراً في المجال الصحفي في كل من العراق وتركيا، وأيضاً دوراً مماثلاً في مجالي الشعر والأدب.
فمثلاً أسس أحمد باشا الزهير في إسطنبول في عام 1908 جريدة «الدستور» المناصرة لجمعية الإخاء العربي العثماني والتي أجرت أول لقاء صحفي مع السلطان عبدالعزيز آل سعود بعد دخوله الأحساء في أكتوبر 1913، وأصدر الشيخ عبدالله بك بن عيسى الزهير (اشتغل بالسياسة والصحافة وكان نائباً عن ولاية البصرة في مجلس «المبعوثان» العثماني، وعضواً في حزب الحرية والائتلاف) الطبعة العربية منها في البصرة سنة 1912، وأصدر عثمان الزهير «جريدة المرقب» في بغداد عام 1923، وأشرف سليمان الزهير في عام 1921 على صدور الطبعة العربية من «صحيفة بصرة تايمز» تحت اسم «الأوقات البصرية».
من السرد التاريخي السابق يتضح أن من أكثر العائلات النجدية التي نافست آل الزهير في حكم الزبير ودخلت في صراعات معهم عائلة الثاقب، وهؤلاء جدهم هو ثاقب بن وطبان بن ربيعة من المردة من الدروع من المصاليخ من بني حنيفة من عنزه، ووطبان هو أمير الدرعية وعمه هو مقرن جد آل سعود الكرام.
في القرن 18 الميلادي هاجر نفر من آل وطبان من الدرعية إلى الكويت، حيث سكنوا منطقة القبلة، ومن الكويت انتقلوا إلى الزبير ثم ظلوا يتنقلون بين المنطقتين حسب الأحوال السياسية، فكلما ضعفت سطوتهم ونفوذهم في الزبير تركوها وغادروا إلى الكويت، حيث ارتبطوا هناك بروابط مصاهرة مع آل صباح.
وطبقاً لما ورد في موقع تاريخ الكويت فإن آل الثاقب هم أخوال الشيخ مبارك الكبير وإخوته، وأخوال الشيخة مريم الجراح الصباح والدة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم والشيخة بيبي السالم، وأخوال الدكتورة سعاد الصباح. ومن أشهر رجالات الأسرة آخر حكامهم في الزبير وهو الشيخ علي بن محمد الثاقب، ومن أشهر نسائهم لولوة محمد الثاقب زوجة أمير الكويت الأسبق الشيخ صباح بن جابر، ووالدة الشيخ مبارك الكبير واخوته.
«رحلة البزول وأيام النزول»
يقول الباحث الكويتي صالح غزال العنزي في بحث تاريخي مطول نشره على تسع حلقات في صحيفة «الجريدة» الكويتية سنة 2015 تحت عنوان «رحلة البزول وأيام النزول، إمارة المنتفق (1546 ــ 1913)»، ما معناه إن الإمارات التي أسسها العرب في المنطقة الواقعة بين بغداد والشاطئ الشمالي للخليج العربي من منتصف القرن 16م، وحتى بداية القرن العشرين، استطاعت أن تؤدي أدواراً على الساحتين المحلية والإقليمية، وكان بإمكانها في فترات قوتها أن تصبح كيانات مستقلة عن العراق، لولا عقلية أمرائها القبلية الضيقة وأفقهم السياسي المحدود وطموحاتهم الشخصية وارتضائهم التبعية وخياناتهم ضد بعضهم البعض، وغير ذلك من الأمور التي جعلتهم لا يستفيدون من الفرص والأوضاع التي تهيأت لهم.
ولئن كان هذا الكلام بخصوص إمارة المنتفق فإنه ينطبق أيضاً على إمارة الزبير النجدية، خصوصاً وأن أمراء المنتفق من آل السعدون لم يتسببوا في انهيار إمارتهم فحسب، وإنما ساهموا أيضاً بتدخلاتهم في شؤون إمارة الزبير في إضعاف الأخيرة.
|
|
|
01-31-2021
|
#3
|
يعطيك العآافيه على الطرح الرائع
ماننحرم منك ومن مواضيعك
بإنتظآار جديدك القادم
لك اعطر تحية
|
|

يعطيك العافيه و تسلم الأيادي
أستاذي ومديري العزيز رهيف
جزيل الشكر والإمتنان
|
01-31-2021
|
#4
|
،,
طرح راقي وممتع
شكراً يليق بحجم الجٌهد المبذول
،,
|
|
|
01-31-2021
|
#5
|
طرح جميـــــل ..||
دام التألق ...ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..||
|
|
|
01-31-2021
|
#6
|
سلمت أناملك ع روعة طرحك
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري
|
|
ياعيني علي جمال تصميم
لاهداء حلوو من ملك تصميم
مره حلوو يجنن تسلم هاليدين 
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:19 AM
| | | | | |