تقول أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية
سائلة كريمة تقول:
«أصلى مع صديقاتى فى مسجد الجامعة
فهل يجوز أن نصلى جماعة،
وهل يجوز أن أقف إمامة لهن»؟
حث الشرع الشريف على صلاة الجماعة
ورغَّب فيها بمزيد فضل وأجر؛
فعن سيدنا عبد الله بن عمر- رضى الله عنهما-
أنه قال: سمعتُ
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
«صَلَاةُ الجَمَاعَةُ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الفَذِّ
بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»
متفق عليه.
أى تفضل صلاة المسلمين فى جماعة
وترتفع درجاتها عن صلاتهم منفردين،
وهذا الفضل والثواب لكل من صلى
فى جماعة من الرجال أو النساء على السواء،
وعليه فإذا صلت المرأة فى جماعة
فلها ثواب صلاة الجماعة.
والإمام فى صلاة الجماعة إما أن يكون رجلًا أو امرأة،
وعليه:
(أ) إن كان الإمام رجلًا فلا خلاف
بين العلماء فى جواز إمامته
-بشروطها عند العلماء-،
سواء كان المؤتمون
به رجالًا أو نساءً أو أطفالًا.
(ب) وأما إن كان الإمام امرأة، فذلك حالين:
1 - إن كان المؤتمون بها من الرجال أو الصبيان،
فلا تصح إمامتها لهم؛
فمن المقرر شرعًا أنه لا تصح إمامة
المرأة الرجال؛ فلا يجوز أن تكون
امرأة إماماً لرجل
أو صبى فى صلاة بحال أبدا.
2 - وإن كان المؤتمون بها من النساء،
فتصح إمامتها لهن على المفتى به؛
فبخصوص إمامة المرأة جماعة النساء؛
فهذه من المسائل المختلف فيها ما بين
الاستحباب والكراهة، فقيل:
يستحب إمامة المرأة لجماعة النساء
مطلقًا فى الفرائض والنوافل، وقيل:
يكره ذلك مطلقا، وقيل: يجوز
أن تصلى المرأة إمامة بغيرها من النساء
فى صلاة التطوع دون الصلوات
المكتوبة- أى الفرائض-.
والذى عليه الفتوى جواز إمامة المرأة
جماعة النساء واستحبابه فى الفرائض
والنوافل وهذا ما ذهب إليه السادة الشافعية؛
وعليه فكل صلاة استحب للرجال الجماعة
فيها استحب الجماعة فيها للنساء
فريضة كانت أو نافلة.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه إذا صلت
المرأة إمامة بجماعة غيرها من النساء؛
فالسنة أن تقف وسطهن فى الصف-
أى تقف المرأة الإمامة وسط الصف الأول
من المؤتمات بها-، ولا تتقدم عليهن
كموقف إمام الرجال؛ لأن المرأة
يُسْتَحَب لها التستر،
وكونها فى وسط الصف أستر لها؛
لأنها تستتر بهن من جانبيها،
فاستحب لها ذلك.
وأما إذا أمَّت المرأةُ امرأةً واحدة فقط؛
فتقف المرأة المأمومة عن يمين المرأة
التى تقف إمامًاً؛ كالمأموم مع الرجال؛
فعن عطاءٍ- رضى الله عنه- عن أم المؤمنين
السيدة عائشة -رضى الله عنها وأرضاها:
«أَنَّهَا كَانَتْ تَؤُمُّ النِّسَاءَ،
تَقُومُ مَعَهُنَّ فِى الصَّفِّ».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتــور علــى