(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-21-2018
إيلين غير متواجد حالياً
Algeria     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1818
 اشراقتي ♡ » May 2018
 كُـنتَ هُـنا » 01-12-2025 (06:52 PM)
آبدآعاتي » 2,024,705
 تقييمآتي » 1203054
 حاليآ في » بروحُ الحبيب
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 30سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
تم شكري »  2
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي في ظلال ايه ثم قست قلوبكم



ثم قست قلوبكم
في أثناء حديث القرآن الكريم عن قصة بقرة بني إسرائيل، أخبر سبحانه عن قسوة قلوب أولئك القوم بقوله: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} (البقرة:74) فالخطاب في الآية لبني إسرائيل، بيد أن حمله على العموم لا تأباه أصول التفسير، بل هو الأليق بمقاصد القرآن الكريم، ومن ثم نقول:

إن الآية الكريمة تصور حالة محزنة مخيفة من حالات قسوة القلب؛ فالقلب القاسي ليس كالحجارة فحسب، بل قد يكون -وفق منطوق الآية- {أشد قسوة} بل إن الله تعالى ذكر فضل الحجر على بعض البشر، وذلك ما أفصحت عنه تتمة الآية، يقول عز شأنه: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} (البقرة:74).

فالله سبحانه يذكر فضل وتميز الحجر على بعض قلوب البشر، ويذكر من فضائل الحجارة أنها من لينها ومطاوعتها تنشق، فينساب من بين جوانحها الماء الزلال، أو تهبط وتتردى خضوعاً وتذللاً لله سبحانه.

وقد لاحظ أحد أئمة التفسير من التابعين -وهو الإمام قتادة- هذه المقارنة القرآنية بين الحجارة وبعض قلوب بني آدم، فعلق تعليقاً بديعاً، قال فيه: "عذر الله الحجارة، ولم يعذر شقي بني آدم"؛ ذلك أن القلب إذا قسا خسر القدرة على الاتصال بالله سبحانه، ومناجاته، والتضرع إليه.

ويحدثنا القرآن عن صورة أخرى من صور قساوة القلب، وذلك على ضوء ما يقدره الله على العباد من كوارث كونية، يريد منهم اللجوء إليه، والتضرع له، ولكن من ابتلي بقسوة القلب يفلس في الوصول إلى هذه اللحظات الراقية، يقول تعالى: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم} (الأنعام:42-43) فالله تعالى يقدر المرض والمجاعة والحروب والفقر، يريد من عباده اللجوء إليه، والتضرع له، بيد أن قسوة القلب تكبل قساة القلوب، فلا يستطيعون الوصول إلى هذه المنزلة العظيمة.

وقساوة القلب لا تقف بصاحبها عند هذا الحد، بل تدفع بصاحبها إلى التماس المخارج بتأويل النصوص؛ لتوافق هواه، وليي أعناقها؛ لتعزز مساره، كما قال تعالى في وصف تأثير قسوة القلب على تحريف النصوص: {وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه} (المائدة:13).

ومن حكمته سبحانه أن جعل في النصوص الشرعية مواضع مشتبهة، ومكن الشيطان من الإغواء كوناً وقدراً، فيلقي الشيطان أمام قلوب الناس لذائذ الشبهات، وكلاليب الحيل والمكايد. فلا يصبر ويُسَلِّم للنصوص، ويترك مواضع الاشتباه إلا من رقت قلوبهم بالإيمان. ولا يطيش عقله أمام هذه النصوص، فيتخذها تُكأة لتقصيره إلا من قسا قلبه، قال تعالى: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم} (الحج:53).

وقسوة القلب ليست مجرد سبب للمعصية -كما يظن كثير من الناس- بل قد تكون نتيجة وعقوبة من الله على المعصية ذاتها، فيعاقب الله العبد إذا عصاه بأن يجعل قلبه قاسياً، كما قال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية} (المائدة:13)، وهكذا، فإن الله يعاقب على قسوة القلب، إذا لم يداوها المرء بمزيد من قسوة القلب، كما هو صريح الآية الكريمة الآنفة الذكر.

ولا يختلف مسلمان في أن قسوة القلب هي نتيجة طبيعية للمعاصي والخطايا بشكل عام، غير أن ثمة عاملاً له خصوصية في إنتاج قسوة القلب، وهو: بُعْدُ العهد عن ذكر الله سبحانه.

وقد جاءت الإشارة في كتاب الله إلى هذه العلاقة بين بُعد العهد عن ذكر الله وقسوة القلب، يقول سبحانه: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون} (الحديد:16) فطول الأمد، وبُعْدُ العهد عن كتاب الله، أورثهم قسوة قلوبهم، وتنبيه القرآن لهذه الظاهرة الواقعة في الأمم السابقة، ليس مجرد خبر تاريخي مضى وانقضى، وإنما ذكره سبحانه لنتحاشاه، ونستفيد من هذا الدرس.

وتُلْحَظ العلاقة بين بُعْدِ العهد عن ذكر الله وقسوة القلب أيضاً في قول الحق سبحانه: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} (الزمر:22) والمعنى كما رجحه شيخ المفسرين الطبري: أن قلوبهم قست بسبب بُعْدهم عن ذكر الله، ونص عبارته: "يقول تعالى ذكره: فويل للذين جفت قلوبهم ونأت عن ذكر الله، وأعرضت".

والمتأمل في الآيات التي تحدثت عن قسوة القلب -وقد أتينا على أكثرها- يدرك أن قسوة القلب يجب أن لا تكون شيئاً هامشياً في حياتنا، لقد اهتم القرآن بهذه الظاهرة اهتماماً واضحاً، فوصفها، وشرح أسبابهاـ وآثارها، وهدد صراحة من وقع فيها. ومن ثم لا خيار لنا في اتخاذ القرار العاجل والمبادرة بمداواة قلوبنا من هذه القسوة التي تداهمها. وقد أثبت التجارب العملية والنفسية أن أنفذ الأدوية وأسرعها في معالجة قسوة القلب هو تلاوة كلام الله سبحانه وتدبره، مصداق ذلك قول الباري سبحانه: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} (الزمر:23).

وقد أخبرنا الله سبحانه عن أنبيائه وصفوة خلقه، كيف يتأثرون بكلام الله، وتسيل عبراتهم بقوله: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا} (مريم:58).

وأخبرنا سبحانه أيضاً عن بعض عباده الصالحين من أهل الكتاب، كيف تفيض أعينهم بالدموع، إذا تلي عليهم القرآن الكريم، قال تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} (المائدة:83).

فإذا رأى متدبر القرآن، كيف يصف الله القرآن الكريم بأنه تقشعر منه جلود المؤمنين، وتلين قلوبهم له، وكيف وصف سبحانه سلسلة الأنبياء، وصالحي أهل الكتاب إذا استعبروا، وذرفت عيونهم خشية لكلام الله، أدرك أن هذا القرآن أنجع وسيلة تهز القلوب، وتطير بها عن منحدرات القسوة، وكهوف الرين.

على أن ذكر الله تعالى بتلاوة القرآن وتدبره لا تلين القلب فحسب، بل تجعل ذلك القلب أيضاً مطمئناً خاشعاً لله سبحانه، قال عز من قائل: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد:28).

ختاماً، فقد روى الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي). وفي "مسند البزار" عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعة من الشقاء: جمود العين، وقساء القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا).



 توقيع : إيلين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
ظلال, قلوبكم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علاء مبارك أثار جدلا واسعا... ماذا يقصد علاء مبارك بـ"التنازل" عن أراض ضمن صفقة القرن شيخة رواية ⁂ الأخبَـار اليومِية والصحُف العربِية والعَالمية ⁂ 14 08-15-2024 04:20 PM
عرش قلوبكم ان وووجججدت شيخة رواية ♬ خوَاطـر الكَلمـة ♬ 20 07-09-2024 01:45 PM
ما في قلوبكم Şøķåŕą ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 36 06-21-2023 06:52 AM
من قلبي إلى قلوبكم بنت اليمن ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 16 08-01-2022 08:38 AM


الساعة الآن 06:11 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع