(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ✬ قِسـم الأُسـرة والمُجتمـع ✬ > ✬ الحيَاة الزوجِية والبَيت السّعيـد ✬

✬ الحيَاة الزوجِية والبَيت السّعيـد ✬ نسعَى دائمًا لِجعل حيَاتنا أسعَد وأجمَل .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-03-2020
رحيل غير متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 3 يوم (02:06 AM)
آبدآعاتي » 11,233,702
 تقييمآتي » 6472446
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  274
شكرت » 15
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي التعاون العائلي في سبيل الآخرة والجنة



التعاون العائلي في سبيل الآخرة والجنة














إنسانية الإسلام في نظرته إلى الأسرة والمرأة (1)




الأسرة المسلمة أسرة تقوم على التكافُل المعنوي والمادي معًا



أ. د. عبدالحليم عويس







فليس بالتكافل المادي في أمور الدنيا يتحقَّق التكافلُ الصحيح الذي تشير إليه الآية الكريمة: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]؛ فهذا التعاون هو أسمى أنواع التكافل الباقي والخالد.





وما الفائدة في نهاية الأمر إذا نجحَتِ الأسرة المسلمة في قيادة أبنائها إلى الأموال والمناصب الدنيوية، ثم دخلوا جهنَّم في الآخرة؛ لفسقِهم وتَرَفهم وانحرافهم عن جادَّة الشريعة التي ارتضاها الله لعباده؟!






إنَّها الخسارة الحقيقية مهما كانت أرباح الدنيا الفانية الزائلة المحدودة.





وفي تاريخنا الإسلامي صفحاتٌ حافلة بصور البطولة الصادقة في كل ألوان التكافل العائلي، وصور التضحية والإيثار، وكذلك في ميادين الشجاعة؛ فمواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة وهو يدعو إلى الله صابرًا محتسبًا واثقًا بنصره - أروعُ أمثلة للشجاعة، وكذلك مواقفه في المدينة وهو يُجَابِه قوى الشرك والنفاق، ولؤم اليهود.





هذه المواقف الكريمة تمثِّل القدوة الأسمى التي اقتدى بها المسلمون!





وقد سار خلفاؤه الراشدون على نهجه، لا تصدُّهم عن الجهاد في سبيل الله عقباتٌ، ولا تَذهَب بألبابِهم الدنيا، رغم أنهم ملكوا كنوز الأرض، ورفعوا راية الإسلام في أكثر الربوع.





ومن صور الشجاعة الرائعة التي رواها تاريخنا، صورةُ التابعي الجليل (صِلَة بن أَشْيَم العدوي) وأسرته (وهو من كبار التابعين من أهل البصرة، ت سنة 77هـ)؛ فقد قدَّم كل أعضاء الأسرة تضحياتٍ كبيرةً في سبيل الإسلام، وإنها لأسرة مباركة بكل المقاييس!





ففي إحدى معارك المسلمين مع الفرس تقدَّم (صِلَة العدوي) وصاحبٌ له، يمهِّدان الطريق للمسلمين، وينشران الرعبَ في جيش المشركين، ولما عَلِم المشركون بأن كل ما أصابهم من خوف ورعب، إنما كان على يدِ اثنين من المسلمين، ازداد هَلَعُهم، حتى قال بعضهم لبعض: "إذا كان رجلان من المسلمين صنعا بنا هذا، فكيف لو قاتلونا كلهم؟!"، وانتهى رأيهم إلى الاستسلام للمسلمين، والنزول على شروطهم، وكفى الله المؤمنين القتال، بفضل شجاعة (صِلَة) وصاحبه.





وفي معركةٍ أخرى خرج (صلة) وولده مجاهدَينِ في سبيل الله، ولما بدأتِ المعركة قال (صِلَة) لولده: "تقدَّم فقاتِل؛ حتى أحتسبك عند الله"، فسارع الابن ملبِّيًا رغبة أبيه، حتى نال الشهادة على مرأى من والده الشجاع!





ثم تقدَّم (صلة) بعد ابنِه يقاتل، حتى استشهد بدوره، ولَقِي الله مطمئنًّا راضيًا، وكأنه كان يريد الاطمئنان على استشهاد ابنه وفوزه بالجنة!





ولم تكن زوجة (صِلَة) الزاهدة العابدة (مُعَاذَة بنت عبدالله العدوية) - أقلَّ بطولة وشجاعة من زوجها وولدها، فعندما ذهبتِ النسوة لتعزيتِها فيهما، رَفَضتِ العزاء وقالتْ لهن: "إن كنتُنَّ جِئْتنَّ لتهنئتي، فمرحبًا بكنَّ، وإن كنتن جئتن لتعزيتي، فارجعن"!





وهكذا كانت الأسرة كلها (صلة، وولده، وزوجته) على هذا المستوى الرفيع من الإخلاص لدين الله، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وقد يأخذنا العجب - كل العجب - من هذا الأب الذي يريد أن يطمئنَّ على استشهاد ابنه قبل استشهاده، مع أن العكس هو السائد بين الناس الذين يريدون أن يخلفهم أبناؤهم في ثرواتهم وشؤون دنياهم، وقد يَبِيعون دينَهم من أجل دنيا أبنائهم، ناسين الميزان الصحيح للحب، فدخول ابنك الجنة وبقاؤه فيها ملايين السنين هو الأهم والأجدى، حتى بمقياس المصلحة البحتة، وبمقياس التجارة العملية؛ فالنسبة بين التجارة مع الله (التجارة في سبيل الآخرة) أعظم - كمًّا وكيفًا - بملايين المرات من أية تجارات أو أرباح يمكن أن يكتسبها أيُّ إنسان في هذه الدنيا.





المهم أن نفكر بعقل وعلم، لكنه العقل المؤمن الذي يحسب دون ضغوط الغرائز والأهواء، ولكنه العلم الصحيح الذي تمتد رؤيته عبر مساحة الوجود الحقيقية، مساحة الدنيا والآخرة.





وليس مساحة الدنيا المحدودة التي لا تساوي نسبة مليونية بالنسبة للآخرة؛ لأن الآخرة هي دار القرار، ولأنها خير وأبقى، وهكذا فَهِم التابعي الجليل (صِلَة بن أشيم العدوي) المعادلةَ الحقيقية، وهكذا فَهِمتْها أسرتُه الصالحة، وهكذا يجب أن يفهم المسلمون الصادقون.



 توقيع : رحيل



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هو الفرق بين القرش والحوت ؟ آشتياق ⁂ الحيوَانات والطيُور والطبّيعة والنّبات ⁂ 25 11-29-2024 09:17 PM
التعاون سبيل النجاة نور القمر ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 11 11-08-2024 06:51 PM
سبيل الدموع سبيل مريح sham ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 21 08-22-2024 04:35 PM
رؤساء الأركان بدول مجلس التعاون يبحثون مجالات التعاون العسكري خاطري آضمـڪ ⁂ الأخبَـار اليومِية والصحُف العربِية والعَالمية ⁂ 9 01-23-2023 12:02 PM
يارب رضاك والجنة | عبدالإله النجيدي | بنت اليمن ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 13 09-11-2022 09:31 AM


الساعة الآن 10:40 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع