يشير مفهوم التربية الخاصة إلى مهنة متخصصة تعتمد على العلم واساليبه البحثيه في تقديم خدمات خاصة تقتضيها حاجات جماعات من الأفراد في المجتمع لانهم يختلفون عن الناس العاديين ، وتسعى من خلال برامجها المختلفة التي تتطلبها كل فئة المساعدة هذه الجماعات على التكيف مع المحيط الاجتماعي التي تعيش فيه وعلى تطوير ما لديها من طاقات والدفع بها الى اقصى حد ممكن من اجل تحقيق الذات .ويعمل في هذه المهنة اخصائيون في مجالات متعددة كالطبيب العام ، والطبيب النفسي ، ورجل القياس النفسي وعالم النفس ، والباحث الاجتماعي ، والطبيب المختص في مجال الإعاقات الجسمية ، والتأهيل والارشاد النفسي ، والمهني ومعلم التربية الخاصة .
وتعتمد التربية الخاصة في تقديم خدماتها على استراتيجيات علمية يقر ويعترف بها العلم ، وتقدم برامج قد تكون تربوية ونفسية واجتماعية وتدريبية بحسب الحاجات التي تحتاجها كل فئة من الفئات التي تتعامل معها ومن الفئات التي تحتاج الى خدمات التربية الخاصة الموهوبين ، وذوي الاعاقات العقلية المختلفة والذين يوصفون بغير العاديين Exceptional على اعتبار أن الموهوبين يأتون فوق الوسط ،وذوي الاعاقات العقلية يأتون ما دون الوسط لذلك فهم بحاجة إلى خدمات تختلف عن الخدمات التي يحتاجها الفرد العادي وان عدم توفر مثل هذه الحاجات يخلق لذوي هذه الفئات صعوبات تحول دون تقدمهم وتكيفهم ، كما تقدم خدمات التربية الخاصة لذوي الاعاقات الجسمية كذوي الاعاقات الحركية والسمعية ، والبصرية ولذوي صعوبات التعلم الاعاقة الخفية) ، ولذوي الاضطرابات السلوكية والانفعالية ،ولذوي اضطرابات النطق واللغة ، حيث تستدعي حالاتهم إلى تقديم خدمات تربوية وتعليمية ، ونفسية ، واجتماعية لهم بحسب موقعهم التربوي او النفسي او الاجتماعي .
وقد يعتقد البعض خطأ بان فئة الموهوبين يجب استثناؤها من بين هذه الفئات على اعتبار بان ليس لها حاجات خاصة أو أن ليس لديها مشکلات والحقيقة هي بخلاف ذلك حيث أن هذه الفئة هي بأمس الحاجة إلى خدمات التربية الخاصة لمساعدتهم على التكيف النفسي والمهني ، والاجتماعي ، واستثمار ما لديهم من طاقات بناءه في خدمة المجتمع .وسنتحدث عن هذا الموضوع في مجال الحديث عن الموهوبين . ان مجال العمل في التربية الخاصة يتطلب تضافر جهود فريق كامل من اجل تقييم الخدمات التي يجب ان تقدم لكل فئة من فئات التربية الخاصة ، والعمل معا لتقديم خدمات متكاملة لها لكي يكون العمل مفيدة ومثمرة ،
لأنه يجب أن لا يغيب عن البال بأن فئات التربية الخاصة هم ليسوا شريحة واحدة تماما ، حيث ان هناك فروقا فيما بينهم بحاجة إلى الدراسة والى برامج تربوية خاصة تختلف بحسب اختلاف طبيعة تلك الحاجات ، وعلى سبيل المثال فإن ذوي الاعاقة الشديدة بحاجة الى . برامج تربوية تختلف عن ذوي الاعاقة المتوسطة أو البسيطة وان التوحديين Autostic بحاجة إلى خدمات غير تلك الخدمات التي تقدم لذوي الاعاقات السلوكية بشكل عام . أن هذه المهنة في تطور وتقدم مستمر ومطرد وهي تواكب كل تقدم علمي او طبي ، او نفسي للاستفادة منه ومن تقدم التكنولوجيا للاستفادة من كل جديد ومفيد لتقديم خدمات عديدة قد تكون المدرسة العادية أو المستشفى او المدرسة الخاصة او صف خاص في مدرسة عادية او في غرفة مصادر في المدرسة العادية او بأي شكل يخدم حاجات هذه الفئة .
اهداف التربية الخاصة
تتمثل أهداف التربية الخاصة في النقاط التالية
– مساعدة أفراد هذه الفئات على ان يكونوا أفرادا نافعين في المجتمع يشعرون بأنهم اناس غير مختلفين عن الآخرين .
– إستثمار ما لدى هذه الفئات من قدرات متباينة والسعي إلى تنميتها وتطويرها إلى اقصى مدى ممكن ليشعر ذوي هذه الحاجات بوجودهم ومكانتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها .
– التعرف إلى الأطفال غير العاديين وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة ومعرفة نسبة انتشار هذه الفئة او تلك في المجتمع من اجل معرفة حجم الخدمات المختلفة التي يجب تقديمها لهم .
– إعداد البرامج التعليمية والتربوية والتأهيلية والتدريبية التي تحتاجها كل فئة تقتضيها طبيعة حاجاتها .
– إعداد الكوادر العلمية التدريس وتأهيل وتدريب اصحاب هذه الفئات سواء في اثناء الخدمة أو قبلها ليتعاملوا باقتدار مع كل فئة من فئات التربية الخاصة وايفادهم في بعثات للخارج للاطلاع على كل جديد في مجال تقديم الخدمات الخاصة لهذهالفئات .
– اعداد الموازنات الخاصة التي تحتاجها كل فئة -تصميم واعداد طرائق تدريس تناسب كل فئة من هذه الفئات .
– اعداد الوسائل التعليمية والتكنولوجية (الوسائل المعينه) الخاصة بكل فئة من فئات التربية الخاصة لتسهيل عملية تعليمهم كالوسائل البصرية للمكفوفين والسمعية اللصم والبكم والحركية لذوي الاعاقات الحركية والعقلية لذوي الاعاقات العقلية والنطقية لذوي اضطرابات النطق واللغة والانفعالية السلوكية لذوي اصحاب هذه الاعاقات .
– رسم السياسات التربوية الوقائية للحد من حدوث مثل هذه الاعاقات وتوعية افراد المجتمع باسبابها وطرق الوقاية منها .
– تقديم الارشاد النفسي لذوي اصحاب هذه الحاجات ولذويهم ليسهل على الطرفين تقبل هذه الحاجات والخدمات .
– تقديم الارشاد المهني وخدمات التأهيل والتدريب لاصحاب هذه الحاجات ليستطيعوا الاستقلالية ما أمكن عن ذويهم.
– استصدار القوانين التي تنص على حقوق هذه الفئات في التربية والتعليم لتلبي خدمات خاصة تقتضيها حاجاتهم النفسية والاجتماعية والجسمية والفكرية والعقلية .
– مساعدة أفراد هذه الفئات على التكيف السليم في مجتمعاتهم والنمو في مختلف مجالات حياتهم بما تسمح به قدراتهم .
-تغيير اتجاهات افراد المجتمع نحو اصحاب هذه الحاجات بحيث تكون اتجاهات ايجابية تصب في مصلحة هذه الجماعات .
– مساعدة أفراد هذه الجماعات على تحقيق ذواتهم ليشعروا بانهم افراد لديهم قدرات يمكن الاستفاده منها .