سريع و لد مميز، يواظب على دراسته ويمدّ يد العون لمن يحتاجه و جميع أهل الحي
يحبونه. لا يتأخر في الاستيقاظ صباحا استعدادا للمدرسة، ذات يوم خرج متوجها
إلى مدرسته فراح يمشي بمحاذاة الرصيف وكان في طريقه يمرﱡ دائما على الغابة
الواقعة بجانب منزله، لمح فجأة فوق العشب تحت إحدى اﻷشجار عصفورا ملقى
يحاول رفع جناحيه والتحليق بهما فهرع سريع نحوه، حمله بيديه برفق وهو يتفحصه قلقا.
رفع رأسه ليلقي نظرة أعلى الشجرة فوجد عشا صغيرا فوق أحد اﻷغصان، أدرك
سريعا أن العصفور قد سقط من عشه ولحسن الحظ فقد كان سريع متسلقا بارعا
ففكر لبرهة ثم نزع حقيبته وقال في نفسه:
لا يمكنني تركه هكذا وجب علي أن أرجعه إلى العش إلى حين عودة أمه وإلا فسيموت هنا.
و بخفة و مهارة خبئ سريع العصفور في جيبه وتسلق إلى أعلى الشجرة وصار
يطمئن كل دقيقة وأخرى عليه حتى وصل ووضعه بلطف في عشه، نزل و حمل
حقيبته ليكمل طريقه لكنه نظر إلى ساعة يده فأدرك أنه قد تأخر ولن يسعفه
الوقت للرجوع لكنه مضى مسرعا ولما وصل كان قد فاته موعد الدرس فمنعته
المدرسة من دخول الصف واتصلت بوالدته لتستفسرعن اﻷمر، ظل سريع مرتبكا
ينتظر أن تأتي والدته ليشرح لها ما حدث معه، بدت في أول اﻷمر مستاءة من
تصرفه الذي لم تتوقعه منه فحكى لها ولمُدرّسته عن سبب تأخره صباحا فاقتنعتا
بأنه لم يكن مخطئا بل تصرف تصرفا إنسانيا مهذبا بمساعدته للعصفور، فافتخرت
والدته بما فعل وأثنت مُدرﱢسته عليه أمام جميع زملائه في الصف وأمرتهم أن
يقتدوا به ويساعدوا من يجدوه في حاجة للعون مثلما فعل صديقهم مع العصفور.