ارتفاع صادرات البنزين الأميركية للمكسيك وراء أزمة الوقود

ارتفاع صادرات البنزين الأميركية للمكسيك وراء أزمة الوقود

الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي









سجلت صادرات البنزين الأميركية في مايو ويونيو ويوليو سجلات موسمية جديدة، حيث وصلت صادرات الولايات المتحدة من بنزين السيارات إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق لكل شهر، ما ساهم في ارتفاع صادرات البنزين بشكل تاريخي طوال معظم هذا الصيف. ومع أن بيانات شهر أغسطس لن تكون متاحة حتى نهاية أكتوبر، إلا أن تقديرات، إدارة معلومات الطاقة، للصادرات في أغسطس، استنادًا إلى تقرير حالة البترول الأسبوعي، تشير إلى أن صادرات أغسطس 2021 من البنزين كانت أقل من مستويات 2020، وأن الصادرات كانت منخفضة بالمثل في سبتمبر. يعكس ارتفاع الصادرات الصيفية في مايو ويونيو ويوليو 2021 خروجًا عن الموسمية التاريخية لصادرات البنزين، والتي تسببت في أزمة نقص البنزين في الأشهر الماضية.
في مايو، بلغ متوسط ​​صادرات الولايات المتحدة من بنزين السيارات الذي يجمع بين صادرات بنزين السيارات الجاهز ومكونات مزج بنزين السيارات 941000 برميل يوميًا، بزيادة 276000 برميل في اليوم، أو بنسبة 41 ٪ عن الخمس سنوات (2016-2020). كما بلغ متوسط ​​صادرات يونيو 935.000 برميل في اليوم، متجاوزًا متوسط ​​الخمس سنوات لشهر يونيو بمقدار 230.000 برميل في اليوم (33 ٪). وفي يوليو، بلغ متوسط ​​صادرات البنزين مرة أخرى 935.000 برميل في اليوم، متجاوزًا متوسط ​​الخمس سنوات لشهر يوليو بمقدار 181.000 برميل يوميًا (24 ٪).
عادة ما تصدر الولايات المتحدة المزيد من البنزين في الشتاء وأوائل الربيع، عندما يكون هناك طلب محلي أقل على البنزين ولكن عمليات التكرير تستمر في العمل لتلبية الطلب الموسمي المتزايد على نواتج التقطير. في وقت، تنتج عمليات المصافي المستمرة كمية من البنزين أكثر مما تستهلكه السوق الأميركية، وبالتالي فإن الإنتاج الإضافي يساهم بدلاً من ذلك في إعادة بناء المخزونات الموسمية والصادرات. وخلال فصل الصيف، غالبًا ما يقلل الطلب المحلي المتزايد من توافر البنزين للتصدير، ما يساهم في تقليل تصدير البنزين خلال ذلك الجزء من العام. ومع أن أحجام الصادرات خلال مايو ويونيو ويوليو كانت جديرة بالملاحظة بسبب مستوياتها المرتفعة خلال فصل الصيف، فإن الولايات المتحدة عادة ما تصدر المزيد من البنزين خلال الأشهر اللاحقة من السنة التقويمية.
وتأتي الغالبية العظمى من صادرات البنزين الأميركية من ساحل الخليج الأميركي، والذي يمثل نحو 54 ٪ من طاقة التكرير القابلة للتشغيل في الولايات المتحدة. حتى الآن في عام 2021، جاءت 92 ٪ من صادرات الولايات المتحدة من وقود السيارات من ساحل الخليج الأميركي، أي أعلى بنحو نقطة مئوية واحدة من متوسط ​​حصة الخمس سنوات. ويتمتع ساحل خليج الولايات المتحدة بقدرة تكرير أكبر بكثير من الساحل الشرقي، وجبال الروكي، والساحل الغربي، بينما يتمتع أيضًا بمنفذ ساحلي، وهو الغرب الأوسط، كثاني أكبر منطقة تكرير بالقدرات المهدرة.
ومع أن الصادرات الأميركية من زيت الوقود المقطر تذهب إلى مجموعة متنوعة نسبيًا من الوجهات، فإن صادرات بنزين السيارات من الولايات المتحدة تذهب في المقام الأول إلى المكسيك التي تشكل الصادرات إليها عادة ما بين 50 ٪ و70 ٪ من إجمالي صادرات الولايات المتحدة من البنزين على مدى السنوات الخمس الماضية. وكانت صادرات البنزين إلى المكسيك مساهماً رئيساً في زيادة الصادرات الصيفية في عام 2021، بمتوسط ​​619 ألف برميل في اليوم في مايو، و519 ألف برميل في اليوم في يونيو، و551 ألف برميل في اليوم في يوليو.
وصدرت الولايات المتحدة المزيد من البنزين إلى المكسيك في مايو ويونيو مما كانت عليه في الأشهر السابقة، وعلى وجه الخصوص، وصلت الصادرات إلى أعلى مستوى لشهر مايو عند 270.000 برميل في اليوم (77 ٪) أعلى من متوسط ​​الخمس سنوات السابق لشهر مايو. كما كانت الصادرات في يونيو ويوليو أعلى بكثير من المتوسط​​، مع أن هوامشها أصغر نسبيًا عند 112000 برميل في اليوم (28 ٪) و69000 برميل في اليوم (14 ٪) على التوالي.
وفي حين ارتفعت صادرات البنزين خلال الصيف، ارتفعت واردات الولايات المتحدة من البنزين خلال معظم عام 2021. وأدى انقطاع مصافي التكرير في الطقس البارد في فبراير إلى زيادة الواردات في مارس للتعويض عن الإنتاج المفقود، لكن الواردات ظلت أعلى من خمسة متوسط ​​العام وغالبًا ما يكون أعلى مستوى في خمس سنوات حتى بعد استئناف المصافي الأميركية عملياتها.
وقد تعكس الزيادات في كل من الواردات والصادرات الأميركية الظروف اللوجستية المتغيرة داخل الولايات المتحدة، أو قد تعكس واردات البنزين بأسعار تنافسية من أماكن أخرى في حوض المحيط الأطلسي. ومع أن ساحل الخليج كان تاريخياً المورد الرئيس للوقود إلى الساحل الشرقي، إلا أن سلسلة التوريد هذه تعتمد على قدرة خط أنابيب المنتجات البترولية التي تربط المنطقتين.
وفي الحالات التي تكون فيها سعة خط الأنابيب ممتلئة ولا توجد سعة فائضة، قد يجد موزعو الساحل الشرقي أن استيراد البضائع المنقولة بالماء أكثر فعالية من حيث التكلفة بدلاً من شراء كميات من ساحل الخليج والتي يجب نقلها إلى وجهتهم عن طريق السكك الحديدية أو البوارج.
كما تعكس زيادة واردات الجازولين إلى الساحل الشرقي أيضًا انخفاض الأسعار في أوروبا بسبب ارتفاع المخزونات هناك، فيما كانت واردات البنزين إلى الساحل الغربي أعلى أيضًا هذا الصيف، وهي منطقة تزود تقليديًا معظم الوقود الخاص بها ولكن من المحتمل أن تزيد الواردات نتيجة لإغلاق المصافي خلال العام الماضي.