النفط يحافظ على 80 دولاراً للأسبوع الماضي مع استمرار ارتفاع الوقود

النفط يحافظ على 80 دولاراً للأسبوع الماضي مع استمرار ارتفاع الوقود

أسعار النفط تحافظ على قوتها وسط رغبات أميركية مستمرة لإمدادات فورية متزايدة

الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي









حافظ النفط على تماسكه القوي متجاوزة أسعاره 80 دولارًا للبرميل، على مدى الأسبوع الماضي، مما أدى إلى استمرار ارتفاع أسعار الوقود للمستهلكين. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم السبت إن إدارته لديها سبل للتعامل مع ارتفاع أسعار النفط بعد أن رفضت أوبك وحلفاؤها مناشدات أميركية للمنتجين لضخ مزيد من الخام للسوق، وهو ما يعني طلب تجاوز خطط التحالف الملتزم بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من ديسمبر.
وقال بايدن، رداً على تساؤل الإعلاميين في البيت الأبيض عما إذا كان سيأذن بالبيع من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأميركي، "هناك أدوات أخرى في الترسانة يتعين علينا التعامل معها مع دول أخرى في الوقت المناسب". وقال، "لا أتوقع أن ترد أوبك ممثلة بالسعودية وروسيا وسوف يضخون المزيد من النفط، ولكن هل سيكون كافيًا؟، فهذا أمر مختلف." وقال بايدن إن إدارته ستناقش هذه القضية. وقال "يمكننا الحصول على مزيد من الطاقة في خط الأنابيب، بالمعنى المجازي والحرفي".
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر جرانهولم، إن إدارة معلومات الطاقة تتوقع انخفاض أسعار البنزين إلى 3.05 دولارات للغالون في ديسمبر، وهو على الأرجح مستوى لا يمكن أن يدخل فيه الاحتياطي الاستراتيجي، كما قالت. لكنها قالت إن التوقعات يمكن أن تتغير.
يشير سجل أسعار النفط للعقود الأربعة الماضية إلى أن الأسعار ستستمر في الارتفاع، مما يولد ضغطًا تصاعديًا كبيرًا على التضخم حتى يحدث تباطؤ في الاقتصاد العالمي، بحسب رويترز. وعادة ما تستقر الأسعار فقط عندما يكون هناك ركود أو على الأقل تباطؤ في منتصف الدورة في الولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى.
وفي الولايات المتحدة، ارتبطت الانخفاضات الحادة في أسعار النفط بحالات الركود الرسمية التي أعلنها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية ابتداءً من 1981 و1992 و2001 و2007 و2020. فيما لم تكن انخفاضات الأسعار في 1985 و1998 و2015 مرتبطة بالركود الرسمي، ولكنها تزامنت تقريبًا مع تباطؤ منتصف الدورة، كما يتضح في مؤشر مديري المشتريات الذي نشره معهد إدارة التوريد.
وفي العقود الأخيرة، لم تكن هناك حالة تراجعت فيها أسعار النفط بشكل تلقائي عندما كان العرض يلحق بالطلب دون أي شكل من أشكال التباطؤ الاقتصادي. ومن المرجح انه كان أقرب الأمثلة على ذلك هو الركود في الأسعار بعد الطفرة الأولى للصخر الزيتي (2011-2014) والازدهار الثاني للصخر الزيتي (2017-2019) في الولايات المتحدة، وكلاهما انتهى بإفراط في الإنتاج. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، تحول الإنتاج الزائد الأولي إلى ركود فعلي بسبب تباطؤ نمو استهلاك النفط.
بينما ارتبط تباطؤ النمو في الاستهلاك بالتباطؤ الاقتصادي في الصين (2014/2015)، وتباطؤ منتصف الدورة في الولايات المتحدة (2015/2016)، والصراعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين (2018/19) والوباء (2020). وإذا استمر الاقتصاد العالمي في التوسع السريع خلال عامي 2022 و2023، فمن المرجح أن تستمر أسعار النفط والتضخم في الارتفاع بدلاً من التبدد.
وعلى العكس من ذلك، إذا تراجعت أسعار النفط والتضخم في عامي 2022 و2023، فإن المحفز الأكثر ترجيحًا سيكون تباطؤًا في دورة الأعمال، إما ركودًا رسميًا أو "تصحيحًا ضعيفًا" في منتصف الدورة.
وجدد البيت الأبيض الأمل بأن الاقتصاد العالمي سينمو في طريقه للخروج من الاختناقات الحالية في سلسلة التوريد، مع تشجيع الطلب القوي على الاستثمار في طاقة إنتاجية جديدة، مما يجعل ارتفاع الأسعار تحت السيطرة تدريجيا. من وجهة النظر هذه، سيخلق الطلب في النهاية عرضًا خاصًا به، دون توليد الكثير من التضخم في غضون ذلك، وهو افتراض يكمن وراء خطة إدارة اقتصاد شديد الضغط دون ارتفاع درجة الحرارة.
فيما تعتبر اختناقات سلسلة التوريد وما ينتج عنها من ضغط تصاعدي على الأسعار مشاكل "عابرة" من شأنها أن تحل نفسها لأن ارتفاع الأسعار يحفز الاستثمار في طاقة إنتاجية جديدة. ومن خلال إدارة اقتصاد شديد الضغط، يأمل المسؤولون في جني فوائد الاقتصاد الجزئي للطفرة، ولا سيما الزيادات الأسرع في التوظيف والأجور في النصف السفلي من توزيع الدخل، دون تعريض هدف الاقتصاد الكلي المتمثل في استقرار الأسعار لتجنب المخاطر.
حتى الآن هذا العام، تركزت ارتفاعات الأسعار في المواد الخام والطاقة والبضائع، حيث تعافى التصنيع بسرعة من الوباء بينما تواصل شركات الخدمات العمل مع قيود صارمة. وأدت إعادة التوزيع القسري للإنفاق الاستهلاكي والتجاري إلى تكثيف ضغوط القدرة العادية المتعلقة بالاسترداد في التصنيع ونقل البضائع وإمدادات الطاقة والسلع الأساسية.
1 الرئيس الأميركي جو بايدن