البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة
بدرية صالح
المرحلة الأولى : تصنيف أقوال العلماء
مسائل القراءات
القراءات في قوله (ترجعون ) .
وقرأ جمهور الناس «ترجعون» بضم التاء وفتح الجيم.
وقرأ ابن أبي إسحاق وابن محيصن وابن يعمر وسلام والفياض بن غزوان ويعقوب الحضرمي: «يرجع ويرجعون وترجعون» بفتح الياء والتاء حيث وقع). المحرر الوجيز: 1/ 160-161
المسائل التفسيريه
معنى كيف تكفرون بالله ؟ ونوع الاستفهام ؟
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ) وقوله}كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً{..على وجه التعجّب والتوبيخ؛ لا على الاستفهام المحض؛ أي: ويحكم كيف تكفرون! وهو كقوله} فأين تذهبون{وقوله} كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً{ المعنى -والله أعلم قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ )ت:546هـ( : وقوله تعالى}كيف تكفرون{ لفظه الاستفهام وليس به، بل هو تقرير وتوبيخ، أي: كيف تكفرون بالله ونعمه عليكم وقدرته هذه؟
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ(
لم يرد بهذين الاستفهاميين حدوث هلم لم يكن؛ وإنما أريد بهما التقرير والتوبيخ ومن ذلك قول العجاج:
يقول تعالى محتجًّا على وجوده وقدرته، وأنّه الخالق المتصرّف في عباده
}كيف تكفرون باللّه{ أي: كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره!
معنى قوله تعالى
} وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } .
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ(
وقوله} وكنتم أمواتاً فأحياكم{ يعني: نطفاً، وكل ما فارق الجسد من شعر أو نطفة فهو: ميتة، والله أعلم
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ
(
قوله}: وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم{فإنما يقول: كنتم تراباً ونطفاً، فذلك ميّت، وهو سائغ في كلام العرب، تقول للثوب: "قد كان هذا قطنا" و"كان هذا الرّطب بسرًا"، ومثل ذلك قولك للرجل: "اعمل هذا الثوب" وإنما معك غزل). معاني القرآن: 1/ 43
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ):
(سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه في قوله جلّ وعزّ{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم}قال: هي مثل الآية الّتي في أوّل المؤمنون{:ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}تفسير الثوري 43
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ(
اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم بما حدّثني به، موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم} : كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم{يقول: «لم تكونوا شيئًا فخلقكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم يوم القيامة».
- وحدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ: في قوله:
{أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «خلقتنا ولم نكن شيئًا، ثمّ أمتّنا، ثمّ أحييتنا».
- وحدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ: في قوله: {أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: «كانوا أمواتًا فأحياهم اللّه، ثمّ أماتهم، ثمّ أحياهم».