ننتظر تسجيلك هـنـا



( سجادة حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية )  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-21-2022
Şøķåŕą متواجد حالياً
Egypt     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 8
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ دقيقة واحدة (11:52 PM)
آبدآعاتي » 11,764,707
 تقييمآتي » 2491548
 حاليآ في » ☆بعالم الحب يا حب ❤️ ☆
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
تم شكري »  114
شكرت » 181
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
Q70 على أطراف الشمس



1- ماوراء الأفق :

رغم التبدل الهائل الذي جرى على أبنية المدينة ، وشوارعها واتجاهات السير وكل

مرافقها ، سواء بمساحاتها الشاسعة أو بأحجامها وارتفاعاتها ،إلاّ أن مدخلها الغربي

بطبيعة جغرافيته ، ظل محافظاً على شخصيته أو تكوينه ، كما هو لم تطاله يد الحداثة

أوالعصرنة ، فظل ّ مرتفعا كأنه هضبة ، ينزلق منه طريقاً عريضاً منحدراً بهدوء

وانسياب ،وهو يدخل أجزاء المدينة ، وتتدرج الأبنية على أطرافه بذات السهولة ، فالذي

ينظر إليه أو يكون ذاهباّ أو قاصداً ذلك المرتفع من المدينة ، يبدو له الكتف ملتحماً

بالأفق لامحالة ، وما فيه وما بعده لايرى منه شيئاً أبدا .

و هناك ماوراء الكتف أو الأفق تقبع صالة الشمس للفنون الجميلة ، فلا يرى البناء الذي

يحتويها، إلاّ إذا ارتقينا أعلى الطريق ، من نهاية تلك الأبنية المتناثرة على امتداده نحو

الغرب الممتد من هناك إلى البعيد .

لايعلم أحد لم اختير هذا المكان ليكون صالة الشمس ، وكذلك اختيار اسمها ، إلاّ أن

شدة سطوع الشمس وابيضاضها وهي في أوج تحصنها في كبد السماء ، قد يكون

السبب مثلما يرجح ذلك الذي بقي يحمل بعضاً من ذاكرة ، يقول : ومنذ زمن بعيد أنه

من كان يأتي إلى هنا ، يذوب ويتلاشى ، او تأخذه الشمس معها حين تغرب وتذهب إلى

البعيد إلى ما وراء الأفق .

و من كان يسمع هذا القول يجده غريباً ، فلايصدقه فينساه أو يتناساه ، و ربما كان

البعض منهم يضعه في خانة الأحلام ، لولا أن نوعاً من تلك الحكايا كانت مفزعة

وتفند ذلك ، منها حكايا مثل كوابيس الليل ،تأتي لبعضهم وهم في أوج يقضتهم .

ومثلما أن الصالة تذوب في النهار ، فلا تكاد ترى أبداً من شدة سطوع الشمس ،

و لاتجد أحداً يصل إليها في قارعة النهار إلاّ إذا كان يقصدها لأمرما في شأنه ،

فإن الليل حين يرخي سدوله ، ليغطي كل من يستسلم لظلامه في ذلك المرتفع ، بادئاً

أومنتهياً بهذه الصالة ، فإن الصالة والبناء الذي يحتويها يختفون كذلك في تلابيبه ،

وحتى إنارة أضوائها هي الأخرى ، لاتكاد تقاوم وحشة تكالب الظلام خارجها ،فتخجل

من الظهور علانية حتى لناظرها المباشر ، والأمر بظاهره لايكاد يصدق وما يقال عنها

، خاصة عندما يقابل مديرها الفنان التشكيلي الأستاذ نادرأي من الزائرين أو الروّاد ،

فهاهو يعمل فيها منذ سنوات ولم يذوب ، أو تاخذه الشمس إلى البعيد ، مثلما يشاع عن

هذا المكان ، شاهدا عليها صباح مساء . وكذلك من كان يقصدها هم عادة روادها الذين

يتوافدون إليها ، لتداول الآراء والتحليلات ، حول مايعرض أحدهم أوبعضهم من

لوحات فنية برسومات كل منها يعبّر صاحبها بما تكتنز نفسه من تأويلات وأفكار

وفلسفات ، يظل الزائر العادي في معزل وغربة مما يرى ويسمع .

2- لوحة الدمعة الحزينة :
يعلّق أحدهم على ما كان يسمعه من تفسيرلصاحب لوحة من الفن السيريالي

متسائلاً:

أين المسافة التي يتحدث عنها مابين حلم الفنان ، وواقعه الذي ينفر ويتأفف منه ؟

..لاأجدها مجسدة أو واضحة ، ولو في خط أوأي لون ! بل كأنه يتحدث عن وهم أو خيال

قابع في ذهنه الهلامي ! .

لم لا وهؤلاء الرواد يتبادلون هز الرؤس والإبتسامات وأحياناً الضحكات العالية

بالتوافق على مايسمع بعضهم من بعض ، ولكن عندما يشتد التركيز بالجدال عما يصل

إلى أسماعهم ،من ازدياد مضطرد في عدد الجولات التي يكسبها جفاء وقسوة الواقع

يوماً بعد يوم ، وبمقابلها انهزام محاولات أحلامهم ورؤآهم ، فيلاحظ فيهم التقهقر ، بل

يتعدى ذلك التقهقرإلى نقصان عددهم فيما بعد وتقلص جمعهم في الحضور ، وكذلك في

فتور حماستهم ، واندفاعهم مما بجعل قيمة ما تكوّن اللوحة المرسومة في آرائهم

وأذهانهم ، هي الأمثل في اجتياز أي صعوبة في أي من تكوينات اجتماعيتهم ! .

يعود مدير الصالةالأستاذ نادر ليعلق ، وكان الأبرز دائماً من بين كل الرواد بإصراره

على الإمساك برأس أي خيط ،يرى فيه شدّ انتباه ، كتلك الحوارات التي تمارس فيما
بينهم ،في تحليل رسوم اللوحات ، من أجل تعرية الواقع كما يقولون ، وإظهارترديه

المخيف اليومي ، باستمرار التدميرالمتعمد في كل مرافق الحيا ة :

- أين لوحة الدمعة الحزينة ؟... يسأله زائرغريب !

يجيب الأستاذ نادر :

- لست أدري ! من صاحبها ؟

- هو ذاته الذي أطلق أسم صالة الشمس !

- ومن يكون ؟
- لا أعرفه مطلقاً ، ولكن لا بد من أن أحداً ما وراء هذا الإسم !

ويقول ذاك الذي عنده بقية من ذاكرة ،وهو الغريب كذلك بينهم : لو أردت أن

أفسرمعنى اسم هذه الصالة ، لألفيت ذاتي متململاً من ثقل المعاني ، ذلك لأني

لو استعنت بما يتداول في التاريخ كأمثلة لأصبح هو الآخرعبئاً ثقيلاً ، فيعود إليّ

التأكيد مرة أخرى ، أن هذه الصالة تفتقر للوحة الدمعة الحزينة !

3- بقايا من الزمن الهارب :

أخذت الأيام بالتسارع ، حتى أصبحت بضع سنين مضت هاربة مسرعة، و أعداد

الروّاد آخذة بالتناقص المضطرد ، ومعها خبتت تلك الضجة والأصوات ، وكذلك

الحماسة في الآراء والتحليل ،ولم يبالغ بعضهم في صريح اندهاشهم وتعجبهم ، أن

أنوار مصابيح الصالة ، هي الأخرى قد اعتراها الفتور وخبتت إضاءتها ، وكأن ظلام

الليل خارجها ، أخذت تلابيبه تزحف إلى داخلها ، وفي مقابلها علت همهمات ممن

لازال متجلداً مقاوماً ما كان يسمعه ، وبمقدمتهم مدير الصالة ، فبلغت جولات

إنتصارواقع الحرب في البلاد ذروتها، ووصلت متفاخرة إلى قلبها ، وقد أختفى على

أثرها أوغاب أو ( ذاب )عدداً منهم ، فما كان من بقي متشبثاً وهم قلة ، إلاّ أن أظهروا

محاولتهم المستميتة ، فعبروا عنها برسم عدة لوحات لبيوت مدمرة ، وأجساد أطفال

مشوّهة ، وأجساد رجال معذبة حتى الموت ، ولوحة واحدة لصاروخ حربي ذكي

حديث لم ينفجر! ، وقالوا أن هذه الأعمال الفنية ، تنتمي بأساليب رسمها لعدة مدارس

فنية تقليدية ، نعرضها في الصالة تحت مسمّى (حوار السلام ) !!

لكن كوابيس الحكايا القديمة التي خزنتها الذاكرة وغشّاها النسيان ، بقيت تلقي بحبالها

وظلّت تتلوى وتسحر العيون ، إلاّ أن التحمت شدة أشعة الشمس ، مع طغيان النسيان

وفقد الذاكرة في ساعة كابوس عات ،غلب فيه الواقع كل ما رسم في لوحات صالة

الشمس المستميتة . وكأنّ وقائع هذا المكان الآن (مكان موقع الصالة ) ظلّت تكمّل دوراً

ما ، منذ ذلك الزمن الهارب الذي لازال تأثيره يتراءى من وراء الأفق .

ولا أحد يستطيع أن يحصر في تفكيره ، كيف يصل كل هذا الجمع الغفير من الناس ،

من رجال ونساء وشيوخ وشباب وأطفال ، يفدون من كل مكان ، من المدينة والبلدات

المجاورة والقرى والأرياف ، يتجمعون شيئاً فشيئاً ، في مشهد عظيم حزين وكئيب ،

تحت أشعة الشمس اللاهبة ، في قيض شديد الحرارة ، وإذا كان الشتاء فالبرد

والزمهرير ،صنوان ذلك ، لايوجد في هذا المكان كسرة ظل ، ولاحتى ظل حجرة أو

شجرة أوظل جدار .

في هذا المكان المنبسط الواسع الممتد إلى الأفق اللانهائي ،والذي تقبع فيه الآن صالة

الشمس ، كان هنا بناء قديم يقال له ( القشلة) ، يحتوي على غرفة يقال لها ( القاووش )

، كانت عالية وطويلة وجدرانها متصدعة ذات سقف من القرميد ، يحيط بها بقايا سور

مهدم ، يضم فناء كبيراً يقال له (حوش)، وفيه ينحشر كل هذا الحشد الغفير الهائل من

الشباب ، يعيشون في يوم كابوس ثقيل ،إنهم مساقون إجبارياًجنوداً إلى (السفر برلك) !.

تطلّ الحافلات البدائية وسيارات الشحن العسكرية المهلهلة ،وهي تترنح على الطريق

الترابي، آتية من الغرب البعيد ، ومع وصولها يعلو صراخ الناس والبكاء والعويل ،

من كل هؤلاء الذين جاء كل منهم يودع ولده الشاب الوداع الأخير ، وفي آخر النهار

تعود محملة بحمولتها الثقيلة الغالية ، من ذات الطريق وتظل تبتعد وتبتعد حتى تصبح

نقطة سوداء ، ثم لاتلبث أن تذوب وتتلاشى مع الأفق المتوهج الأحمر، فيزيد البكاء

والنحيب أكثر وأكثر ، على فلذة كبد أخذته الشمس معها ، وربما كما علق في الذاكرة ،

أن أغلبهم سيغيب ولن يعود لدياره أبداً ! .

في هذا المكان من كتف المدينة ، تكاملت كل الأحداث في الأدوار ، وصالة الشمس

للفنون الجميلة ، قد أكملت دور تلك القشلة بإسمها الجديد الغريب، وقد ودّعت مديرها

الجلد الأستاذ نادرآخرمتشبثيها ، مهاجراً إلى البعيد فيما وراء الأفق ، لم يستطع انجاز

لوحة الدمعة الحزينة ، وقد حمل الأمل بانتصار الحوار بجولة جديدة ،هناك على

أطراف الشمس ..!

............................ نهاية



 توقيع : Şøķåŕą

مواضيع : Şøķåŕą


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أطراف, الشمس, علي

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد قص أطراف الشعر - سمَـا. ✬ نُـون النِسـوة ، أنَاقة حــواء ✬ 24 11-30-2024 09:15 PM
تفسير آيات سورة الشمس: الشمس والقمر لَـحًـــنِ ♫ ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 22 09-30-2024 04:38 PM
ما هي وظائف أطراف السلاحف؟ نور القمر ⁂ الحيوَانات والطيُور والطبّيعة والنّبات ⁂ 11 06-24-2022 07:29 AM


الساعة الآن 11:52 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع