قصص_غسيل الملائكة
كانت ليلة حبلى بالوقائع والحوادث، وكانت حمراء غبراء على المسلمين، تطلب الدّماء وأيّ دماء، دماء مثل دماء سيّد الشّهداء حمزة عمّ الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، دماء نزفت من ثغر حبيب الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
إنّها اللّيلة الّتي كان في صبيحتها حرب أحد، حيث جمع النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أصحابه وجلسوا يتشاورون في شأن المعركة الّتي خلّفت سبعين شهيدًا من المسلمين وأدخلت الحزن والعزاء إلى كلّ بيت في المدينة.
في تلك اللّيلة جاء حنظلة بن أبي عيّاش إلى رسول الرّحمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فاستأذنه أن يقيم عند أهله، وذلك أنَّه تزّوج في تلك اللّيلة، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [174] فأقام عند أهله ثمّ أصبح وهو جنب فحضر القتال في أحد واستشهد فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « رأيت الملائكة تغسّل حنظلة بماء المزن في صحائف فضّة بين السّماء والأرض فكان » « غسيل الملائكة » [175] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|