تفسير قوله تعالى وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُل
من الدلائل المذكورة في هذه الآية قوله تعالى : ( وألقينا فيها رواسي ) وهي الجبال الثوابت ، واحدها راسي ، والجمع راسية ، وجمع الجمع رواسي ، وهو كقوله تعالى : ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) [النحل : 15] وفي تفسيره وجهان :
الوجه الأول : قال ابن عباس : لما بسط الله تعالى الأرض على الماء مالت بأهلها كالسفينة فأرساها الله [ ص: 136 ] تعالى بالجبال الثقال ; لكيلا تميل بأهلها .
فإن قيل : أتقولون إنه تعالى خلق الأرض بدون الجبال فمالت بأهلها فخلق فيها الجبال بعد ذلك أو تقولون : إن الله خلق الأرض والجبال معا ؟ .
قلنا : كلا الوجهين محتمل .
والوجه الثاني : في تفسير قوله : ( وألقينا فيها رواسي ) يجوز أن يكون المراد أنه تعالى خلقها لتكون دلالة للناس على طرق الأرض ونواحيها ; لأنها كالأعلام فلا تميل الناس عن الجادة المستقيمة ، ولا يقعون في الضلال وهذا الوجه ظاهر الاحتمال .