قصص _ نسبة الرّبّ (عزّ وجلّ)
عندما بعث النّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرّسالة السّماويّة سعى المشركون وجهدوا في الوقوف بوجه المدّ الإسلاميّ، فكانوا يطلبون من النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مسائل مستحيلة الحصول، وذلك من أجل تعجيزه واتّخاذ الذّريعة لعدم الإيمان به، وكان اليهود يطرحون أسئلة صعبة ومستحيلة مع أنّهم وجدوا صفاته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مكتوبة في كتبهم، فعرفوه بالاسم والكنية والصّفة، لكنّهم لم يؤمنوا به عنادًا وتكبّرًا. وممّا جاء في السّير والتّفاسير أنّ اليهود سألوا الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالوا: أنسب لنا ربّك، فلبث ثلاثًا لا يجيبهم حتّى نزلت الآية المباركة: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌٌ ﴾ [227] .
وهذه السّورة على صغرها غير أنّ لها من الفضيلة بحيث أفرز لها المفسّرون صفحات وصفحات، ففي تفسير نور الثّقلَيْن ورد أكثر من تسعين حديثًا في فضيلة سورة التّوحيد وتفسيرها.
وعن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال في شأن هذه السّورة: « هذه نسبة الرّبّ تبارك وتعالى »، وعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول: « نسبة الله (عزّ وجلّ) قل هو الله ». وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الله جلّ جلاله قال له: اقرأ قل هو الله أحد كما نزلت فإنّها نسبتي ونعتي.
وروي في الحديث أنَّ لكلّ شيء نسبة ونسبة الله سورة الإخلاص.
سئل عليّ بن الحسين صلوات الله عليه عن التّوحيد؟ فقال: إنّ الله (عزّ وجلّ) علم أنّه يكون في آخر الزّمان أقوام متعمّقون، فأنزل الله تعالى: قل هو الله أحد، والآيات من سورة الحديد إلى قوله ﴿ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ فمن رام وراء ذلك فقد هلك [228] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|