قصة سيدنا يوشع عليه السلام وما علاقته بسيدنا موسى عليه السلام

عايش سيدنا يوشع عليه السلام نبي الله موسى عليه السلام ، حيث كانا صاحبين خلال طلب العلم ، وذات يوم وبينما كان سيدنا موسى عليه السلام يخطب في بني اسرائيل ، قام احد منهم وسأل النبي موسى عليه السلام قائلا : من هو اعلم الناس ؟ ، رد عليه سيدنا موسى عليه السلام قائلا : انا ، هنا عاتب الله تعالى سيدنا موسى على ما قام به ، وامره ان يتوجه ومعه يوشع بن نون الى احد الرجال الصالحين في مكان يسمى مجمع البحرين.





اثرت هذه الرحلة عل سيدنا يوشع بن نون عليه السلام ، وكذلك على سيدنا موسى عليه السلام ، تقول الآية الكريم : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) ، وقد اصطحب كلا من النبيان عليهما السلام حوتا لكي يتغذون عليه خلال رحلتهما ، وصل الاثنين الى صخرة كبيرة وقررا ان يستريحا عندها ، غلبهما النوم فتمكن الحوت من الهرب و العودة الى المحيط ، بعدها سار كلا من يوشع و موسى عليهما السلام ولم يتأكدا من وجود الحوت ، وبعدما بلغ بهما التعب تفقدا الحوت فلم يجداه.
قرر موسى عليه السلام ان يعود الى الصخرة من جديد لعله يجد الحوت هناك ، وعندما عاد هو ويوشع بن نون عليهما السلام وجدا الرجل الصالح الذي كان موسى عليه السلام يريد مقابلته ، طلب الرجل الصالح من موسى عليه السلام و معه يوشع بن نون عليه السلام مرافقته ولكن بدون ان يسألا اي سؤال ، وافق الاثنين ، في البداية ركب الثلاثة احدى السفن ، فقام الرجل الصالح باحداث ثقب في هذه السفينة ومن ثم قام باصلاح هذا الثقب ، عاتبه موسى عتابا شديدا على فعلته ، ولكن الرجل ذكّره بانه من الواجب عليه الا يسأل عن اي شيء.




بعدها وصل الثلاثة الى مجموعة من الصبية يلعبون ، فقام الرجل الصالح بقتل احدى الصبية وذهب ، ايضا عاتب سيدنا موسى عليه السلام هذا الرجل الصالح على ما قام به مستنكرا فعلته ، اخبر الرجل الصالح بان المرة القادمة سيكون هناك فراق بينه وبين موسى عليه السلام بسبب كثرة سؤاله ، بعدها وصل الثلاثة الى احدى القرى ، في هذه القرية كان هناك جدار يريد اهل القرية هدمه ، فقام هذا الرجل و اعاد بناء هذا الجدار من جديد ، اخبره موسى بانه لو ساعد اهل هذه القرية لحصل على الثواب من عند الله تعالى.

قصة سيدنا يوشع عليه السلام
هنا قرر الرجل الصالح ان يفترق عن موسى و يوشع عليهما السلام ، وبدأ في تفسير ما قام به من افعال ، بالنسبة للسفينة فقد كان هناك حاكم ظالم يقوم باخذ السفن الجيدة ، فاراد الرجل الصالح ان يحدث عيبا في السفينة حتى لا يأخذها هذا الحاكم ، اما الغلام الذي تم قتله فقد كان كافرا ، وقد خشي الرجل الصالح ان يُعذب ابويه بسبب كفره فقام بقتله ، اما الجدار فقد كان هناك كنز لصبيين يتيمين ، فاراد الله ان يحفظ لهما هذا الكنز تحت الجدار حتى يكبرا ولهذا تم اعادة بناء الجدار.
كل هذه الاحداث كان سيدنا يوشع عليه السلام شاهدا عليها ، قال تعالى في القرآن الكريم : ( وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا (62) قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبٗا (63) قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا (64) فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا (65) قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (67) وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرٗا (68) قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا (69) قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِي فَلَا تَسۡـَٔلۡنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحۡدِثَ لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرٗا (70) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا (71) قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا (73) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا (74) ۞قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (75) قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا (76) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا (78) أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا (79) وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا (80) فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا (81) وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا ).