الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
أَيْ إِنَّمَا تَحْصُل الْهِدَايَة وَالْبِشَارَة مِنْ الْقُرْآن لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ وَصَدَّقَهُ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ وَأَقَامَ الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة وَآتَى الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة وَأَيْقَنَ بِالدَّارِ الْآخِرَة وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَزَاء عَلَى الْأَعْمَال خَيْرهَا وَشَرّهَا وَالْجَنَّة وَالنَّار كَمَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَاَلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانهمْ وَقْر " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى : " لِتُبَشِّر بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِر بِهِ قَوْمًا لُدًّا " .
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ
أَيْ يَكْذِبُونَ بِهَا وَيَسْتَبْعِدُونَ وُقُوعهَا" زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالهمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ " أَيْ حَسَّنَّا لَهُمْ مَا هُمْ فِيهِ وَمَدَدْنَا لَهُمْ فِي غَيّهمْ فَهُمْ يَتِيهُونَ فِي ضَلَالهمْ وَكَانَ هَذَا جَزَاء عَلَى مَا كَذَّبُوا مِنْ الدَّار الْآخِرَة كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَنُقَلِّب أَفْئِدَتهمْ وَأَبْصَارهمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّل مَرَّة " .
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ
" أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوء الْعَذَاب " أَيْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " وَهُمْ فِي الْآخِرَة هُمْ الْأَخْسَرُونَ" أَيْ لَيْسَ يَخْسَر أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ سِوَاهُمْ مِنْ أَهْل الْمَحْشَر .
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ
أَيْ : وَإِنَّك " يَا مُحَمَّد " لَتُلَقَّى أَيْ : لَتَأْخُذ الْقُرْآن مِنْ لَدُنْ حَكِيم عَلِيم أَيْ : مِنْ عِنْد حَكِيم عَلِيم أَيْ حَكِيم فِي أَمْره وَنَهْيه عَلِيم بِالْأُمُورِ جَلِيلهَا وَحَقِيرهَا فَخَبَره هُوَ الصِّدْق الْمَحْض وَحُكْمه هُوَ الْعَدْل التَّامّ كَمَا قَالَ تَعَالَى : " وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبّك صِدْقًا وَعَدْلًا " .
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
يَقُول تَعَالَى لِرَسُولِهِ مُحَمَّد مُذَكِّرًا لَهُ مَا كَانَ مِنْ أَمْر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَيْف اِصْطَفَاهُ اللَّه وَكَلَّمَهُ وَنَاجَاهُ وَأَعْطَاهُ مِنْ الْآيَات الْعَظِيمَة الْبَاهِرَة وَالْأَدِلَّة الْقَاهِرَة وَابْتَعَثَهُ إِلَى فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ فَجَحَدُوا بِهَا وَكَفَرُوا وَاسْتَكْبَرُوا مِنْ اِتِّبَاعه وَالِانْقِيَاد لَهُ فَقَالَ تَعَالَى : " إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ " أَيْ اُذْكُرْ حِين سَارَ مُوسَى بِأَهْلِهِ فَأَضَلَّ الطَّرِيق وَذَلِكَ فِي لَيْل وَظَلَام فَآنَسَ مِنْ جَانِب الطُّور نَارًا أَيْ رَأَى نَارًا تَأَجَّجُ وَتَضْطَرِم فَقَالَ " لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْت نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ" أَيْ الطَّرِيق " أَوْ آتِيكُمْ مِنْهَا بِشِهَابٍ قَبَس لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " أَيْ تَسْتَدْفِئُونَ بِهِ وَكَانَ كَمَا قَالَ فَإِنَّهُ رَجَعَ مِنْهَا بِخَبَرٍ عَظِيم وَاقْتَبَسَ مِنْهَا نُورًا عَظِيمًا.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|