قبل إنجاز الأشغال الكبرى التي انطلقت في أواخر القرن التاسع عشر لحفر القناة التي تربط اليوم بحيرة بنزرت بالبحر الابيض المتوسّط، كان يشقّ المدينة خليجان شيّدت قنطرة فوق كلّ واحدة منهما. قنطرة باب تونس: تتكوّن القنطرة الكبيرة من سبعة عقود ويطلق عليها اسم قنطرة باب تونس وهي مرتبطة بالطّريق المؤدّية إلى تونس العاصمة، شيّدها عثمان داي (1593 - 1610) في فترة ازدهر فيها بالمدينة النّشاط التجاريّ والعمرانيّ بفضل توافد المهاجرين الأندلسيين عليها واستقرارهم بها. ولعلّ تاريخ إنشاء هذا الجسر يرجع إلى العصور الرّومانية فقد ذكر محمّد الصغيّر بن يوسف في كتابه "المشرع الملكي في سلطنة أولاد علي التركي" ما يلي: "إنّ هذا الباي تولّى ترميم جسر عثمان داي بعد أن سقط منه عدّة عقود وإعادته إلى حالته الأصلية".
قنطرة الصّقالة: أمّا القنطرة الثانية المعروفة بالصقالة وتتكوّن من عقد واحد فهي تمكّن من عبور الخليج الصّغير. وكان طولها 800م وعرضها 400م، وقد شيّدها عثمان داي
وكانت توجد في امتداد نهج العطّارين ويفتح عليها سوق الخضر. وقد هدمت هاتان القنطرتان وأزيلتا في خضمّ إنشاء المدينة الجديدة ببنزرت في أواخر القرن التاسع عشر.
الأبواب
عدد أبواب المدينة أربعة، وهي:
1 - باب تونس المعروف أيضا بباب الرّمل وسمّي بباب تونس بسبب ارتباطه بالطّريق المؤديّة إلى تونس.
2 - باب ماطر المعروف أيضا بباب حومة القائد.
3 - باب حومة الشّرفاء.
4 - باب حومة الأندلس.
لقد أدّت أشغال إنشاء المدينة الجديدة ببنزرت وتوسّعها العمراني في أواخر القرن 19 من قبل حكومة الحماية إلى هدم الأبواب الأربعة وإتلافها. وللمدينة بابان آخران هما باب رأس السّاس المعروف أيضا بباب الشّرش وباب المدينة الذي يوجد داخل المدينة العتيقة. وأكبر هذه الأبواب وأهمّها من النّاحية العمرانيّة هو باب تونس الذي يحميه برج تابع للأسوار المحيطة بالمدينة.وتتميّز هذه الأبواب بأنّها تنتمي إلى صنف المداخل المستقيمة باستثناء باب المدينة وهو على شكل منعرج. وأقدم هذه الأبواب باب تونس وباب ماطر وباب الشرفاء. أما باب حومة الأندلس فهو متأخّر البناء نسبيّا، وقد يكون أحدث عند إنشاء حيّ الأندلس إثر حلول المهاجرين الأندلسيّين في أوائل القرن 17م