أحاديث لم يثبت فيها رفع ولا وقف (3)
أحاديث لم يثبت فيها رفع ولا وقف (3)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله صحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فهذه سلسلة من المقالات جمعت فيها من الأحاديث ما نصَّ عليه بعض أهل العلم من أنه لم يثبت مرفوعًا ولا موقوفًا، وأسميتها: أحاديث لم يثبت فيها رفع ولا وقف، وتقدمت معنا الحلقة الأولى، والثانية، وهذه هي الحلقة الثالثة.
ومنها:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((أُوقِد على النار ألف سنة حتى احمرَّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضَّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودَّت، فهي سوداء مظلمة))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (2591)، وغيره].
قال الألباني رحمه الله: "الحديث ضعيف مرفوعًا وموقوفًا"؛ [سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (1305)].
2- حديث: ((الختان سنة للرجال، مكرُمة للنساء)).
قال الألباني رحمه الله: "وجملة القول: أن الحديث ضعيف مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح، وهو معنى قول البيهقي المتقدم: والمحفوظ موقوف"؛ [سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (1935)].
3- حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، وأساء حين يخلو؛ فتلك استهانة يستهين بها ربه))؛ [رواه عبدالرزاق في المصنف (2/ 369-370)].
قال الألباني رحمه الله: "قلت: وهو ضعيف موقوفًا ومرفوعًا"؛ [سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (4537)].
4- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((يُحشَر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، وأعرى ما كانوا قط، وأنصب ما كانوا قط، فمن أطعم لله، أطعمه الله عز وجل، ومن سقى لله، سقاه الله عز وجل، ومن كسا لله، كساه الله عز وجل، ومن عمل لله، كفاه الله عز وجل)).
قال الألباني رحمه الله: "لا أصل له مرفوعًا، ضعيف موقوفًا"؛ [سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (6745)].
5- حديث عائشة رضي الله عنه: ((من أحب أن يسمع خرير الكوثر؛ فليجعل أصبعيه في أذنيه))؛ [ضعفه الألباني رحمه الله موقوفًا ومرفوعًا في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم: (6985)، ومحمد عمرو رحمه الله في تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع رقم: (1) لمحمد عمرو رحمه الله".
6- حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: ((صِنْفَانِ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ، والقدرية)).
قال الألباني رحمه الله: "هذا حديث موقوف، وإسناده ضعيف، من أجل ابن أبي ليلى واسمه: محمد بن عبدالرحمن سيئ الحفظ، وقد رُوِيَ مرفوعًا، ولا يصح، وقد لخصت الكلام عليه في التعليق على المشكاة رقم: (105 بتحقيقي)، كتاب الأيمان رقم: (21) لأبي عبيد].
7- حديث: ((إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه، فما يفضل عنه إلا قدر أربع أصابع - ومد أصابعه الأربع - وإن له أطيطًا كأطيط الرحل إذا ركب)).
قال ابن الجوزي رحمه الله: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإسناده مضطرب جدًّا، وعبدالله بن خليفة ليس من الصحابة، فيكون الحديث الأول مرسلًا، وتارة يرويه ابن خليفة عن عمر مرفوعًا، وتارة يوقفه على عمر، وتارة يوقف على ابن خليفة، وكل هذا تخليط من الرواة فلا يعوَّل عليه"، وقد ضعفه الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (866-4978- 6329).
8- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: ((الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد))؛ [أخرجه الديلمي (2/ 260)].
قال الألباني رحمه الله: "ضعيف جدًّا مرفوعًا وضعيف موقوفًا"؛ [ضعيف الجامع، وانظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (3793)].
9- حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: ((حبُّك الشيءَ يُعمي ويُصِم))؛ [أخرجه أبو داود رقم: (5130)، وأحمد (5/ 194) و(6/ 650)].
ضعيف مرفوعًا، ورُوي موقوفًا، وقد ضعفهما الألباني في السلسلة الضعيفة رقم: (1868)، وقال رحمه الله: وعلى كل حال فالموقوف أقوى من المرفوع، ولهذا قال السيوطي في الدرر كأصله: الوقف أشبه، كما نقله المناوي في الفيض.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|