الم. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
قال تعالى: {الم. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة:1-2].
افتتحت الآية بالجملة الأسمية لدلالتها على الرسوخ والثبوت والدوام.
{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} مبتدأ وخبر، لكن جاءت بينهما جملة قبل ذكر الخبر معترضة بين المبتدأ والخبر {لَا رَيْبَ فِيهِ}، لأن هذه الجملة تحمل موضوع ومقصود وخلاصة السورة، وهو الخضوع الذي لا يتحقق إلا بيقين ثابت وإيمان راسخ، فناسب أن تأتي جملة {لَا رَيْبَ فِيهِ} فتأمل!
دل قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار.
كلمة {رَبِّ}: توحي بالعطف والرحمة، وأنه لن يضرنا بما أنزل إلينا، لأن الناس اعتادوا أن يسموا الإنسان الملاحظ للشيء المعتني به المحافظ عليه ويحب له الخير يسمى رب، كرب الأسرة، وربة منزل، ورب المال.. وهكذا.
وليس ربك فقط بل هو رب العالمين، بمعنى ربوبيته عظيمة!
لطيفة: "فإن قيل لِمَ جمع العالمين جمع قلة، مع أن المقام يستدعي الإتيان بجمع الكثرة؟
أجيب بأن فيه تنبيهاً على أنهم وإن كثروا قليلون في جنب عظمته وكبريائه" (تفسير السراج المنير للشربيني).
اللهم انفعنا بالقرآن، وارفعنا بالقرآن، واجعله شفيعنا يوم نلقاك
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|