بشرتها الملائكة ببيتها فى الجنة،
ورأت صورته تحمله الملائكة لها،
ونالت مكانة رفيعة لرحمتها ورقة قلبها
وعنايتها بموسى رضيعًا،
وقوة إيمانها ووقوفها
فى وجه الظلم
وتحملها العذاب فى الدنيا.
لما أتت بموسى امرأة فرعونَ
إلى فرعونَ قالت:
«قُرَّةُ عَيْنٍ لِى وَلَكَ»
قال فرعون:
«يكون لكِ، فأما لى فلا حاجة لى فيه»،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«وَالَّذِى يُحْلَفُ بِهِ لَوْ أَقَرَّ فِرْعَوْنُ
أَنْ يَكُونَ لَهُ قُرَّةَ عَيْنٍ كَمَا أَقَرَّتْ،
لَهَدَاهُ اللهُ بِهِ كَمَا هَدَى بِهِ امْرَأَتَهُ،
وَلَكِنَّ الله حَرَمَهُ ذَلِكَ».
ولما كبر موسى وآتاه الله الكتاب
والنبوة آمنت بالله ووحدته،
وصدّقت رسوله موسى،
وهى تحت عدوّ من أعداء الله كافر،
فلم يضرّها كفر زوجها،
إذ كانت مؤمنة بالله،
وكان من قضاء الله فى خلقه
ألا تزر وازرة وزر أخرى،
وأن لكلّ نفس ما كسبت،
إذ قالت:
«رَبِّ ابْنِ لِى عِنْدَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ»،
فاستجاب الله لها فبنى لها بيتًا فى الجنة.
ولذا لم يدعها فرعون فكانت
تُعذّب بالشمس، فإذا انصرف
عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها،
وكانت ترى بيتها فى الجنة.
قال الله تعالى:
«وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِغŒنَ ءَامَنُوا
امرأة فِرعَونَ إِذ قَالَت رَبِّ ابنِ لِغŒ
عِندَكَ بَغŒتا فِغŒ الجَنَّةِ وَنَجِّنِغŒ
مِن فِرعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِغŒ
مِنَ القَومِ الظَّـالِمِغŒنَ».
قيل إن فرعون عندما علم
بايمانها بموسى وهارون وإصرارها
على ذلك وهى تحت العذاب قال:
انظروا أعظم صخرة تجدونها،
فإن مضت على قولها فألقوها عليها،
وإن رجعت عن قولها فهى امرأتي؛
فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء،
فأبصرت بيتها فى السماء،
فمضت على قولها،
فانتزع الله روحها،
وألقيت الصخرة
على جسد ليس فيه روح.
عن ابن عباس قال
خط رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى الأرض أربعة خطوط
قال تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أفضل نساء أهل الجنة
خديجة بنت خويلد
وفاطمة بنت محمد
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
ومريم ابنة عمران.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى