أنا معقد !

سبحان الله كثيرا ما نرى في أيامنا هذه مفاهيم كانت بالنسبة للأوائل ثوابت لا خلاف عليها لكننا اكتشفنا أننا في حاجة الآن أن نثبت للبعض أن هذه الثوابت ثوابت بل وصار المتمسك بالثوابت في نظر البعض معقد ورجعي ومتخلف وقاصر الفهم والتفكير و و و
ودعونا نمر في عجالة على بعض علامات المعقدين في زماننا هذا لنخرج في النهاية أنه إن كانت تلك صفات المعقدين فيشرفني ويسعدني أن أكون (معقدا)

1 شاب أو رجل لا يصافح النساء لحديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث
("إني لا أصافح النساء)

ولقول عائشة رضي الله عنها ( لا -والله- ما مست يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يد امرأة قط إلا امرأة يملكها. رواه البخاري .

فإن قالوا حرفا بعد كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم ورمونا بالتعقيد فأبشرهم (أنا معقد)

2 إنرموك أختي العفيفة المحترمة يا من لبست واسع الثياب ولتزمت بشروط الحجاب لقول الله تعالى

((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)

ومنعت نفسك من لبس كل ضيق ومجسم لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث
(
(صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).

فإن امتثلت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرت ما يغضب الله ثم رموك بالمعقدة فبشريهم أنك تفتخرين بكونك (معقدة)

3 إن تركنا الأفلام التي راحت تغرس في الناس عدم استهجان الرذيلة والتعود على رؤيتها والسعي لممارستها والبعد عن ديننا الحنيف والزهد فيه إن تركنا كل هذا ولو من قبيل غض البصر (مع أنه هناك طامات أفظع من مجرد إطلاق النظر فقد صارت الأفلام تعرض مشاهد فاضحة كاملة) فإن غضضنا بصرنا عملا بقول ربنا
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)

وقوله للمؤمنات

(‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ )

فإن رمونا بعد هذا بالتعقيد فأقول لهم نعم فعلا وحقيقة لا خيالا (أنا معقد)

4 إن اعتصم شباب الجامعة بدينهم فلا خلوة بين شاب وفتاة في نزهات ولا جلسات ولا مزاح ربما كان باللمس وربما بأعلى الضحكات عملا بأمر الله في كتابه لأصحاب أطهر قلوب بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال وهم الصحابة في معاملتهم مع صاحبات أطهر قلوب وهن زوجاته عليه الصلاة والسلام حيث قال ربنا :


: ( ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن
فهذا الحال لقلوب الأخيار مع الفاضلات فما بالكم بقلوبنا نحن ؟
فإن رمونا بعد هذا بالجعية والتخلف والتعقيد فلا إشكال وأقول لهم فعلا على مذهبكم فمن دواعي سرور أن أعلنها (أنا معقد)



وهكذا الحال في كثير من الثوابت التي صارت في نظر البعض تعقيدا وصار المتمسك بها معقدا .

هيا أيها المعقدون أغيظوا قلوب هؤلاء وعلى رأسهم كبيرهم إبليس وأعلنوا نماذجا من نبل تعاليم الإسلام التي تتمسكون بها وهي في نظرهم تعقيدا فمن يدري لعل المتفتحين منهم بزعمهم يصير معقدا مثلكم

وحسبنا الله ونعم الوكيل