(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-18-2023
Şøķåŕą غير متواجد حالياً
Egypt     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 8
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ 5 ساعات (12:34 AM)
آبدآعاتي » 12,559,368
 تقييمآتي » 2511374
 حاليآ في » ☆❤️. أعيش على. حب الله ♡☆
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
تم شكري »  1,946
شكرت » 1,835
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
Q81 الأوراق الخضراء



كان حلما ، ثم أخذت الأصوات تتعالى . أزاح نياجار البطانية عن رأسه وأرهف السمع . أجل . كان مصيبا . وقع أقدام ثقال وأصوات تدنو . استدار لإصحاء زوجته . لم تكن عنده . قام واندفع صوب الباب . كان موصدا . أين نياموند ؟ تساءل : كيف انسلت إلى كوخها بكل هذا الهدوء ؟ قلت لها مرارا ألا تتركي كوخي دون إصحائي . سترى غدا !

اقتربت الأصوات كثيرا الآن : هناك ! هناك !

إنها على بعد ثلاثين ياردة تقريبا . لف نياجار جسده الحسن الامتلاء بملاءة وبحث عن رمحه وعصاه وغادر الكوخ . كانت عصبة تعدو نحو بوابته . فتح البوابة واختفى وراء سياج . لم يشأ مقابلة العصبة مباشرة ليقينه أنه يتم تعقب شخص خطر . اجتاز بالبوابة ثلاثة رجال أو أربعة تبعتهم عصبة أكبر عددا فخرج من مخبئه وتعقبهم .

سمع صوت شخص يسب : سرق أولاد الحرام كل ثيراني الستة .

فرد عليه شخص آخر : لا تقلق ! سيدفعون الثمن .

لحق نياجار بالعصبة التي تتعقب اللصوص وتيقن الآن أن ثلاثة الرجال أو أربعتهم الذين اجتازوا ببوابته كانوا لصوص ماشية . صاح رجل : لا يجب أن يفلتوا .

فردت العصبة في صوت واحد : لن يفلتوا .

كانت المسافة بين الفريقين تضيق ، وكان الهلال أفل ، فأطبقت الظلمة على المكان .

حذرهم رجل مسن : لا تقذفوا أي رمح ! قد يستعملونه ضدنا إن أخطأناهم .

اتخذ اللصوص الانعطاف الخطأ ، فضلوا عن الجسر القائم على نهر أوبوك الفاصل بين أهل ماسالا وأهل ميروجي ، وبدلا من ذلك اتجهوا يمينا ، فوجدوا أنفسهم فجأة في دوامة لما أرادوا اجتياز النهر ، فتدافعوا للخروج من الماء مسرعين . انطلقت صيحة من المطاردين : إيرو ! إيرو !

وأطبقت عصبتهم على اللصوص قبل أن يلفي هؤلاء مكانا آمنا لجوْز النهر . ضرب المطاردون اللصوص بهراواتهم حتى أسقطوهم أرضا ، وازدحم الجو بعويلهم ، لكن عصبة المطاردين لم ترحمهم . ونجح أحد اللصوص في الفرار خلال الشجار والتواري في شجيرة كثاء جنب النهر .

فصاح واحد من العصبة : الحقوه ! الحقوه !

فعدا ثلاثة رجال في الجهة التي اختفى فيها ولهاثهم يتعالى . كانت الشجيرة كثاء شوكاء ، فوقفوا ساكنين يصيخون السمع . لم يسمعوا أي نأمة ، فطافوا بالشجيرة يضربونها بهراواتهم دون أن يسمعوا أي حس .

فر اللص . وأخرج لص آخر سكينا غرزه في كتف أحد المطاردين ، فسقط على ظهره والسكين مغروز في كتفه

. واغتنم اللص الهرج الذي أعقب ذلك ، فقام وقصد منطقة الدوامة لا يلوي على شيء . وشوهد وسط ذهول الجميع يسبح خلال الدوامة ناضب الجهد نحو العدوة الآخرى للنهر . وانتزع نياجار السكين من كتف أومورو ووضع كفه على الجرح لوقف النزيف . تعثر أومورو الذي كان ما فتىء تحت أثر الصدمة ونهض متزعزعا واتكأ

على نياجار وخيوط الدم لا زالت تسيل على ظهره وتبل ردفيه . كان لص لا يزال راقدا على العشب يئن . ولهروب اللصين الآخرين رأت العصبة أن تجعل هذا عبرة لمعتبر ، فضربوه مرارا على رأسه وصدره ،فتأوه وفرد يديه ورجليه كأنه يسلم الروح . صاح أومورو : آه ! آه ! لا تميتوا العدو بين أيديكم ! روحه ستستقر فوق قريتنا . دعوه يسلم الروح بعد رجعتنا إلى أكواخنا !

فامتثلت العصبة تحذيره وقطعوا أوراقا من أشجار دانية وغطوا بها الضحية تغطية مكتملة . وسيدعون في صباح الغد كل القبيلة للحضور وقبره جنب النهر . وقفل الرجال صامتين إلى بيوتهم . وكان نزيف كتف أومورو توقف ، فسار يسانده صديقان تطوعا لأخذه إلى بيته . لم يطلع النهار حتى اللحظة إلا أن عيونهم ألفت الظلمة . ووصلوا إلى بيت نياجار فألفوا بوابته لا تزال مفتوحة جزئيا . قال له صوت : لا تنسَ الصحو مبكرا غدا! يجب أن نكون هناك لمنع النسوة قبل ذهابهن إلى النهر .

ودخل نياجار بيته بينما واصل الآخرون مسيرهم دون أن يلتفتوا خلفهم . كان السكون يخيم على القرية . ولا بد أن النسوة صحون بيد أنهن لم يجرؤن على الحديث إلى أزواجهن . فكرن : مهما كان ما حدث فسيسمعن عنه صباحا . وبعدما أقنعن أنفسهن بأن أزواجهن عادوا سالمين تقلبن في فرشهن وغفون . دخل نياجار كوخه ونقب عن حقيبة دوائه فوجدها في ركن الكوخ ففتحها واستخرج منها وعاء بوص فض سدادته ، وذر منه بعض الرماد

الذي وضع حفنة منه على لسانه مزجها مزجا جيدا بلعابه ، ثم ازدردها . ووضع شيئا من الرماد على راحة كفه ونفخه في اتجاه البوابة . وبعد أن أعاد وعاء البوص إلى الحقيبة استشعر طمأنينة القلب . جلس على حافة سريره

وشرع ينضو ثيابه ، ثم بدل رأيه ، فجلس _ عوض أن ينام _ يحدق في الفراغ تحديقا خلوا من المضمون . وعزم في الختام على الرجوع بمفرده إلى الرجل الميت ففتح باب الكوخ متأنيا ، ثم أغلقه خلفه هادئا . ينبغي ألا يسمعه أحد . ولم يتردد عند البوابة ، بل مضى سادرا . تساءل : هل أغلقت البوابة ؟ والتفت وراءه . نعم أغلقها أو بدا له أنها مغلقة . كان كل شيء ساكنا سوى صوت مشئوم يتردد بين لحظة وأخرى في ظلمة الليل . ولا ريب في أن الفجر كان يقترب ، فالمرء قادر على أن يرى أشعة الضوء الذهبية الباهتة _ التي تبشر عادة بانبلاج نهار جديد _ صاعدة في الشرق من حنايا الأرض صوب السماء . قال نياجار لنفسه عالي الصوت : لابد أن في جيبه مالا لُبَدا . فهو كان يعلم أن لصوص الماشية يبيعون الماشية التي يسرقونها عند أول فرصة تعرض لهم . الآخرون الذين لم يفتشوه كانوا حمقى . وتوقف وتسمع . أهناك شخص قادم ؟ لا . كل ما هناك أنه يسمع صوت خطاه . وفكر عصبيا : ربما عاد اللصان اللذان هربا إلى مكان الأحداث الآن . لا . لا يمكن أن يكونا فيه . لا يمكن أن تبلغ بهما الحماقة أن يحوما حوله . ولاحت له كومة الأوراق الخضراء فسرى في عموده الفقري وجع

يسبب الخدر والشلل وخال قلبه توقف عن الخفقان . توقف يتفحص المكان . كان قلبه لا يزال يخفق . رائع ! كان عصبيا ليس غير . تقدم بخطا أسرع ، وأزعجه وقع خطاه . ولا حظ حين بلغ مكان القتل أن كل شيء كان مثلما تركوه من قبل . توقف لحظة محيرا وتلفت في كل جهة للاطمئنان بأنه لم يكن أحد في سبيله إلى المكان . كان المكان خاليا . إنه وحده مع الجثة ، فأحس بالعصبية ، وسأله صوته الداخلي : لم تزعج إنسانا ميتا ؟ وألح الصوت : ماذا ستفعل بالمال ؟ لك ثلاث زوجات واثنا عشر ابنا وعندك ماشية وفيرة وطعام كافٍ . ماذا تريد أكثر من هذا ؟ وشعر بعصبيته تزداد ، فكاد يتراجع حين استحثه دافع أقوى من إرادته على المضي للأمام قائلا : قطعت كل هذه المسافة لغاية واحدة ، والرجل ملقى أمامك ، وما عليك سوى وضع يدك في جيوبه لتصبح كل النقود لك . لا تخدعنَ نفسك بأن عندك مالا كافيا ! لا أحد في الدنيا عنده مال كافٍ .

فمال نياجار على الميت ، وأزال عنه الأوراق في سرعة ، ومست يده ذراع الرجل التي كانت مطوية على صدره . كانت دافئة لا تزال ، فتمشت ثانيةً برودة في بدنه ونهض . تفكر : مستغرب أن يكون الميت دافئا !

بيد أنه أقصى الفكرة من ذهنه . لعله كان عصبيا فحسب ويتخيل الأشياء .ومال على الرجل ثانية وقلبه لظهره ،فبدا ميتا على خير ما يراد . ففتش بسرعة للعثور على الجيوب . دس يده في أول جيب . كانت خالية . وفتش الثانية فكانت هي أيضا خالية فسرت في فؤاده لذعة خيبة ، وتذكر أن تجار الماشية يغلب أن يحملوا نقودهم في حقيبة صغيرة ينوطونها بخيط حول أعناقهم ، فركع جنب الميت ووجد عنقه . بالتأكيد ثمة خيط مشدود حول عنقه

تتدلى منه حقيبة صغيرة . تراقصت ابتسامة ظفر حول زاويتي فمه . ولما كان لا يحمل سكينا يقطع به الخيط قرر

خلع الحقيبة من فوق رأس الرجل . وما أن رفع رأسه حتى تلقى ضربة ساحقة على عينه اليمنى ، فتعثر عدة ياردات ووقع بلا وعي . كان اللص استعاد وعيه تلك اللحظة وما فتىء شديد الوهن ،لكن لم يكن لديه وقت يضيعه ، فتمكن من الوقوف على قدميه في المحاولة الثانية . كان بدنه غارقا في الدم إلا أنه كان صافي الذهن

، فجمع كل الأوراق الخضراء وكومها فوق نياجار ، ثم اتجه إلى الجسر الذي أخفق في تحديد موضعه إبان المعركة . ابتعد مسرعا . ليس للروح أن تفارق الإنسان في مكان الحادث . كان الفلق قد دنا . يريد أن يصل إلى نهر ميجوا في الوقت الملائم لإزالة الدماء من ثيابه . قرع أوليالو زعيم القبيلة طبل الجنازة قبل شروق الشمس لتنبيه الناس . وبعد ساعة كان أكثر من مائة من رجال القبيلة قد اجتمعوا في ظل شجرة الأوبوك حيث يجتمع كبار القبيلة عادة لسماع

القضايا الجنائية والمدنية . وبعدئذ خاطب الاجتماع يقول : اسمعوا يا قومي ! لابد أن بعضكم سمع بالمشكلة التي حدثت البارحة في قبيلتنا . اقتحم اللصوص حظيرة أوموجو وسرقوا ستة من ثيرانه الخاصة بالحراثة .

فصاح الحشد : أوه !

وتابع أوليانو : ونتيجة لذلك سال الدم . ولدينا الآن جثة مطروحة هنا .

سأل شيخ : صحيح ؟

رد أوليانو . نعم .صحيح . والآن اسمعوا ما أقول ! إننا وإن كانت شرائعنا تحرم أي قتل وحشي إلا أننا نعد اللصوص والزناة جناة . وأي إنسان يقتل واحدا منهم لا يعد مذنبا بالقتل ، بل ننظر إليه بوصفه خلص المجتمع من روح شريرة . والمجتمع ملزم بحمايته وحماية أبنائه جزاء له . وتعلمون جميعا أنه لابد من تطهير هذا الإنسان قبل أن يتصل ثانية بأي فرد من أفراد المجتمع ، لكن شرائع الإنسان الأبيض تغاير شرائعنا ، فحسب هذه الشرائع إذا قتلت إنسانا وجدته يسرق ماشيتك أو ينام في كوخ امرأتك تحسب قاتلا ويجب قتلك . لا بد أن نعامل الإنسان الأبيض في حذر ؛ لأنه يعتد شرائعه أسمى من شرائعنا . لنا أسلاف وليس للإنسان الأبيض أسلاف ، وهذا السبب في أنهم يدفنون موتاهم بعيدا عن منازلهم . وإليكم ما يلزم أن نقوم به : سنرسل ثلاثين رجلا للإنسان الأبيض لإخباره أننا قتلنا لصا . المجموعة مدعوة لإخباره أن كل القبيلة قتلت اللص . اسمعوا كلامي يا بني ! حيل الإنسان الأبيض تفعل فعلها في شعب متفرق . لن يقتل منا أحد إن وقفنا متحدين .

صاحوا : أحسن الشيخ الكلام .

واختير ثلاثون رجلا للمهمة غادروا في اللحظة إلى معسكر الإنسان الأبيض . وكان وصل مزيد من الناس _ بمن في ذلك النساء _ فكبر عدد الموجودين . وتحرك الجميع صوب شط النهر حيث يرقد الميت مغطى بالورق لينتظروا هناك مقدم الإنسان الأبيض . وتدانت نياموند من ضرتها وسألتها : أين نياجار ؟ لم أره .

فتطلعت ضرتها إلى الحشد وردت : أحسبه ذهب مع الثلاثين . غادر البيت مبكرا . صحوت مبكرة جدا صباح اليوم وكانت البوابة مفتوحة . كان غادر القرية .

تذكرت نياموند أن ندى الصباح بلل أقدامهما حين ولجتا الدرب الضيق الذي يفضي إلى النهر ، وأنه كانت هناك أعشاب طوال أثقلها الندى الكثيف حين كانتا تنحنيان في الدرب كأنهما تصليان ترحيبا بالفجر . وأرادت سؤال ضرتها أين يمكن أن يكون ذهب زوجهما ، لكنها قررت السكوت حين رأت عدم اهتمام الضرة ، وبدلا من ذلك قالت لها : لم أرتح للقط الأسود الذي اندفع أمامنا ونحن قادمتان .

_ نعم . فأل سيء أن يعترض قط درب إنسان أول شيء في الصباح .

وسمعوا صوت شاحنة فنظروا فرأوا سحابة غبار وشاحنتي شرطة تقبلان . توقفت الشاحنتان عند كومة الأوراق الخضراء ، ونزل ضابط شرطة أوروبي وخمسة ضباط أفريقيين ، وفتحوا مؤخر إحدى الشاحنتين فخرج الذين أرسلتهم القبيلة إلى مركز الشرطة .

سأل الضابط الأبيض : أين شيخ القبيلة ؟

فتقدم أوليالو ، وأردف الضابط : قل الحقيقة ! ماذا حدث ؟ لا أصدق كلمة واحدة مما يقوله هؤلاء الناس . ما الذي أرسلتهم ليخبروني به ؟

تكلم أوليالو وقورا متأنيا باللغة الدولوية ناطقا كل لفظة نطقا بينا ، وكان ضابط أفريقي يترجم كلامه . قال : أرسلتهم ليخبروك بأننا قتلنا لصا .

فقصده الرجل الأبيض سائلا : ماذا ؟ قتلتم رجلا ؟

وتبعه الشرطي الآخر في تقدمه . كرر الضابط الأبيض : قتلتم رجلا ؟

وحافظ أوليالو على رباطة جأشه وقال : كلا ! قتلنا لصا .

فأشار الرجل الأبيض إلى أوليالو بعصاه بأسلوب ينذر بالشر قائلا : كم مرة قلت لكم إنكم يجب أن تنبذوا هذه العادة المتوحشة في ذبح بعضكم بعضا ؟ لا أحد لص حتى يحاكم في محكمة شرعية تقر إدانته . شعبكم أصم . هذه المرة سأعلمكم إطاعة القانون .

وسأل غاضبا : من قتله ؟

فقال أوليالو مشيرا إلى الحشد : كلنا .

_ لا تكن سخيفا ! من ضربه أولا ؟

كان القلق بدأ يداخل الحشد فماج متقدما مهددا نحو الضباط الخمسة ، وصرخ أفراده : كلنا ضربنا اللص . إذا أردت القبض علينا فأنت حر . يجمل بك طلب المزيد من الشاحنات .

سأل الرجل الأبيض أوليالو : أين الميت ؟

أجاب أوليالو مشيرا إلى كومة الأوراق الخضراء : هاهو !

فاتجه الضابط صوب الكومة ، واندفع الحشد أيضا للأمام . أرادوا رؤية الميت قبل أن يبتعد به الإنسان الأبيض .

أخذت الشرطة جثة آخر رجل قتل في المنطقة إلى كيسومو حيث قطعت وحيكت من جديد ، ثم أعادتها إلى الناس قائلة : خذوا رجلكم ! ادفنوه !

وزعم بعض الناس أن الصفراء نزعت من تلك الأجساد وألقيت إلى كلاب الأثر ، وأن ذلك يفسر السبب الذي يجعل تلك الكلاب تقفو اللص حتى بيته .

وصدق ناس كثر تلك القصص . وهم واثقون الآن بأن الشرطة ستأخذ هذه الجثة أيضا . وأمر الضابط الأوروبي الضباط الآخرين أن يكشفوا الجثة فترددوا قليلا ثم أطاعوه . نظر أوليالو إلى الجثة غير مصدق عينيه ، ثم نظر إلى الناس والشرطة . أكان في حاله المعتادة ؟ أين اللص ؟ ونظر إلى الجثة ثانية . إن عقله سليم . كان جسد نياجار ابن عمه هو الميت ، وعصا خشبية كبيرة مغروزة في عينه اليمنى . أفلتت نياموند من الحشد وعدت نحو الجثة ، وارتمت فوق جسد زوجها ، وبكت بكاء وجيعا ، والتفتت إلى الحشد الصامت تقول : أين اللص الذي قتلتموه ؟ أينه ؟

ومع تصاعد التوتر انقسم الحشد إلى مجموعات ثنائية وثلاثية ، وشرعت النساء تعول ، ونظر الرجال الذين قتلوا اللص البارحة إلى بعضهم في تكذيب لما يرون . لقد تركوا نياجار يدخل بيته بينما ساروا هم إلى بيوتهم . يمكنهم أن يحلفوا على هذا . وبعد ذلك توسل أوليالو إلى شعبه دون أن يحاول مسح وجهه المبلل بالدموع ؛ بهذه الكلمات : يا أهلي ! حطت علينا يد الشر ، فلا تدعوها تنسف مجتمعنا ! ما فتئت روح نياجار بيننا وإن مات .

إلا أن نياموند لم تأبه لتطييبات جادونج أوليالو ، ولا صدقت الرجال الذين قالوا إنهم شاهدوا نياجار يدخل القرية عقب الحادثة مع اللصوص . وتصارعت بوحشية مع رجال الشرطة الذين حملوا جثة زوجها ووضعوها في الشاحنة لأخذها إلى الفحص في كيسومو . وطمأنها ضابط فوعدها بأن تحقيقا شاملا سيبدأ فورا في القرية في موت بعلها إلا أنها هزت رأسها قائلة : سأستمع إليكم إن قلتم إنكم ستعيدونه إلي حيا .

وقطعت ثيابها وتعرت حتى خصرها ، وسارت بطيئة وراء الحزانى تنتحب وتغني رافعة يديها فوق رأسها :

حبيبي يا بن أوشيانج ! يا بن أومولو !

سيهطل المطر ، سيهطل المطر ،

وتظلم الليالي قارسة طويلة .

يا صهر أمي !

لا أستطيع المغفرة ،

لا استطيع الصفح .

كل هؤلاء المحزونين يخدعونني الآن .

نعم يخدعونني .

لكنهم سيهجرونني متى غربت الشمس ،

وأظلم الليل .

وستحتضن كل امرأة زوجها في ساعات الليل الباردة .

لن تعيرني واحدة منهن زوجا أحتضنه في الليل .

آه يا حبيبي يا بن أوشيانج !

يا صهر أمي !

* غفل من اسم كاتبها في بوابة الأدب الصيني ( ح . ص )



 توقيع : Şøķåŕą





رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأوراق, الخضراء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبل ان تسقط على الأوراق فيّ ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 27 05-08-2024 02:41 PM
الأوراق الصفراء الطيف ✯ قَطرآت النّثر خوَاطر + أشعَار - بقلم العضُو سبق نَشره ✯ 16 12-29-2022 02:02 PM
حين تبكي الأوراق دره العشق ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 24 08-01-2022 08:45 AM


الساعة الآن 06:28 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع