برد كانون...

برد كانون برد كانون العام مثل اليوم برد ومطر وبرق ورعد والضباب سيد المكان واشجار معراة الاغصان والعصافير تشجب الجوع بتغاريد حزينه الشمس تطل بين السحب باستحياء لا تكاد تصل اشعتها للارض الا واختفت الريح متمردة على النوافذ والجدران وعلى الاشجارواعمدة الكهرباء حتى على الغسيل المنشور فوق السطوح طفلة العاشره تخشى الخروج لجدتها التي تقطن في الجوار وقد اعتادت على حمل الصحن الصغير اليها مملوء بالعدس او الفريكة كانه يوم حصار ... البحر مائج ..بل هائج والسفن الراسية كالاعلام يلاطم الموج جنباتها غير آبهة والزورق كالطفل مختبىء باحضانها الا انا في كانون ستعرفون كنت في ربيع الشتاء وصيف الخريف ودفء البرد وشمس الليل وفوق السحب على بساط الريح وهدوء الفكر يرسو على جزر المتناقضات كنت هكذا... لانها ... يا اسمها برفقتي في يقضتي والسكون وهاجسي والشجون كان يجمعنا بردي وحرّها وانفاسي وعطرها وهمسي ولمسها وحين يزغرد البرد على مسامعي اضع يدي في جيب معطفها وحين تجتاحني رياح الوجد تلثم فاهي بلفحتها المعقمة بعطر انفاسها ونسير تحت المطر فوق الثلج حين تودع جانبها حضني وساعدي يمتد على كتفها ليحفظ توازن سيرنا ليلفح وجهي خصلات شعرها المبلول عندما تقترب الشفاه لنطق الحديث المجبول باحساس خالطه المطر وحروف لم توضع على السطر وانفاس لا يشبهها عطر هكذا انا... العام في برد كانون واليوم قد عاد كانون . بقلمي : الرهيف .. ق.ف من ارشيف كتاباتي 25/12/2018 0