هذا هو القرآن العظيم *
الذي قد *اشتمل* على علوم الأولين والآخرين والأخبار الصادقة النافعة،
والأمر بكل عدل وإحسان وخير،
والنهي عن كل ظلم وشر
فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره ،
وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره
إنّ القرآن الكريم
فيه بيانٌ لكلِّ شيء؛
*لأنَّ النور لا بدَّ أن تستبينَ به كلُّ الأشياء*؛
كالنَّهار إذا طلَع بانتْ به الأشياء،
وكالحُجرة إذا أسرجتها فلا بدَّ أن يَبينَ منها ما كان خافيًا،
فالقرآن تبيانٌ لكلِّ شيء
﴿وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ العالَمينَ﴾ [الشعراء: 192]
﴿نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ﴾ [الشعراء: 193]
﴿عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾ [الشعراء: 194://.
فقال ﷻ ﴿ عَلَى قَلْبِكَ ﴾
ولم يقل على سمعك أو بصرك أو ذهنك إنما قال على قلبك !
فنستدل أن الاصل في خطاب القرآن أنه
موجـه للقلب
لأنَّه موضع التمييز والاختيار، وأمَّا سائر الأعضاء فمُسَخَّرةٌ له.