تاريخ العراق القديم/عهود التجزئة السياسية في بلاد الرافدين

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

في العهد البابلي القديم ، عاش سكان بلاد ما بين النهرين عهود التجزئة السياسية ، حيث تفردت مدينة لارسا بزعامة القسم الجنوبي من العراق بواسطة الدعم القوي من عيلام (ايران حالياً)، و كانت مملكة اشنونا تسيطر على الوسط ، وسيطرت ماري على الفرات و تواجدت اشور في الشمال.
حاولت لارسا التوسع لضم الوسط و الشمال ، لكنها واجهت قوة غير متوقعة ، انه الملك الجديد حمورابي.
بدأ حمورابي بالعمل الجدي لضرب خصومه و توحيد البلاد. فزاد من تحصيناته العسكرية و جهز جيشه بالعدة و العدد اللازمين ووضع الخطط اللازمة ، فاستولى على مدينتيّ الوركاء و آيسن في الجنوب ، وفي السنة الثالثة عشر من حكمه دمر جيش العيلاميين الذي كان يناصر مملكة لارسا و اسر ملكها ريم_سن ، فسقطت المدن الجنوبية الواحدة تلو الاخرى.
ثم توجه بعد ذلك لتصفية حسابه مع دولة ماري التي ايدت العيلاميين فتمكن منها و دك حصونها و هدم اسوارها ، ثم التفت الى اشور و فتحها ، فأعاد للعراق هيبته ووحدته السياسية و حقق لبابل السلطة المركزية على جميع انحاء البلاد.
انصرف حمورابي بعد معاركه المظفرة لتنفيذ رغباته في الاصلاح و البناء والعمران ، وسنّ قوانينه الاشهر عالميا لتنظيم الحياة في بلاد الرافدين
____________________
المصدر : نظام العائلة في العهد البابلي القديم_ الاستاذ رضا جواد الهاشمي، صفحة 27-2

مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي