جوهر العبادة.. جبر الخواطر
العبادة هي اسم جامع
لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال
والأعمال الباطنة والظاهرة
ولا تقتصر العبادات
على الصلاة والصوم والزكاة والحج
ولكن هناك عبادات يفوق أجرها
كثيراً من أجور العبادات والطاعات
إذا أداها المؤمن في وقتها المناسب،
من تلك العبادات عبادة جبر
وتطييب الخواطر،يكون الجبر للشيء
المكسور وكذلك قلب الإنسان عندما
تعتريه بعض حالات الضعف يشعر
بالكسرة فيأتيه من يجبره ويخفف
عنه حزنه أو يشعره بقيمته
او يدخل عليه السرور
«وأحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سُرورٌ يُدخِلُه على مُسلِمٍ»
فهي عبادة مأخوذة من اسم الله الجبار
الذي يجبر كل نقص ويتلطف
بعباده ويزخر القرآن بنماذج
عديدة جبر الله فيها خاطر عباده
ومن ذلك جبر قلب أم موسى
برد وليدها إليها
«وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا
إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا
عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين»
وجبر سيدنا يوسف بوحي يطمئنه
«فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ
فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم
بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»
وجبر المطلقة بالمتاع
«وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين»َ
وجبر سيدنا محمد بعد خروجه
من مكة أحب البلاد اليه
«إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد» ٍ
عبادة جبر الخواطر عبادة
يتجلى فيها الإخلاص لا مصالح
فيها بل فقط إرضاء الله عز وجل
في الضعيف والمسكين.
ولجبر الخاطر صور عديدة:
كمواساة صاحب المحنة
وزيارة المريض
والاعتذار عند الخطأ
وكذلك قبول اعتذار الآخر،
اجابة الدعوة وقضاء الحوائج
حتى مجرد الابتسامة
تجبر الخواطر فالبشاشة مصيدة المودة.
وهذا المنيعي حسان بن سعيد المخزومي
عندما أراد أن يبني جامعًا
أتته امرأة بثوب لتبيعه وتنفق
ثمنه في بناء ذلك الجامع،
وكان الثوب لا يساوي
أكثر من نصف دينار،
فطيب خاطرها، واشتراه منها بألف دينار،
وخبأ الثوب كفنًا له.
لم يشعرها ابداً بالقلة وصدق من قال
«ما عُبد الله في الأرض بأفضل
من جبر الخواطر»
لأنها من أعظم أسباب الألفة
والمحبة بين المؤمنين،
ويسعى الاسلام دائما للتماسك
ونبذ الفُرقة فالمسلم إيجابي
إذا رأى فعلًا صحيحا يمدحه
وينميه ويثني على صاحبه بينما
الانتقاد والتكسير والتعالي
من الآفات المجتمعية،
فالانتقاص الدائم ممن حولك
فيه إثارة للأحقاد والشحناء،
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :
«المؤمن للمؤمن كالبنيان
يشد بعضه بعضًا»
وشبك بين أصابعه،
ويقول:
من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ويقول: والله في عون العبد
ما كان العبد في عون أخيه»
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتـــور علــــى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|