ضرب عليّ -رضي الله عنه- أروع الأمثلة في الفِداء والجهاد؛ فحين أذن الله -تعالى- للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجرة أوحى إليه أنّ قريشاً يكيدون له؛ ليقتلوه، ويتفرّق دمه بين القبائل، فنام ابن عمّه عليّ في فراشه؛ ليوهمَ قريشاً أنّه النبيّ، وخرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وأبو بكر الصدِّيق إلى المدينة المُنوَّرة مُهاجرين.[٤] وبَقي عليّ -رضي الله عنه- في فراش النبيّ، ويُشار إلى أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان قد أخبرَ عليّاً أنّهم لن يتمكّنوا من إيذائه، وكان المشركون ينظرون من شقّ الباب، فيرَون شخصاً نائماً، فيظنّون أنّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يكن الذي في الداخل سوى عليّ -رضي الله عنه- يفدي الرسول بروحه.[٤]