تاريخ العراق القديم/بوابة باب الشمس في الموصل

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

باب شمس أو بوابة شمس هي واحدة من البوابات الأثرية في مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق، وتعد هذه البوابة من أبرز ما تبقى من سور مدينة نينوى الأثري، فهذا السور هو واحد من أبرز الآثار المتبقية من سور الآشوريين الذي تم إنشاؤه في عام 1080 قبل الميلاد لحماية الإمبراطورية الآشورية.

موقع باب شمس وتاريخه
يقع باب شمس ضمن سور نينوى الأثري الذي يعود تاريخه إلى عام 700 قبل الميلاد، وكان يبلغ طول هذا السور حوالي 12 كيلومتر، ويتألف هذا السور بشكل أساسي من أحجار ضخمة وطابوق طيني، ونظامه عبارة عن جدار مبني من حجر منحوت يبلغ طوله 6 متر، ثم يتبعه جدار مبني من طابوق طيني يبلغ طوله 10 أمتار وسماكته 15 متر، ويضم هذا الجدار أبراج حجرية يفصل بين كل برج والآخر 18 متر، وكانت تحتوي مدينة نينوى على 15 باب للدخول والخروج من المدينة وكانت هذه الأبواب عبارة عن نقاط تفتيش للسيطرة على الداخلين إلى قلب المدينة، كما كانت الأبواب محصنة بشكل جيد جداً، وقد استطاع العلماء أن يكتشفوا 5 أبواب منها، وهي:
بوابة شمس: تمت تسمية هذه البوابة نسبةً إلى الآلهة شمس، وتقع هذه البوابة في الطريق إلى محافظة أربيل، وتعد من البوابات المهمة جداً في الإمبراطورية الآشورية الحديثة، ويبلغ عرض مدخل هذه البوابة 2 متر، وقد تم ترميمها من قبل الحكومة العراقية في عام 1960.
بوابة ماشكي: تعرف باسم باب المسقى وكانت تستخدم لسقاية المواشي بالقرب من نهر دجلة الذي يبعد عن هذه البوابة حوالي 1.5 كيلومتر غرباً.
بوابة نركال: تمت تسمية هذه البوابة نسبةً إلى الآلهة نركال، وكانت تستخدم لأغراض عشائرية، فهي البوابة الوحيدة المحاطة بالثيران المجنحة، وقد تم اكتشاف هذه البوابة في منتصف القرن التاسع عشر.
بوابة ادد: تمت تسمية هذه البوابة نسبةً إلى الآلهة ادد، ويظهر من خلال هذه البوابة مجموعة من مباني الآشوريين الأصلية وآخر الدفاعات الآشورية.
بوابة هلسي: تقع هذه البوابة في الجزء الجنوبي من الجدار، ويبلغ عرض مدخل هذه البوابة حوالي 2 متر، وقد وُجدَت بقايا بشرية فيها يعود تاريخها إلى معركة نينوى الأخيرة.
إعادة تأهيل باب شمس


بعد عمليات التخريب التي لحقت بمجموعة كبيرة من آثار المنطقة، أقام فريق سواعد موصلية حملة لتنظيف وإنارة بوابة شمس وقد أطلقوا عليها اسم حملة آثارنا هويتنا، وقد عملوا على رفع حوالي 1800 طن من النفايات والأنقاض الممتدة على طول السور ومن حول باب شمس.

أنجزت هذه الحملة بالتعاون بين كل من بلدية المدينة ومديرية توزيع الكهرباء في نينوى ومفتشية تراث وآثار المحافظة، وقد لاقت هذه الحملة الدعم والتمويل من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد كان لكل من هؤلاء دوراً كبيراً في إنجاز هذه المهمة، كما تمت الأعمال كاملةً تحت إشراف خبير آثار لضمان عدم إصابة هذه البوابة الأثرية بأي ضرر، وكان الهدف الأساسي من هذه الحملة هو بيان جمال المدينة وتاريخها القديم والعريق، وقد كان إحدى إحدى أهم أهدافها هو الحفاظ على الهوية الموصلية الأثرية الموجودة في المنطقة، وقد شملت هذه الحملة مجموعة أخرى من مناطق الموصل الأثرية من أهمها كل من باشطابيا وقره سراي وباب الشط والبارود خانه وكنيسة مار توما ومنطقة المنصة.

بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي