جار الخير .
في حيٍ بسيط، كانت هناك عائلة صغيرة تسكن بجوار رجل عجوز يدعى “أبو سالم”. كان أبو سالم يعيش وحيدًا في منزله المتواضع منذ وفاة زوجته قبل سنوات. اشتهر بطيبة قلبه وحكمته، لكنه كان قليل الاختلاط بالناس.
كان الجار الجديد “أحمد” قد انتقل حديثًا إلى الحي مع أسرته الصغيرة. بدأ أحمد حياته الجديدة في المنزل بحماس، لكنه لاحظ أن أبو سالم يحتاج إلى المساعدة في بعض الأمور اليومية مثل حمل المشتريات أو إصلاح ما تعطل في المنزل. شعر أحمد بالمسؤولية تجاه جاره المسن وقرر أن يبادر.
في يومٍ ما، قرع أحمد باب منزل أبو سالم حاملًا طبقًا من الطعام الذي أعدته زوجته، قائلًا بابتسامة: “السلام عليكم يا عم أبو سالم، جئنا لنتناول الطعام معك إن كنت لا تمانع.” فتح أبو سالم الباب ببطء، تفاجأ بالمبادرة وقال بابتسامة متواضعة: “وعليكم السلام يا بني، أهلاً وسهلاً.”
جلس أحمد مع عائلته وأبو سالم على مائدة بسيطة، وبدأ الحديث يأخذ طابعًا دافئًا. تبادلوا القصص والحكايات، واكتشف أحمد أن أبو سالم كان معلمًا قديمًا وترك أثرًا كبيرًا في حياة الكثيرين.
منذ ذلك اليوم، أصبح أحمد وأسرته بمثابة عائلة لأبو سالم. كانوا يزورونه بانتظام، يساعدونه في تنظيف حديقته الصغيرة، ويشركونه في مناسباتهم العائلية. وفي المقابل، كان أبو سالم يقدم لهم النصائح والحكم التي اكتسبها من سنوات عمره الطويلة.
وذات يوم، قال أبو سالم لأحمد: “يا بني، أنت لم تكن مجرد جار لي، بل كنت عونًا أرسله الله. لقد علّمتني أن الجار ليس فقط من يسكن بجوارك، بل من يحسّن حياتك بحسن أخلاقه.”
مرت السنوات، وكبر أبناء أحمد وهم يسمعون قصصًا عن الجيرة الحسنة التي زرعت في نفوسهم حب العطاء والوفاء. وعندما رحل أبو سالم عن الدنيا، بقيت ذكراه الطيبة حيّة في قلوب الجميع، خاصةً أحمد الذي تعلم أن الخير الذي يُبذل للجيران يعود بالبركة على العائلة كلها.
العبرة:
الجار ليس فقط من يجاورنا في السكن، بل من يكون سندًا ويدًا ممدودة بالخير. الجيرة الصالحة هي كنز لا يُقدر بثمن، وأثرها يبقى مدى الحياة .
я α н ı ғ قَنَادِيلْ إمْتِنَانِى تُضِيئُ كَفْيكْ
ألف شُكر ؛ وجِنـآن مِن البيلسـآن النَظر .gif)
|