من مائدة الحديث: من خصال النفاق
من مائدةُ الحديثِ: مِنْ خِصَالِ النِّفاقِ
عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» مُتَّفَقٌ عليه[1].
الشَّرحُ:
النِّفاقُ: هو إظهارُ المرءِ خلافَ ما يُبطِنُ، وينقسمُ إلى قسمينِ: نفاقٍ اعتقاديٍّ، ونفاقٍ عمليٍّ.
• فالنِّفاقُ الاعتقاديُّ: هو أنْ يُبْطِنَ الرَّجلُ الكفرَ ويُظهِرَ الإسلامَ، وصاحبُ هذا النَّوعِ كافرٌ مُخلَّدٌ في النَّارِ.
• وأمَّا النِّفاقُ العمليُّ فيُرادُ به: الأعمالُ الَّتي جاء وصفُها بالنِّفاقِ، وأنَّها مِنْ أعمالِ المنافقينَ، دونَ أنْ تَسلُبَ الإيمانَ مِنَ القلبِ، وهذا النَّوعُ مِنْ كبائرِ الذُّنوبِ، لكنَّه لا يُخرِجُ مِنَ المِلَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بعضِ خِصالِ النِّفاقِ العمليِّ، وهي أربعٌ، مَنِ اجتمَعتْ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَنْ كانت فيه خَصْلةٌ منها كان فيه صفةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يتركَها:
الأولى: أنْ يَشتهِرَ بالخيانةِ بينَ النَّاسِ.
الثَّانيةُ: أنْ يَشتهِرَ بالكذبِ في الحديثِ.
الثَّالثةُ: إذا عاهَدَ أحدًا؛ غدَر به، ولم يَفِ بعهدِه.
الرَّابعةُ: الفجورُ في الخصومةِ، والمرادُ بالفجورِ: أنْ يخرجَ عنِ الحقِّ عمدًا ليُصيِّرَ الحقَّ باطلًا والباطلَ حقًّا.
ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ:
1) أنَّ النِّفاقَ العمليَّ له صفاتٌ كثيرةٌ، والَّذي ذُكِرَ في الحديثِ أشهرُها وأكثرُها ضررًا.
2) ذمُّ خيانةِ الأمانةِ، سواءٌ في العملِ، أو الأموالِ، أو الحقوقِ، أو الأسرارِ، أو غيرِ ذلك.
3) خطورةُ الكذبِ في الحديثِ، وأنَّه مِنْ صفاتِ المنافقينَ.
4) التَّحذيرُ مِنْ نَكْثِ العهودِ، وتشملُ العهودَ الَّتي بينَ العبدِ وربِّه، والعهودَ الَّتي بينَ العبدِ وبينَ النَّاسِ.
5) النَّهيُ عنِ الفجورِ في الخصومةِ.
6) وجوبُ الحذرِ مِنَ النِّفاقِ وأهلِه.
7) أنَّه قد يجتمعُ في العبدِ خصالُ خيرٍ وخصالُ شرٍّ، وخصالُ إيمانٍ وخصالُ نفاقٍ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|