قصة صدقة أبي بكر وعمر في غزوة تبوك
ثبت في سنن الترمذي في الحديث الذي يرويه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمر الصحابة الكرام بالصدقة يوم غزوة تبوك حيث كان المسلمون يعانون الفقر الشديد وقتها، ولكنّ عمر كان لديه مال حينها فقال في نفسه إنّه سيسبق أبا بكر هذا اليوم حيث سيأتي بصدقة كبيرة، فقام بأخذ نصف ما لديه من مال وجلبه إلى الرسول الكريم يتصدّق به لتجهيز الغزوة. [١] فسأله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما أبقيتَ لأهلِكَ؟)،[٢] فأجابه عمر بأنّه قد ترك مثله أي أنّه تصدّق بنص ماله، ثمّ جاء أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بصدقته وكانت جميع ما يملك، فسأله رسول الله سؤاله لعمر فأجاب أبو بكر بقوله: (أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ)،[٢] فعلم عمر فضيلة أبي بكر وسبقه إلى الخيرات. [١] وقال: (لا أسبِقُهُ إلى شيءٍ أبدًا)،[٢] وقد جاء في تفسير قوله -تعالى-: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى* وَلَسَوْفَ يَرْضَى)،[٣] أنّ المقصود بالأتقى في هذه الآيات هو أبو بكر الصديق.[١]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|