عندما تصفعك الحياة

نـُخطئ ؟ لا بأس فنحن نتعلم ، وكل حياتنا عبارة عن سلسلة من الاخطاء تليها تجارب مستفادة، أمر صحي جداً ووضع طبيعي
فمن الخطأ نتعلم وتـتسع مداركنا ، من الخطأ نبني كماً معرفياً وعلماً بالاشياء ، وهكذا حتى نتقدم ونرتقي
العبرة دائماً في الاستفادة من الاخطاء ،وما يقلقني حقاً أولائك الذين لم يتعلمو من التجارب، ولم يستفيدوا من اخطائهم، ويظلون يكررون الاخطاء رغم الصفعات التي يتلقونها
العاقل فقط من يتعظ ، العاقل من يكتشف اخطاؤه ويعالجها ويسعى لتصحيح مسارها
أما الشقي هو ذلك الذي لا يتعلم، فيجلب خسائر جديدة لحياته؛ لأنه وحده من يتحمل الثمن ، فالخطأ لا يولد سوى الخطأ
وبالتالي حياة تعيسة مليئة بالقهر والدموع ، ولأنه لا يستفيد ستصبح حياته دوامة حزينة مليئة بالإنكسارات ، ولن يستطيع جبر اعوجاج مساره
فتتراكم عليه الهموم ، ويعتري قلبه القلق و التوتر.
تعلم يا صديقي فالحياة تدعوك لتصقل شخصيتك لا لتكسرك
تدعوك ليكبر عقـلك وتـتـفتح آفاقك ، ولتكتسب خبرة ولترى كيف ستجتاز التجربة .
الحياة تصقلك لتجعلك قوياً بما يكفي ، لتتجاوز الازمات والعراقيل والتحديات .
ويا صديقي الذي تكرر أخطائك لا تكن أناني فترتكب جريمة في حق نفسك ، أعترف لذاتك وواجه خطأك
حتى لا تغوص في آلامك وتتشت روحك
قف مع نفسك مطولاً حتى لا تضل الطريق وتفقد بوصلتك فتتوه في صحراء لا تعرف لها اتجاها