قصص _ من كلّ ألف واحد إلى الجنّة
عندما كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يسير مع أصحابه ليلاً، وذلك في غزوة بني المصطلق وهم حيٌّ من خزاعة والنّاس يسيرون، فنادى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فحثّوا المطيّ حتّى كانوا حول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقرأ عليهم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [92] ، فلم ير أكثر باكيًا من تلك اللّيلة، فلمّا أصبحوا لم يحطّوا السّرج عن الدّواب ولم يضربوا الخيام والنّاس ما بين باك أو جالس حزين متفكّر، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أتدرون أيّ يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك يوم يقول الله تعالى لآدم (عليه السّلام): إبْعَثْ بَعْث النّار من ولدك، فيقول آدم (عليه السّلام): من كم وكم؟ فيقول الله (عزّ وجلّ): من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النّار وواحد إلى الجنّة، فكبر ذلك على المسلمين وبكوا وقالوا: فمن ينجو يا رسول الله؟ فقال: أبشروا فإنّ معكم خليقتَيْن يأجوج ومأجوج ما كانتا في شيء إلاّ كثّرتاه ما أنتم في النّاس إلاّ كشعرة بيضاء في الثّور الأسود أو كرقم في ذراع البكر أو كشامة في جنب البعير، ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنّة فكبّروا، ثم قال: إنّي لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنّة فكبّروا، ثمَّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا ثلثَيْ أهل الجنّة، وإنّ أهل الجنّة مائة وعشرون صفًّا ثمانون منها أمّتي، ثمّ قال: ويدخل من أمّتي سبعون ألفًا الجنّة بغير حساب... ومع كل واحد سبعون ألفًا، فقام عكاشة بن محصن، فقال: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم، فقال: اللّهمّ اجعله منهم فقام رجل من الأنصار فقال: أدع الله أن يجعلني منهم، فقال: (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سبقك بها عكاشة، قال ابن عباس: كان الأنصاريّ منافقًا فلذلك لم يدع له [93] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|