قطوف من الجرح والتعديل والحكم بجرح الرواة
قطوف من الجرح والتعديل والحكم بجرح الرُّواة
العناصر:
• تعريف الجرح والتعديل.
• كتب الجرح والتعديل.
• الحكم بجرح الراوي.
• قطوف من تراجم الأئمة الثمانية وبعض الرُّواة.
تعريف الجَرْح والتعديل:
الجرح: لغةً: مصدر من جرحه يجرحه، إذا أحدث في بدنه جرحًا يسمح بسيلان الدم منه، ويُقال: جرح الحاكم وغيره الشاهد على ما تسقط به عدالته من كذب وغيره.
واصطلاحًا: هو ظهور وصف في الراوي يثلم عدالته، أو يخل بحفظه وضبطه؛ مما يترتب عليه سقوط روايته أو ضعفها وردُّها، والتجريح وصف الراوي بصفات تقتضي تضعيف روايته أو عدم قبولها.
التعديل: لغة: ما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضد الجور، ورجل عَدْل: مقبول الشهادة، تعديل الرجل تزكيته.
واصطلاحًا: هو من لم يظهر في أمر دينه ومروءته ما يخل بهما، فيقبل لذلك خبره وشهادته إذا توفرت فيه شروط أهلية الأداء.
والتعديل وصف الراوي بصفات تزكيه فتظهر عدالته ويقبل خبره.
كتب الجرح والتعديل:
كان ظهور هذا النوع من المُصَنَّفات نتيجة حتمية لجهود النقَّاد ودراستهم لأحوال الرجال من حيث قبول أخبارهم أو عدم قبولها، قال الذهبى: "وقد ألف الحُفَّاظ مصنفات جَمَّة في الجرح والتعديل ما بين اختصار وتطويل"، وأول من تكلم في الرجال شُعْبة بن الحجَّاج، والمقصود بذلك أنه أول من أَفْرَدهم بالكلام، ووَسَّع القول فيهم، لا أنه لم يتكلم أحد قبله، قال الحافظ ابن رجب في شرح العِلَل: "ومنهم: شعبة بن الحجاج ..... وهو أول من وَسَّع الكلام في الجرح والتعديل، واتصال الأسانيد وانقطاعها، ونَقَّب عن دقائق علم العِلَل، وأئمة هذا الشأن بعده تبع له في هذا العلم"؛ انتهى.
قال صالح بن محمد الحافظ جَزَرَة: "أول مَن تكلَّم في الرجال شُعْبة بن الحجَّاج ثم تَبِعَه يحيى بن سعيد القطَّان، ثم بعده أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين"، وقد أرسى يحيى بن القطَّان قواعد دقيقة لنقد الرجال، وقد اكتسب مفردات هذا الفن مِن طول صُحْبته لأمير المؤمنين في الحديث شُعْبة بن الحجَّاج، وقال الإمام أحمد بن حنبل فيه: "ما رأيت بِعَيْني مثل يحيى بن سعيد القطان"، وتكلم في ذلك بعده تلامذته: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن أبي الفلاس، وأبو خيثمة، وتلامذتهم؛ كأبي زرعة، وأبي حاتم، والبخاري، ومسلم، وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي، وخَلْق من بعدهم؛ مثل: النسائي، وابن خزيمة، والترمذي، والدولابي، والعقبلي، وله مصنف مفيد في معرفة الضعفاء، ولأبي حاتم بن حبان كتاب كبير ... ولأبي أحمد بن عدي كتاب الكامل[1].
والمُصَنِّفون في هذا العلم لهم مناهج مختلفة في التَّصْنِيف: فمنهم من ذكر في مصنفه الكذَّابين والضعفاء، ومنهم من أضاف على ذلك فذكر بعض المَوْضُوعَات[2]، ومنهم من صَنَّف في الثقات فقط، ومنهم من صَنَّف في الضعفاء والثقات معًا؛ ولذلك نستعرض في هذة الفقرة ما صُنِّف في الضعفاء أو الثقات أو ما صُنِّف فيهما معًا.
وقد جُمِعت في موضوع الجرح والتعديل نَيِّفًا[3] وثلاثون كتابًا، أذكر أشهرها، وقد أَغْفَلت بعضها، وكثيرًا من المؤلفات التي استُمدت من هذة الأصول خشية الإطالة:
1. الجرح والتعديل:للإمام أحمد بن حنبل (164- 241).
2. الضعفاء:للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (194- 256)، وقد طُبِع بالهند مع التاريخ الصغير للبخاري.
3. الجرح والتعديل:لعبدالرحمن بن أبي حاتم بن إدريس الحنظلي الرازي (240- 327)، وهو من أعظم كتب الجرح والتعديل التي وصلتنا ومن أغزرها فائدة، وأَوْثَقها صلة بنقَّاد الرجال الذين عرفهم تاريخ الحديث؛ لهذا لا بُدَّ من بسط القول فيه:
فقد تتلمذ ابن أبي حاتم على والده أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، وعلى أبي زرعة عبيدالله بن عبدالكريم الرازي، وهما من طبقة[4] البخاري، فأخذ عنهما علم الجرح والتعديل، وأفاد منهما كثيرًا في تصنيف كتابه، وحرص على استيعاب نصوص أئمة العلم في الحكم على الرواة بتعديل أو جرح، وزاد فوائد وزيادات في كثير من التراجم يَنْدر وجودها عند مَنْ سبقه، كما استدرك على البخاري في بعضها، وقد جمع كتابه نصوص أبيه في الجرح والتعديل، ونصوص أبي زرعة، ونصوص البخاري، إلا أنه استغنى عن نصوص البخاري بمُوَافَقة أبيه للبخاري في غالب تلك الأحكام. وتتبع ابن أبي حاتم نصوص الأئمة، فأخذ عن أبيه وعن محمد بن إبراهيم بن شعيب ما رَوَيَاه عن عمرو بن علي الفلاس مما قاله باجتهاده، ومما يرويه عن عبدالرحمن بن مهدي (135 - 198) ويحيى بن سعيد القطَّان (120- 198) مما يقولانه باجتهادهما، ومما يرويانه عن سفيان الثوري (97-161) وشعبة بن الحجاج (82- 160)، وأخذ عن صالح بن أحمد بن حنبل ما يرويه عن أبيه، وأخذ عن صالح أيضًا وعن محمد بن أحمد بن البراء ما يرويانه عن علي بن المديني (161- 234) مما يقوله باجتهاده، ومما يرويه عن سفيان بن عُيَيْنةَ (107- 198) وعن عبدالرحمن بن مهدي، وعن يحيى بن سعيد القطَّان، واتصل بجميع أصحاب الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (158- 233) فروى عن أبيه عنهما، وعن أبيه عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، وأخذ عن عباس الدوري المُتوفى 271 هـ، ورَوى عن غيرهم؛ لهذا كان كتابه زاخرًا بنصوص الأحكام التي أصدرها جَهَابِذة علم الجرح والتعديل، وبهذا يفوق كتاب التاريخ الكبير للبخاري؛ لأنه قَلَّما ذكر البخاري في تاريخه جرحًا وتعديلًا، وهذا لا يُنْقِص من قيمة كتاب البخاري، فربما فعل ذلك عَمْدًا؛ لأنه أَلَّف في الضعفاء كتابًا منفردًا، وربَّما كان لِوَرَعه وعِفَّته في القول ومنهجه العفيف في النقد[5].... وجعله في أربعة أجزاءٍ كبيرة ضَمَّت (18050) تَرْجَمة ذكر فيها كل رَاوٍ وما قِيل فيه بأسانيد صحيحة؛ وجعل للكتاب مقدمة هي مِفْتاح له في جزء مفرد سمَّاه ( تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل) وهي عظيمة جدًّا تكلَّم فيها عن هذا العلم وترجَم لجَهَابِذته ترجمةً وافيةً! لا يستغني عنها عَالِم في الحديث وعلومه، وهو صورة صادقة عن مؤلفاتٍ لا تدري عددها كانت في ذلك العصر، لم يُكتب لها الوصول إلينا، وقد طُبِع هذا الكتاب بالهند عام 1373 هـ في تسعة مجلدات؛ مجلد للمقدمة ومجلدين لكل جزء من أجزائه الأربعة، وتُوجَد نسخة منه في دار الكتب المصرية تحت رقم (28112)، وقد حَصلت مكتبة دار العلوم على نسخة منها.
4.الثقات:لأبي حاتم بن حِبَّان البستي المُتوفى سنة 354هـ؛ ولكنه تساهل في توثيق بعض من ذكرهم؛ لهذا وَجَب التَنْبيه إلى توثيق ابن حِبَّان دون توثيق غيره. وتوجد نسخة محفوظة منه في دار الكتب المصرية؛ ولكنها ناقصة، والموجود يبدأ من أسماء (أتباع التابعين).
5. الكامل في معرفة ضعفاء المحدِّثين وعِلَل الحديث: للحافظ الكبير أبي أحمد عبدالله بن محمد بن عدي الجرجاني (377- 365) ذكر في كتابه هذا كل من تكلَّم فيه ولو كان من رجال الصحيحين، وذكر في ترجمة كل واحدٍ حديثًا فأكثر من غرائبه ومناكيره[6]، وتوجد نسخة محفوظة منه في دار الكتب المصرية خمسة عشر جزءًا بأرقام مختلفة[7]، وهو أكمل كتب الجرح وعليه الاعتماد فيها.
6. المدخل إلى الصحيح للإمام الحاكم: أبي عبدالله محمد بن عبدالله النيسابوري، الشهير بالحاكم (321- 405) تكلَّم في قسمٍ منه عن المَجْرُوحِين وبَسَط القول في هذا، وطُبِع بحلب سنة (1351 هـ - 1932 م) بإشراف الشيخ راغب الطباخ.
7. ميزان الاعتدال:للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (673- 748).
8. لسان الميزان: للحافظ بن حجر (773- 852).
9. الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة: لزين الدين قاسم بن قُطْلُوبُغا (802 - 879 هـ).
الحكم بجرح الراوي:
من المعلوم أن الجرح والتعديل من أدقِّ علوم الحديث؛ لذلك يجب عليك أَلَّا تبادر إلى الحكم بجرح الراوي .... وإن كان ذلك الجَارِح من الأئمة أو من مشهوري علماء الأُمَّة، فكثيرًا ما يوجد أمر يكون مَانِعًا من قبول جرحه؛ وحينئذٍ تحكم بردِّ جرحه، وله صور كثيرة.
فمنها أن يكون الجارح نفسه مَجْرُوحًا، ومنها أن يكون الجارح من المُتَعَنِّتين المشددين؛ فإن هناك جَمْعًا من أئمة الجرح والتعديل لهم تشدُّد في هذا الباب، فيُخرجون الراوي بأدنى جرح.
قال السخاوي في فتح المغيث: قَسَّم الذهبي مَن تكلَّم في الرجال أقسامًا:
فقِسم تكلَّمُوا في سائر الرُّواة: كابن معين والشافعي.
وقِسْم تكلموا في كثير من الرُّواة: كمالك وشُعْبة.
وقِسْم تكلَّموا في الرجل بعد الرجل: كابن عُيَيْنَةَ والشافعي.
وقال: "والكل على ثلاثة أقسامٍ أيضًا":
1. قِسْم منهم مُتَعَنِّت في الجرح، متثبت في التعديل: يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث،فهذا إذا وثَّق شخصًا فعُضَّ على قوله بِنَوَاجِذك، وتمسَّك بتوثيقه، وإذا ضعَّف رجلًا؛ فانظر: هل وافقه غيره على تَضْعِيفه؟ فإن وافقه ولم يوثق ذلك الرجل أحد من الحُذَّاق؛ فهو ضعيف، وإنْ وَثَّقه أحد؛ فهذا هو الذي قالوا فيه: لا يقبل فيه الجرح إلا مُفسَّرًا، يعني: لا يكفي فيه قول ابن معين - مثلًا-: ضعيف، ولم يُبَيَّن سبب ضعفه، ثم يجيء البخاري وغيره يُوَثِّقه، ومثل هذا يُختَلف في تصحيح حديثه وتضعيفه؛ ومِن ثَمَّ قال الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال): "لم يجتمع اثنانِ من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف، ولا على تضعيف ثقة"؛ ولهذا كان مذهب النسائي ألَّا يُتْرَك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه.
2. وقسم منهم متسامح: كالترمذي، والحاكم، وكابن حزم، فإنه قال في كل من أبي عيسى الترمذي، وأبي القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبي العباس الأصم وغيرهم من المشهورين: إنه مجهول!
3. وقسم معتدل: كأحمد، والدَّارَقُطْني، وابن عدي؛ انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر: "وذلك أن كل طبقة[8] من نقَّاد الرجال لا تخلو من متشدِّد، ومتوسط":
فمن الطبقة الأولى: شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وشعبة أشد منه.
ومن الطبقة الثانية: يحيى القطان وعبدالرحمن بن مهدي، ويحيى أشد من عبدالرحمن.
ومن الطبقة الثالثة: يحيى بن معين وأحمد، ويحيى أشد من أحمد.
ومن الطبقة الرابعة: أبو حاتم والبخاري، وأبو حاتم أشد من البخاري.
قطوف من تراجم لهؤلاء الأئمة الثمانية:
ونذكر قطوفًا من تراجم هؤلاء الأئمة الثمانية مُقَتَبَسة من "خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال" إلا قطوف أبي حاتم فمنه ومن "الحديث والمحدثون" و "الرسالة المستطرفة"، وهم مُرَتَّبون ترتيبًا زمنيًّا بحسب وفياتهم، مع ذكر صفحة تراجمهم في "خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال"، و"الحديث والمحدثون"، لمن أراد أن يستزيد، وتاريخ الوفاة والمولد.
قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب": وقد اكتفيت بالرقم على أول اسم كل رَاوٍ، إشارة إلى من أخرج حديثه من الأئمة: فالبخاري في صحيحه (خ)، ولمسلم (م)، ولأبي داود (د)، وللترمذي (ت)، وللنسائي (س)، ولابن ماجه (ق)، فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة، أكتفي برقمه، ولو أخرج له في غيرها، وإذا اجتمعت فالرقم (ع)، وأما علامة (4) فهي لهم سوى الشيخين؛ بتصرُّف واختصار.
1.شُعْبة بن الحجاج (ع):
(الخلاصة ص 140) و(الحديث والمحدثون ص 293)
شُعْبة بن الحجاج بن الورد الأزدي العَتَكي مولاهم [9]، كُنْيَته أبو بِسْطَام، (82هـ - 160هـ)، من التابعين، الإمام الحافظ[10]، أمير المؤمنين في الحديث، أحد أئمة الإسلام الواسطي بالعراق، وَاسِطيّ الأصل وعالم أهل البصرة، نزيل البصرة ومات فيها وهو ابن سبع وسبعين، وهو أول من تكلَّم في رجال الحديث، و وَسَّعَ القول فيهم .... رَوى عن معاوية بن قرة وأنس بن سيرين والأعمش ... وخلائق، ورَوى عنه أيوب السِّخْتِيَانِيُّ، وابن إسحاق، وهما من شيوخه، وسفيان الثوري وعبدالله بن المبارك، ... قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث، وقال أحمد بن حنبل: "كان أمة وَحْدَه في هذا الشأن"، وقال ابن معين: إمام المتقين، وقال الحاكم: إمام الأئمة... وقال سفيان الثوري: مات الحديث بموت شُعْبة، وكان أحسن الناس حديثًا، يخطئ فيما لا يضُرُّه ولا يُعاب عليه، يعني فِي أَسماء الرجال، وقال العِجْلِيُّ: ثقة ثبت فِي الحديث، وكان يُخطِئ فِي أسماء الرجال قليلًا؛ ا هـ تهذيب.
2. سُفْيان الثَوْري (ع):
(الخلاصة، ص 123) و(الحديث والمحدثون، ص 291).
سُفْيان بن سعيد بن مسروق ... الثَّوري، كُنْيَته أبو عبدالله الكوفي، (97 هـ - 161هـ)، أحد الأئمة الأعلام، رَوى عن زياد بن علاقة حبيب بن أبي ثابت وزيد بن أسلم .. وخلائق، ورَوى عنه الأعمش وابن عجلان من شيوخه، وشُعْبة ومالك من أقرانه، وابن المبارك ويحيى القطَّان وابن مهدي ... وخلائق، قِيل: روى عنه عشرون ألفًا، قال العِجْلِيُّ: "كان لا يسمع شيئًا إلَّا حفظه .."، قال الخطيب: "وكان إمامًا من أئمة المسلمين، وعَلَمًا من أعلام الدين، مُجْمَعًا على إمامته بحيث يُستغنى عن تزكيته، مع الإتقان والحفظ والمعرفة، والضبط والورع والزهد".
3. يحيى بن سعيد القطان (ع):
(الخلاصة ص 363)
يحيى بن سعيد القطان.. كُنْيَته أبو سعيد البصري، (120 هـ - 198 هـ)، الحافظ الحُجَّة، أحد أئمة الجرح والتعديل، قال الذهبي: "كان يحيى بن سعيد مُتَعَنِّتًا في نقد الرجال"، رَوى عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وبهز بن حكيم .. وخَلْق، ورَوى عنه شعبة وابن مهدي وإسحق وابن المديني .. وخَلْق، وقال الإمام أحمد بن حنبل فيه: "ما رأيت بِعَيْني مثل يحيى بن سعيد القطان"، وقال ابن معين: "يحيى أثبت من ابن مهدي".
4.عبدالرحمن بن مهدي (ع):
(الخلاصة ص 199) و(الحديث والمحدثون ص 294)
عبدالرحمن بن مهدي بن حسان الأزدي مولاهم- البصري اللؤلؤي، كُنْيَته أبو سعيد، (135 هـ - 198 هـ)، الحافظ الإمام، رَوى عن عمر بن ذر وشُعْبة والثوري وعكرمة بن عمار، ومالك بن أنس.. وخَلْق، ورَوى عنه ابن المبارك وابن وهب وهما من شيوخه، وأحمد وابن معين ... قال ابن المديني: "أعلم الناس بالحديث ابن المهدي"، وقال أيضًا: "إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أُحدِّث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبدالرحمن؛ لأنه أقصدهما، وكان في يحيى تشدُّد "، وقال أحمد: "إذا حدَّث ابن المهدي عن رجل؛ فهو حُجَّة"، وقال أبو حاتم: "إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع"، و قال القواريري: "أَمْلَى عَليَّ عبدالرحمن عشرين ألف حديث حفظًا".
5. يحيى بن معين (ع):
(الخلاصة ص 368) و(الحديث والمحدثون ص 344)
يحيى بن معين بن عون الغطفاني، كُنْيَته أبو زكريا البغدادي، (158هـ - 233 هـ)، الإمام الحافظ العَلَم، رَوى عن ابن عُيَيْنَةَ وإسماعيل بن عَيَّاش ويحيى القطاني .. وخَلْق، ورَوى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد بن حنبل وداود بن رشيد قَرِيناه والبغوي .. وخَلْق.
قال أحمد: "كل حديثٍ لا يعرفه يحيى فليس بحديث"، قال ابن أبي خيثمة: "مات بالمدينة عام 233 وحُمِل على أعوان النبي صلى الله عليه وسلم". ونُودي بين يديه: "هذا الذي يَذُبُّ[11] الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي التهذيب: "وغُسِّل على أعوان النبي صلى الله عليه وسلم وحُمل على سريره صلى الله عليه وسلم"؛ ا هـ.
وفي "الحديث والمحدثون" ص 344: "هو أحد الأئمة الأربعة الذين انتهت إليهم الزَّعَامة في الحديث؛ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة"، أجمع العلماء على إِمَامته وجلاله ... لا سيَّما فيما يتعلَّق بالجرح والتعديل.
6. أحمد بن حنبل (خ م د) ورُمِز له في التهذيب (ع):
(الخلاصة ص 10) و(الحديث والمحدثون ص 351)
أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، كُنْيَته أبو عبدالله المروزي ثم البغدادي، (164 هـ - 241 هـ)، الحافظ العَلَم الفقيه الحُجَّة المحَدِّث صاحب المذهب، رَوى عن هشيم بن بشير وإبراهيم بن سعد ... والشافعي ووكيع وابن مهدي والقطان وابن عُيَيْنَةَ ... وخلائق، ورَوى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن معين وابن المديني وأبو زرعة، ومن شيوخه الشافعي وابن مهدي ويزيد بن عامر، وقد أُفْرِدت[12] ترجمته بالتصنيف، وقِيل: كان يحفظ ألف حديث.
7. البخاري (ت س):
(الخلاصة ص 278) و(الحديث والمحدثون ص 353)
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَهْ الجعفيّ مولاهم وَلَاء إسلام، كُنْيَته أبوعبدالله البخاري، (194هـ - 256 هـ )، الحافظ أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، كَتَب عن أكثر من ألف شيخ بخرسان والجبال والعراق والحجاز والشام، ورَوى عنه الترمذي والنسائي ومسلم وأبو زرعة وابن خزيمة ... وخَلْق، قال محمد بن يوسف الفربري: "سمع الصحيح تسعون ألف رجل فما بقي أحد يرويه عنه غيري ..."، قال البخاري: "ما استصغرت نفسي عند أحدٍ إلا عند علي بن المديني".
8. أبو حاتم الرازي (د س ق):
(الخلاصة ص 278) و(الحديث والمحدثون ص 346)
محمد بن إدريس ... (195 هـ - 277 هـ)، الحافظ الكبير أحد الأئمة الأثبات العارفين بِالعِلَل والجرح والتعديل، وهو قرين[13] أبي زرعة، ورَوى عن كثير من الأئمة الكِبار، ورُوِي عنه أنه قال لابنه عبدالرحمن: "يا بني مشيت على قدمي أكثر من ألف فرسخ في طلب الحديث ... أجمعوا على جلالته وعُلُوِّ شأنه ... ، وكان أبو زرعة على جلالته يُقِرُّ له بالحفظ، وفي الرسالة المستطرفة ص 139: "... الحافظ المشهور من أقران البخاري ومسلم المُتوفى بالرَّي[14] سنة خمس أو سبعة وسبعين ومائتين".
قطوف من تراجم بعض الرُّواة:
1. أبو هريرة:
اسمه عبدالرحمن بن صخر الدوسي، الحافظ، له خمسة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وسبعين حديثًا، أخرج الإمام البخاري أربعمائة وتسعة عشر حديثًا عن أبي هريرة في صحيحه، اتَّفق مع الإمام مسلم بثلاثمائة وستة وعشرين منها، وانفرد بثلاثة وتسعين، روى عنه ثمانمائة نَفْسٍ ثِقات، قال ابن سعد: كان لا ينام حتى يسبِّح اثنتي عشرة ألف تسبيحة، قال الواقدي: مات سنة تسع وخمسين عن ثمانٍ وسبعين سنة.
2. طاوس:
هو طاوس بن كيسان اليماني الجَنَدِي، مولى همدان وقِيل من الأبناء، قال ابن الجوزي في كتاب الألقاب: إن اسمه ذكوان، وطاوس لقبه، وهو حُجَّة باتفاق.
قال طاوس: "أدركت خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"، رَوى عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وزيد بن ثابت وجابر وابن عمر وطائفة، وروى عن معاذ مُرسلًا، ورَوى عنه مجاهد وعباس وجماعة من أقرانه، وابنه عبدالله بن طاوس، وعمرو بن شعيب وحبيب بن أبي ثابت والزهري وأبو الزبير وعمرو بن دينار وسليمان الأحول وخَلْق، قال ابن عباس: إني لأظنُّ طاوسًا من أهل الجنة، وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مثله. وقال ابن حبان: حَجَّ أربعين حجة وكان مُستجاب الدعوة، قال ابن القطان: مات طاوس سنة ست ومائة، وقال بعضهم مات يوم التروية، وصلَّى عليه هشام بن عبدالملك ووثَّقه ابن معين.
3. ابن طاوس:
هو عبدالله بن طاوس بن كيسان اليماني، كُنيته: أبو محمد، رَوى عن أبيه وعطاء وعكرمة بن خالد وخَلْق، ورَوى عنه ابن جريج ومعمر السفيانان، وروح بن القاسم وخَلْق، قال معمر بن راشد: كان أعلم الناس بالعربية، وقال أبو حاتم والنسائي: ثقة، قال ابن عُيَيْنَةَ: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
4. مَعْمَرٍ:
هو مَعْمَرٍ بن راشد الأزدي مولاهم عبدالسلام بن عبد القدوس أبو عروة البصري، ثم اليماني، أحد الأعلام، رَوى عن الزهري، وهمام بن منبه وقتادة ... وخَلْق، ورَوى عنه أيوب من شيوخه، والثوري من أقرانه، وابن المبارك ... وخَلْق، قال العجلي: ثقة صالح، وقال النسائي: ثقة مأمون، وضَعَّفه ابن معين في حديثه عن ثابت، تُوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
5.عبدالرازق:
هو عبدالرازق بن همام الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني، أحد الأئمة الحُفَّاظ، رَوى عن ابن جريج وهشام بن حسان وثور بن يزيد وثور بن زيد ومعمر ومالك .... وخلائق، ورَوى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق الكوسج وعلي بن المديني ومحمد بن رافع ... وخَلْق، قال أحمد: "ومن سمِعَ منه بعدما ذهب بصره، فهو ضعيف السماع" وقال أيضًا: "لم أسمع منه في هذا شيئًا؛ ولكن كان رجلًا يعجبه أخبار الناس"، قال ابن عدي: "رحل إليه أئمة المسلمين وثقاتهم ولم نر بحديثه بأسًا، إلا أنهم نسبوه إلى التشيُّع"، قال ابن سعد: "مات سنة إحدى عشرة ومائتين عن خمس وثمانين سنة".
6.محمود:
هو محمود بن غَيلان العدوي، مولاهم أبو أحمد المروزي، الحافظ، رَوى عن ابن عيينة، والفضل بن موسى وأبي معاوية ... وخَلْق، ورَوى عنه البخاري ومسلم والترمذي، ووَثَّقه النسائي، قال أحمد بن حنبل: صاحب سنة، وقال البخاري: مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
7. يحيى:
هو يحيى بن موسى بن عبدربِّه البلخي، رَوى عن الوليد بن مسلم ووكيع ويزيد بن هارون وغيرهم، ورَوى عنه البخاري والترمذي والنسائي ومحمد بن إسحاق السراج، وقال: ثقة مأمون، مات سنة أربعين ومائتين.
[1] انظر ميزان الاعتدال، ج1، ص 2.
[2] المَوْضُوعَات: الأحاديث الموضوعة.
[3] زائدٌ على العَقْد من واحدٍ إلى ثلاثة، وما كان من ثلاثة إلى تسعة فهو بِضْعٌ.
[4] الطبقة من نقاد الرجال: الطبقة في اصطلاح المحدثين: عبارة عن جماعة متعاصرين اشتركوا في السن أو تقاربوا فيه أو اشتركوا في الأخذ عن المشايخ.
[5] انظر منهجه فى النقد فى كتاب (أعلام المحديثين) لأَخِينا العلامة الدكتور محمد أبو شَهْبَة ص 114- 115، و وَازِن بين ما قال عنه هنا وما رُوى عنه فى ص 108 صُلبًا وحاشية ...
[6] مَناكير: جمع مَنْكُور وهو المجهول.
[7] انظر الأعلام للزركلى، ج 5، ص 196.
[8] الطبقة من نقاد الرجال: الطبقة في اصطلاح المحدثين: عبارة عن جماعة متعاصرين اشتركوا في السن أو تقاربوا فيه أو اشتركوا في الأخذ عن المشايخ.
[9] مَوْلَى فُلَان: في اصطلاح المحدثين: وصف للراوي يدل على كونه مُعتَقًا ولو كان العتق لأجدادهم وإن بعدوا، مِن قِبَل من يُنسَب إليهم، وكان جده يسار عربيًّا مسيحيًّا وأُعتق بعد اعتناقه الإسلام.
[10] الحافظ: هو من حفظ مائة ألف حديث متنًا وإسنادًا ووعى ما يحتاج إليه؛ بتصرف واختصار.
[11] ذَبَّ عَنْهُ: دَفَعَ عَنْهُ وَحامَى.
[12] أفْرَدَ بالأمْرِ: كان فيه فَرْدًا لا نظير له.
[13] الأقران هم مَنْ تماثَلُوا أو تقاربُوا في السند؛ يعني: الأخذ عن الشيوخِ، وكذا في السن.
[14] مدينة قرب طهران بإيران.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|