08-07-2023
|
08-07-2023
|
#2
|


بر الوالدين :
كفى ببر الوالدين فضلاً أن قرن المولى جل وعلا هذه المكانة بأهم حق لله تعالى على عباده على الإطلاق، ألا وهو حق التوحيد إذ قال تعالى: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ،وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)) .
بر الوالدين سبب في دخول الجنة ، في صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة)) .
إن هذا الموضوع رسالة لنا جميعا وخصوصا لبعض شبابنا وأبنائنا ممن غاب عنهم العلم والوعي فقدموا من الأمور ماليس فرضا أو ماهو ضار أحيانا على ماهو فرض وواجب .
بر الوالدين من خير ما تقرب به المتقربون ، وتسابق فيه المتسابقون ، وهو من أحب الأعمال إلى الله وأفضلها بعد الصلاة ، سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قيل ثم أي قال : بر الوالدين ، قيل : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " رواه البخاري ومسلم .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبا بعك على الهجرة والجهاد ابتغي الأجر من الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : فهل من والديك احد حي ؟ قال : نعم بل كلاهما فقال صلى الله عيه وسلم : أتبتغي الأجر من الله ؟ قال نعم قال : فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما ،، أخرجه الشيخان
لقد أكثر العلماء في الحديث عن بر الوالدين عن مكانته ومن ذلك ما كتبه العلامة ابن الجوزي رحمه الله في كتابه بر الوالدين حيث قال رحمه الله : أما بعد فإني رأيت شبيبةً من أهل زماننا لا يلتفتون إلى بر الوالدين ، ولا يرونه لازماً لزوم الدين ، يرفعون أصواتهم على الآباء والأمهات ، وكأنهم لا يعتقدون طاعتهم من الواجبات ، يقطعون الأرحام التي أمر الله بوصلها في الذكر ، ونهى عن قطعها بأبلغ الزجر ، وربما قابلوها بالهجر والجهر ، إلى أن قال:
وليعلم البار بالوالدين انه مهما بالغ في برهما لم يف بشكرهما ، عن زرعة بن إبراهيم أن رجلاً أتى عمر رضي الله عنه فقال : إن لي أماً بلغ بها الكبر وأنها لا تقضي حاجتها إلا ظهري مطية لها ، وأوضئها وأصرف وجهي عنها فهل أديت حقها ؟ قال : لا ، قال : أليس قد حملتها على ظهري وحبست نفسي عليها ؟ فقال عمر رضي الله عنه : إنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك ، وأنت تتمنى فراقها .
وجاء رجل إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال : حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك أتراني جزيتها . قال : لا ولا طلقة واحدة .
ثم قال رحمه الله : وبرها يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور ، وتقديم أمرهما على فعل النافلة ، والاجتناب لما نهيا عنه ، والإنفاق عليهما ، والتوخي لشهواتهما ، والمبالغة في خدمتهما ، واستعمال الأدب والمهيبة لهما ، فلا يرفع الولد صوته ، ولا يحدق إليهما ، ولا يدعوهما باسمهما ، ويمشي ورائهما ، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما .
فيا من أنعم الله عليه ببر والديه ، هنيئاً لك تلك الثمرات ، التي جعلها المولى سبحانه للبارين بوالديهم في هذه الدنيا ومنها : سعة الرزق وطول العمر قال صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه " والحديث حسن بهذا اللفظ وأصله في الصحيحين .
إن بر الوالدين ليس مقصورا على الحياة فقط، فإن من تمام البر وكماله ، أن يبر الولد والديه حتى بعد موتها ، فيا من مات والده أو أحدهما ، وقد قصر ببرهما في حياتهما ، وندم على ما فرط تجاههما ، اعلم أن باب الإحسان مفتوح فتدارك العمر قبل فوات الروح . عليك بالدعاء لهما ، والصدقة عنهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، و إكرام صديقهما
وقرابتهما و إنفاذ عهدهما ، فإن هذه الأعمال مما ينتفع بها الوالدان بعد موتهما ، أخرج الإمام أحمد رحمه الله عن أبي سيد بن مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمه فقال : يا رسول الله ، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما . قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، الصلاة عليهما ( أي : الدعاء لهما ) ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما .
يا من أبكى والديه وأحزنهما ، ويا من شق عليهما وآلمهما ، إنهما والداك مضت أيامهما وانقضى شبابهما وبدا لك مشيبهما ، وقفا على عتبة الدنيا وهم ينتظران منك قلبا رقيقا ، وبرا عظيما ، فطوبى لمن أحسن إليهما ، ولم يسيء لهما طوبى لمن أضحكهما ولم يبكهما ، هنيئا لمن اعزهما ولم يذلهما ، ويا سعادة من أكرمهما ولم يهنهما ، طوبى لمن نظر إليهما نظرة رحمة وود وإحسان ، وتذكر ما كان منهما من بر وعطف وحنان ، طوبى لمن شمر عن ساعد الجد في برهما ، فما خرجا من الدنيا إلا وقد كتب الله له رضاهما .
اللهم ياحي ياقيوم أسألك بكل اسم هو لك ياذا الجلال والإكرام يارب يا الله :
أن تغفر لوالدي وترحمهما وأن تفسح لهما في قبريهما
وأن تجعلهما روضتين من رياض الجنة
وأن تنور عليهما فيهما
وأن تجمعنا بهم ووالديهم واهلينا وإخواننا في الفردوس الأعلى
وان تعيننا على برهما .
إنك جواد كريم .
ووالديكم والمسلمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
انتهى .
الاثنين 24 / 12 / 1429 هــ .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-07-2023
|
#3
|
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
_ شُكرًا لجهُودك وعطَائك الدّائم
دَام فَيضُ إبدَاعك .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-07-2023
|
#4
|
/
سَلمت عَلى رُوعة الطَرح ،
لاَ حرَمنا الله مِن إبدَاعك ،
يَعطيك العَافية .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-07-2023
|
#5
|

يسعدني ويشرفني مرووركم العطر
لكم مني اجمل باقات الشكر والتقدير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-07-2023
|
#6
|
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الكلمات الدلالية (Tags)
|
!!, لحياة, الله, الحزن, الوالدين, رحلة, علي, عليهما, عام, نمضي, وقفة  |
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:40 PM
| | | | | |