جوهر العبادة.. العبادة فى الإسلام
العبادة فى الشريعة الإسلامية
هى الهدف الأساسى من خلق الإنسان،
وقد خلق الله الإنسان ليعمر الأرض
ويصلح فيها ويعبد الله حق العبادة،
لذلك كان يرسل الله تعالى أنبياءه
ورسله لكى يذكروا الناس من
حين إلى أخر بالخالق وحقه فى العبادة
وطريقتها وخصائصها.
يقول الله تعالي:
«وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»
(سورة الذاريات: 65)
والعبادة تشمل كل الأعمال الصالحة
التى يحبها الله تبارك وتعالي،
وكذلك حب الله والرسول والصالحين،
ومعاملة الناس معاملة حسنة،
مما يجعل الإنسان المسلم فى
عبادة طوال حياته وفى جميع تصرفاته
كما جاء فى القرآن الكريم:
«قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِى لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»
(سورة الأنعام 162-163)
والعبادة فى الإسلام
حق واجب من حقوق الله تعالى
على عباده؛ يقول مُعَاذٍ رضى الله عنه:
كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ،
فَقَالَ: «يَا مُعَاذ؛ هَلْ تَدْرِى حَقَّ اللَّهِ
عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟».
قلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ!
قالَ: «فإنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ:
أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ:
أَنْ لا يُعَذبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛
أَفلا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟
قَالَ: «لا تُبَشِّرْهُمْ فيَتَّكِلوا»
(رواه البخارى ومسلم).
ولعبادة الله أعظم الأثر فى صلاح
الفرد والمجتمع والكون كله،
فأما أثر العبادة على الكون
وعلى البشرية عامة
فهى سبب نظام الكون وصلاحه،
وسبيل سعادة الإنسان ورفعته
فى الدنيا والآخرة،
وكلما كان الناس أقرب إلى العبادة
كان الكون أقرب إلى الصلاح،
والعكس بالعكس- وما يزال
عبدى يتقرب إلى بالنوافل
حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه
الذى يسمع به وبصره الذى يبصر
به ويده التى يبطش بها ورجله
التى يمشى عليها)، وما من عبادة
إلا وقد رتب الشرع عليها آثارا
على العبد فى حياته وهذه الآثار
تختلف باختلاف العبادة،
فالعمل الصالح سبب للحياة الطيبة ،
والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر،
والصوم نتيجته التقوى ،
والزكاة تطهير للنفس وتزكية،
والعبادة سبب للرخاء
الاقتصادى واستنزال رحمات الله
وبركاته على البلاد والعباد،
قال تعالي:
«ولو أن أهل القرى آمنوا
واتقوا لفتحنا عليهم بركات
من السماء والأرض»
(الأعراف:69).
ولن يذوق طعم الإيمان
إلا من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
ورسولا وبالعبادة تسمو الروح
وتزكو النفس وتحسن الأخلاق
ومن وجد أثر العبادة عليه
فليحمد الله على توفيقه.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــــان كريــــــــم
الدكتــور علـــى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|