يعيش المسلمون هذه الأيام موسم حج هذا العام، فيما تتكثف اهتمامات وجهود المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً على إدارة وتسيير واحدة من أكبر المناسبات في العالم. حيث الملايين من الحجاج يؤدون مناسكهم في مكان ووقت واحد.
هذه المناسبة الاستثنائية أكسبت المملكة بلا شك خبرة عالمية غير عادية في إدارة وتسيير الحشود والجموع من الحجاج في مناسبة بهذا الحجم والأهمية وفي مكان ووقت محددين. الأمر الذي مكّن المسؤولين عن الحج سواء في وزارة الحج والعمرة أو في بقية الوزارات والهيئات على اختلاف مواقعهم وقطاعاتهم من مواكبة سريعة من التحديثات المستمرة للإجراءات والعمليات والخدمات والتوسعات الميدانية والتطبيقات الرقمية.
لكن الخبرة والمعرفة التي يكتسبها القائمون على الحج ليست هي التي لدى الحجاج، فحجاج هذا العام ليسوا هم حجاج العام الماضي، وحجاج العام القادم ليسوا هم حجاج هذا العام، وهذا يعني أن القائمين على الحج سيعيدون ويكررون جهودهم كل عام من جديد ومن نقطة الصفر تقريباً نظراً لتغير الحجاج في كل عام، فالحاج مكلف شرعاً بالحج مرة واحدة، كما أن تكاليف الحج ليست سهلة و ميسرة للكثير من الحجاج، وهذا ربما ما يفسّر وجود صناديق ادخارية إسلامية في بعض الدول الإسلامية لتوفير مبلغ تكاليف الحاج.
ليس سهلاً أن تعمل على وعي جموع الحجاج القادمين من خلفيات لغوية وثقافية واجتماعية مختلفة، مهما امتلكت من خبرة ومعرفة، وهذا يتطلب العمل على المشتركات بين الحجاج السابقين والجدد من خلال الجهات الرسمية المسؤولة عن الحج في بلدانهم. حتى لا تتكرر أخطاء يجب أن يتم تجاوزها وأن تكون دروساً من الماضي.
عبد اللطيف الضويحي
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مثلي قليل على المشاركة المفيدة: