يسأل بعض الأحبة من المقتنعين بالتطور بتقدير الله تعالى، لماذا لا نقبل بنظرية التطور مع العلم أن كثيراً من الباحثين يؤكدون أن التطور أصبح "حقيقة علمية" ولماذا لا نحاول فهم آيات الخلق في القرآن بما يتفق مع هذه النظرية؟ وإذا كانت نظرية الخلق المباشر للكائنات صحيحة، فما هي أدلتها من العلم ومن القرآن؟
نقول: إن الذي يدرس نظرية التطور ويتعمق فيها يجد أنها مجرد فرضية تمثل وجهة نظر، وأن جميع الأدلة العلمية تؤكد خطأ هذه النظرية، ويكفي أن نقول: حتى الآن لم يستطع أحد من علماء التطور أن يأتي بدليل علمي يقيني على حدوث تطور بين الأجناس المختلفة.
هل هناك إمكانية لحدوث تطور؟
السؤال الذي أفكر فيه دائماً حول نظرية التطور، إذا كان التطور قد أصبح حقيقة يقينية كما يدعي بعض العلماء، فلماذا لا تحوي هذه النظرية أي قانون؟ فالقوانين الموجودة في النظرية هي مجرد افتراضات: اصطفاء طبيعي – طفرات... وهكذا القوانين الوحيدة التي تحويها هذه النظرية هي قوانين الوراثة وهي قوانين بعيدة تماماً عن التطور.
هل يستطيع علماء التطور أن يحسبوا لنا عدد الطفرات اللازم لنشوء مخلوق جديد؟ وهل يمكن أن يحسبوا لنا الزمن اللازم لحدوث هذه الطفرات الوراثية اللازمة لإنتاج كائن جديد من كائن قديم؟ وهل بالفعل يمكن حدوث هذه الطفرات مع مرور ملايين السنين؟
إنني أتوقع أنه لا توجد إمكانية أصلاً لحدوث مثل هذه الطفرات.. لأن المبدأ الذي وضعه داروين مبدأ باطل، وما بُني على باطل فهو باطل. إذ أن حدوث طفرات وراثية في جينات كائن ما مهما حدثت لن تؤدي لنشوء كائن جديد.. وبالتالي بناء النظرية خاطئ.
وسوف نضر مثلاً بسيطاً على الإنسان الذي يعتقدون أنه تطور ونشأ من كائن آخر (طبعاً كانوا يقولون إن الإنسان تطور عن قرد.. ولكن بعد أبحاث الجينات ثبت عدم إمكانية ذلك، فقالوا إن الإنسان والقرد تطورا من سلف مشترك.. ما هو ، وكم من الزمن مرّ، وما هي السلالة التي تطور منها... كل هذا غير معلوم حتى الآن.. هناك فرضيات فقط).
لنفرض جدلاً أن الإنسان تطور عن كائن آخر.. كم طفرة حدثت في هذا الكائن حتى أصبح إنساناً عاقلاً؟ لابد أن هناك ملايين الطفرات التي حدثت بشكل منظم وليس عشوائياً.. ولكن إذا حدثت هذه الطفرات فكم من الوقت سوف تستغرق.. إنني أتصور أن عمر الكون لا يكفي لحدوث مثل هذه الطفرات.. وعلماء التطور لن يستطيعوا إثبات العكس!
كذلك من الناحية الوراثية أقول إنه لا توجد إمكانية عملية لحدوث عدد هائل من الطفرات عبر ملايين السنين.. لأن ذلك سوف يعني وجود ملايين المخلوقات بين الإنسان والكائن الذي تطور منه.. وهذا غير موجود في عالم الواقع.
منذ البداية أدرك داروين أن نظريته غير دقيقة، حيث إن كل طفرة سوف تغير صفة ما في السلالة الجديدة.. وهكذا سوف يكون لدينا مليون مخلوق شبيه بالإنسان قبل نشوء الإنسان مثلاً!! فأين هذه الملايين من الأناسي؟؟ إن كل ما تم العثور عليه حتى الآن من بقايا عظام وجماجم كلها تعود إما لقرود أو لبشر..
حتى الآن لا يستطيع علماء التطور قياس الطفرات اللازمة لنشوء جنس جديد أو نوع جديد من الكائنات.. ولا يستطيعون حساب الزمن اللازم لنشوء هذا النوع... وبالتالي أين الحقائق العلمية التي يتحدثون عنها؟
كذلك لا توجد أي تجربة علمية أثبتت التطور حتى الآن.. كل ما يُجرى من تجارب تدخل في علم الهندسة الوراثية أو هندسة الجينات، وهذه لها قوانينها وقياساتها، وقد تمكن العلماء بالفعل من قياس الزمن اللازم لحدوث الطفرات بشكل تلقائي في أي كائن.. ولكن هذه الطفرات معظمها طفرات محايدة ولا تؤثر كثيراً على الأجيال الجديدة.. ولا تستطيع هذه الطفرات أن تنتج كائناً جديداً.
لذلك يجب أن نعلم بأن كلام الله تعالى هو أساس أي نظرية نريد بناءها.. قال تعالى: (وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ) [النحل: 101].. فهو أعلم بخلقه وأعلم بالطريقة التي ينزل بها آيات كتابه ولو كان التطور صحيحاً لأشار القرآن إليه صراحة.. فالقرآن كتاب بيّن واضح مفصل، وليس كتاب ألغاز أو طلاسم!
ولكن السؤال المهم: هل خلق الله كل كائن حي بشكل منفصل ومباشرة من عناصر الأرض؟ وما هي الأدلة من العلم ومن كتاب الله تبارك وتعالى؟
لكي نفهم التطور المزعوم يجب أن نأتي بمثال لتخيل هذه العملية التطورية، هل تتفق مع العلم؟
دعونا نتأمل المثال التالي:
إن أي جهاز كمبيوتر لا يمكن أن يعمل من دون برنامج تشغيل.. نعلم أن برنامج ويندوز مهمته تشغيل الكمبيوتر ويتضمن كافة المعلومات التي وضعها مصمم البرنامج لتلبية أهداف معينة. ولكن لو كان لدينا برنامج ويندوز 7 فمهما قمنا بتحديث هذا البرنامج فلن نحصل في النهاية إلا على البرنامج نفسه مع ميزات جديدة فقط أي ويندوز 7.. أي لن نحصل على برنامج ويندوز 8 لماذا؟
لأن تصميم النسخة 8 من البرنامج تختلف تماماً عن النسخة 7 وبالتالي لابد من حذف النسخة القديمة وتركيب النسخة الجديدة.. ومع أن قطع الكمبيوتر هي ذاتها إلا أن تغيير برنامج التشغيل أعطاناً مظهراً جديداً لشاشة الكمبيوتر وشكل الأيقونات وقائمة ابدأ... وغير ذلك.
إن إنتاج برنامج تشغيل جديد يحتاج لإجراء عملية برمجة جديدة، كذلك إنتاج كمبيوتر حديث يحتاج لتصميم جديد ومستقل، ولا يمكن تطوير البرامج أو الكمبيوترات القديمة.. بل يقوم المصممون بتصميم برامج وأجهزة جديدة.. وهذا هو المنطق العلمي..فأنت تعلم عزيزي القارئ أنك إذا أردتَ تحديث برنامج التشغيل لديك على الكمبيوتر من 7 إلى 8 عليك حذف البرنامج القديم وتنصيب برنامج جديد لتتمكن من العمل على البرنامج الجديد.. وإذا أردتَ أن تحدث جهازك فعليك أن تشتري واحداً جديداً بمواصفات أحدث، وهذا ما يعلمه كل واحد منا.. فلماذا نريد أن تتوالد الكائنات من بعضها وتعطينا مخلوقات أكثر ذكاء أو أكثر تعقيداً وبمواصفات جديدة دون الحاجة لتغيير المخلوق واستبداله بمخلوق آخر، أي تصنيع مخلوق جديد!!
وبالتالي فإن عملية تصميم مخلوق جديد ولو كان شبيهاً إلى حد ما بمخلوق سابق، إلا أنه لا يمكن تطويره (أو تحديثه) مهما فعلنا لأنه سينتج لدينا نفس المخلوق ولكن بشكل معدل قليلاً.. تماماً مثل ما يحدث في عالم الطيور... يبقى الحمام حماماً مهما تغير شكله ولونه وحجم منقاره وطريقة تكيفه مع البيئة وألوانه.... يبقى في النهاية عبارة عن حمام... لن يتحول إلى طير جارح مثل الصقر مهما حدث من تغيرات في جيناته.
فإذا كان هناك طائر بمواصفات جديدة مثل الصقر، فلا بد أن هناك برنامج تشغيل جديد مختلف تماماً عن القديم وتم وضع دفعة واحدة وليس بالتدريج... وكما قلنا فإن مصمم برنامج ويندوز 7 لن يستطيع أن يقدم نسخة مختلفة تماماً من حيث التصميم أي يعطينا برنامج ويندوز 8 بمجرد إجراء تحديثات متتالية للبرنامج ولو أجرى ملايين التحديثات... لن يحصل على برنامج تشغيل جديد يشبه الويندوز 10 ... لابد من برمجة جديدة.. وهذا يعرفه المبرمجون ولا يحتاج لإثبات علمي.
إذاً المنطق العلمي يفرض أن يتم وضع برنامج تشغيل جديد لكل كائن جديد! ويجب أن يتم وضع هذا البرنامج دفعة واحدة وليس بالتدريج أو عبر ملايين السنين... فإذا كان هذا التصور صحيحاً فهذا يعني أن التطور لم يحدث على الإطلاق.. ومن الخطأ أن نقول إن القرآن يشير إلى التطور.
فإذا اقتنعنا أن الله تعالى هو من يقوم بوضع برنامج التشغيل الخاص بكل كائن حي.. فهل يأتي بمخلوق ما لديه برنامج تشغيل جاهز، فيقوم الخالق عزّ وجل بنزع البرنامج القديم ووضع برنامج جديد يناسب الكائن الجديد.. هل الله بحاجة لذلك؟
لو كان هذا الكلام صحيحاً إذا لا يمكن أن يعبر عن هذه العملية بالخلق بل بالجعل أو التطور أو التغير أو أي تعبير آخر.. لأن هذه العملية ليس خلقاً.. طبعاً كل آيات القرآن تؤكد أن الله تعالى خلق الكائنات خلقاً وليس بالتطور أو بالتحول أو التغير... قال تعالى: (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد: 16].
آية رائعة تؤكد الخلق المباشر
الله تعالى يقول: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة: 7]. هذه الآية تؤكد أن الله تعالى قد أحسن خلق كل شيء وبدأ خلق الإنسان من الطين.. لم يقل (جعل) بل قال (خلق) لأن الجعل تعني التحويل من شكل لآخر، ولكن الخلق للإنسان هو إيجاد شيء جديد من الطين أو الماء أو عناصر الأرض.
هل يمكن أن نأتي بعبارة أخرى تحل محل هذه العبارة؟ أي لو كان التطور صحيحاً والآية تعني أن الله تعالى خلق كل شيء في الأرض.. وبدأ خلق الخلية الأولى من الطين ثم تطورت حتى ظهر النبات ثم ظهرت الأسماك ثم الحيوانات والطيور... إلى أن ظهر الإنسان..
الآن لو قلنا (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النبات من طين) هل هذه العبارة صحيحة حسب التطور؟ نعم ، ولو قال: (وبدأ خلق الطيور من طين) أيضاً هذا صحيح لو كان التطور صحيحاً.. كذلك لو كان التطور صحيحاً يمكن أن نستبدل الآية بعبارة أخرى مثلاً (وبدأ خلق الحيتان من طين)... وهكذا فإنه يمكننا أن نبدل كلمة مكان كلمة ولا يضر بالمعنى.. وهذا يخالف قوله تعالى: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. فالقرآن كما نعلم جميعاً كلام الله، ولا يمكن لبشر أن يأتي بكلمة ويضعها مكان كلمة ويبقى المعنى صحيحاً، فلا يمكن إبدال كلمة بأخرى.
أي أن نظرية التطور لو كانت صحيحة فإن صياغة الآية بهذا الشكل (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) غير دقيق علمياً، فلماذا يخص الإنسان بالذات بهذا الخلق من الطين؟ إن هذه الآية لتشهد على أن الله قد خلق جميع المخلوقات قبل الإنسان ثم بدأ بخلق هذا الإنسان خلقاً مباشراً من الطين..
من الناحية العلمية كم يتطلب الوقت لإحدات عدد هائل من الطفرات الجينية لكائن حي حتى يتحول لكائن جديد بمواصفات جديدة مثل هذه السمكة الطائرة، كيف تطورت لديها القدرة على الطيران لأكثر من 200 متراً في الهواء؟ وكم من الزمن تطلبت هذه الأجنحة لتتطور وكم تطلبت من معلومات جديدة لوضعها في دماغ هذه السمكة لتتمكن من استعمال أجنحتها... سوف يحتاج مئات الملايين من السنين على أقل تقدير.. وإذا كان التطور حقيقة علمية فليقم علماء التطور بحساب هذا الزمن.. وطبعاً لم ولن يستطيعوا، لسبب بسيط وهو أن التطور لم يحدث أبداً إنما خلق الله تعالى هذه الأنواع خلقاً مباشراً من دون الحاجة لملايين السنين!
استحالة حدوث التطور علمياً
من الناحية العلمية يستحيل إحداث طفرات جينية متدرجة لإنتاج كائن جديد.. مثلاً الأسماك التي تعيش في الماء تطورت إلى زواحف على اليابسة.. لو قمنا بمقارنة الزواحف بالأسماك سوف نجد آلاف الطفرات الجينية التي حدثت في خلايا الأسماك حتى تطورت إلى زواحف... والسؤال: كيف يمكن أن تنمو للأسماك أرجل بدلاً من الزعانف، وهي في الماء؟ إذاً لابد أن تنمو هذه الأرجل في اليابسة..
ولكن دقيقة! كيف انتقلت الأسماك إلى اليابسة من دون تطور جهاز التنفس لديها ليتناسب مع الهواء بدلاً من الماء... فإذا تطور هذا الجهاز التنفسي في الماء فهذا مستحيل لأنها ستموت.. ولو تطور هذا الجهاز التنفسي على اليابسة ستموت أيضاً لأنه لا يمكنها الخروج إلى اليابسة إلا بعد امتلاكها لجهاز تنفس "هوائي"...
أين تطور جلد السمكة ليناسب الحياة البرية.. هل حدث هذا في الماء؟ طبعاً مستحيل لأنها لن تتمكن من العيش بجلد غير جلدها لفترات طويلة، لاسيما أن التطور يقول بأن العملية تتم عبر ملايين السنين..
هناك شيء اسمه الانفجار الكامبري الذي أنتج عدد هائل من الكائنات الجديدة التي ظهرت لأول مرة وخلال زمن قصير نسبياً.. كيف استطاعت هذه المخلوقات أن تتطور من بعضها بهذه السرعة الفائقة وإحداث هذا التنوع الهائل دفعة واحدة... إن التنوع الذي ظهر في العصر الكامبري حسب قوانين التطور، سوف يتطلب مئات الملايين من السنين حتى يحدث... ولكن الكائنات جاءت دفعة واحدة وخلال عدة ملايين من السنين فقط.
مراحل خلق سيدنا آدم
دعونا نتأمل المراحل التي مر بها الإنسان حسب القرآن:
المرحلة الأولى: قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة: 7]. هذه الآية تتألف من قسمين القسم الأول (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) وهذا القسم يتضمن خلق الكائنات الحية قبل الإنسان.. ولا يمكن أن يتحدث فقط عن خلق السموات والأرض كما يعتقد البعض، لأن الآيات الستة الأولى من سورة السجدة تناولت قصة خلق السموات والأرض وما بينهما.. وليس من المنطقي أن يتكرر الكلام هنا، لذلك فإن قوله تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) تعني خلق السموات والأرض والجبال والبحار... وكذلك الكائنات الحية من نبات وطيور وأسماك وحيوانات وحشرات...
القسم الثاني من الآية تناول خلق الإنسان: قال تعالى: (وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) أي أن الله تعالى بعدما خلق الكائنات الحية على اختلاف أنواعها بدأ خلق الإنسان من طين خلقاً مباشراً مستقلاً.. ولو كان الإنسان قد نتج عن التطور من مخلوق سابق فليس لهذه الآية معنى بهذه الصيغة، كان الأفضل أن يقول: وجعل بدلاً من خلق، بل أكد على حقيقة الخلق المباشر من خلال قوله (بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ) أي أن الإنسان لم يكن موجوداً ولا بأي شكل من الأشكال.. فأوجده الله تعالى بشكل مستقل.
المرحلة الثانية: ولكن خلق الإنسان لا يعني أنه أصبخ بشراً عاقلاً سميعاً بصيراً... بل الخلق هو التكوين الأولي للإنسان وإعطائه الشكل المناسب الذي أراده الله تعالى. هذا الشكل الطيني يحتاج لمعلومات حتى يتمكن من الحركة والتكاثر والعيش.. ولذلك قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) [السجدة: 8]... حتى الآن ليس هناك إنسان كامل، بل هناك بداية لخلق إنسان، وتقدير لنوع النسل (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ) أي تم وضع كل المعلومات وبرامج التشغيل اللازمة لحياة هذا الإنسان وتكاثره ونسله قبل نفخ الروح، أي لا يزال الإنسان غير مكتمل حتى هذه اللحظة.
المرحلة الثالثة: ولذلك قال تعالى في الآية التالية قال تعالى: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [السجدة: 9]. وهذه الآية فيها مراحل عدة..(ثُمَّ سَوَّاهُ) هنا تتم عملية التسوية والتشكيل وإعطاء الإنسان الصورة التي أرادها الله لنا نحن البشر. أي الشكل الخارجي.
قال تعالى: (وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) هنا تأتي أهم عملية في تكوين الإنسان وهي نفخ الروح، فمن دون هذه الروح لا يمكن أن يكون هناك إنسان.. ونظرية التطور لا تعترف بشيء اسمه الروح.. وهذا خطأ علمي، فكيف يمكن للإنسان أن يتمتع بكل هذه المواصفات من مشاعر وحب وكره وتعلم وإبداع وضحك وبكاء وتعلم ونطق واختراع وبناء وووو... ثم يقول أصحاب التطور إن نسبة التشابه بين الإنسان والقرد أكثر من 98 % !!!