وقفة محاسبة
وقفة محاسبة
يقول عبدالله بن وهب، وهو من أتباع التابعين:
أخذت على نفسي كلما اغتبْتُ إنسانًا أن أصومَ يومًا واحدًا، يقول: فاعتادتْ نفسي على الصيام؛ أي: أصبح الصومُ على نفسي شيئًا سهلًا، ومقدورًا عليه، يقول: فأخذت على نفسي كلما اغتبتُ إنسانًا أن أتصدَّقَ بدرهمٍ، يقول: فتركتُ الغيبة.
فتركَ هذه المعصيةَ بعدما جرَّبَ عدة وسائل، ووجد أن أنفعها إنفاق الدراهم؛ وذلك لأن المال عديل الروح، ويصعب إخراجه إلا على نفس ترجو ما عند الله.
والمقصد أن في المحاسبة تغييرًا للنفس من الحال الدنيئة التي تعيش فيها إلى حال رفيعة ومشرقة، تسمو بها إلى معالي الأمور وشريفها.
إن لم تحاسب هذه النفس، وتعد عليها زلَّاتها وأخطاءها، وَتَلُمْها على ذلك، فلن تتطوَّر ولن تُغيِّر من تلك النفس، وستظل في مكانك قابعًا، والصالحون والأخيار والتائبون يصلون إلى القمة، وأنت لا زلْتَ في القاع.
أخي المبارك، متى تحاسب نفسك؟ متى تقف مع نفسك وقفة الشريك لشريكه؟
هل ستقف مع نفسك عندما تغرغر؟ هل تُغيِّر من حالك عندما تُلَفُّ في الخرقة البيضاء، وتُوضَع في اللَّحْد؟ أم ستُطوِّر نفسك وتُغيِّرها حينما يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور؟
يقول الحسن البصري رحمه الله:
إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه؛ ما أردْتُ بكلمتي، ما أردْتُ بأكلتي، ما أردْتُ بحديث نفسي، وإن الفاجر يمضي قُدُمًا ما يعاتب نفسه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|