03-01-2020
|
03-01-2020
|
#2
|


والتفت السلطان بعد ذلك نحو الشرق، وكانت قد أثقلته الجزية السنوية التي كان يدفعها شاهات خوارزم للخطا البوذيين، وكانت تتوارد عليه في عاصمته الجرجانية رسائل سكان بلاد ما وراء النهر الخاضعين لنفوذ الخطـا تناشده كي يخلصهم من حكمهم، كما وعده عثمان سلطان سمرقند -سليل أحد فروع الإيلكخانية- منذ (604هـ=1207م) أن يدفع له ما كان يُؤدِّيه للخطا من أموال، بالإضافة إلى الخطبة والسكة، وصادفت هذه الدعوات هوى في نفس السلطان للظهور بمظهر الزعيم الإسلامي المحرر للمسلمين من نير حكامهم الوثنيين، وزاد من رغبته ما وصله من كجلك خان زعيم قبيلة النايمان Naiman المغولية يفصح له عن رغبته في خيانة الخطا الذين لجأ إليهم (605هـ=1208م) عند رفضه الخضوع لجنكيز خان، وعلى اقتسام أملاكهم مع السـلطان، ولذلك حين حضر سفير الخطا إلى الجرجانية (607هـ=1210م) وأغلظ في طلب الجزية ألقى به إلى ماء جيحون.
كان للنصر الذي أحرزه السلطان على الخطا رنة فرح في ممالكه، فأضاف إلى ألقابه لقب "الإسكندر الثاني" وحمل نقش خاتمه عبارة "ظل الله في الأرض"، ولما عاد إلى خوارزم زوَّج ابنته من عثمان سـلطان سـمرقند، وزالـت دولة الخطـا من الوجود، وأصـاب السـلطان من أمـلاكها "ما وراء النهر".
لم تُجْدِ حملة السلطان إلى بلاد القبجاق عبر سيحون شمالًا (606هـ=1209م) في حين نجحت حملته الثانية (613هـ=1216م) في الاستيلاء على مدينة "سغناق" -على مجرى سيحون الأوسط، وأمنت له السيطرة على جزء من شواطئه الشمالية، والمناطق المتاخمة لها، كما أتم له قواده بين (607 و614هـ=1210 و1217م)، إخضاع سائر أجزاء إيران، وقُرئت الخطبة باسمه على منابر عُمان.
وهكذا استطاع علاء الدين محمد خوارزم شاه أن يستولي على معظم إقليم خراسان، وقضى على دولة الخطا سنة (606هـ=1209م)، واستولى على بلاد ما وراء النهر، وأخضع لسلطانه مكران وكرمان والأقاليم الواقعة غربي نهر السند، وسيطر على ممتلكات الدولة الغورية في أفغانستان، فوصلت الدولة الخوارزمية بذلك إلى أقصى اتساعٍ لها وامتدَّت سلطة علاء الدين من شمال بحر قزوين وبحر آرال شمالًا إلى المحيط الهندي جنوبًا، ومن السند شرقًا إلى حدود العراق غربًا.
الدولة الخوارزمية في أقصى اتساع لها زمن علاء الدين خوارزم شاه
هجوم علاء الدين على بغداد
أدى اتساع أملاك دولة الخوارزميين وسلطانهم علاء الدين محمد إلى طمعه؛ حيث وجد أنَّ الوقـت قـد أضـحى مناسـبًا ليطلب من الخليفة العباسي الناصر (575-622هـ=1182-1225م) أن تكون الخطبة في بغداد باسمه، وكان في طلبه أشد إلحافًا من أبيه، وكان الناصر على شاكلة علاء الدين في الطموح والهمَّة وأيضًا في التآمر والخداع والقسوة، فرفض الناصر ذلك المطلب وكان لا يضيره لو وافق، ثم تمادى الناصر في ذلك فهجم بجيوشه على إقليم الجبال وهو من ضمن أملاك علاء الدين واحتله، فأدَّى هذا لاندلاع ثورة علاء الدين وبدأ صراعٌ طويلٌ بين الرجلين.
ولما لم يفضِ تبادل السفارات بين الطرفين سنة (614هـ=1207م) إلى نتيجة ادعى خوارزم شاه أن الخليفة قد سقط حقه في إمامة المسلمين، لعجزه عن حفظ الثغور، وشغبه على السلطان المدافع عن الإسلام والمسلمين، وأعلن اعتناقه للمذهب الشيعي، واستصدر فتوى من بعض رجال الدين تقول: إنَّ الخلافة من حقِّ أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب، وإنَّ آل العباس مغتصبون لها، وأسقط اسم الخليفة الناصر من الخطبة، ونادى بأحد أبناء علي بن أبي طالب خليفة.
|
|
|
03-01-2020
|
#3
|
سلمت يدآك على الطرح الجميل
بإنتظآر جديدك بشوق
الله يعطيك العآفية
|
|
|
03-01-2020
|
#4
|
كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
دمت بالف خير .
|
|
|
03-01-2020
|
#5
|
يملأُني الـسرور والـرضا كلما وجدت شيئاً من عطر آحرٌفك أمَآم عيني
ف لأنسكَآاب عطرك بصمه مُميزه ترسُم الـبهاءحُضور ,
كل الجمآال ب صحبتَك كآن لوحَة بهيَة .,
|
|
|
03-01-2020
|
#6
|
قمــة في الروعــه
و سطور غاية في الجمال والروعة
ابداع وتميز وذوق راقي
تســلم انـاملك
يسعدك ربي
ويحفظك من كل مكروه
ولايحرمنا من ابداعاتك
مودتي
|
|
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:46 AM
| | | | | |