لماذا أرسل الله لنا الأنبياء؟ ولماذا كان آدم وذريته خلفاء الله في أرضه؟

لماذا أرسل الله لنا الأنبياء ؟
وماهي أهم واجباتهم ولماذا جاء آدم وذريته ليكونوا خلفاء لله في أرضه؟ ولماذا عصى إبليس ربه برغم أنه طاووس الملائكة؟ هذه الأسئلة تدور في عقل كل مسلم (يتفكر في حال الإنسان الذي نزل للأرض بعد معصية آدم عليه السلام)، ولذلك احتاج لدور الأنبياء لكي يستكمل رسالته بمنهج وسلوك سليم، بعد أن اتهمت الملائكة البشر بأنهم سيفسدون في الأرض، ويسفكون الدماء فقال لهم الله، إني أعلم ما لا تعلمون، ومن هنا كانت رسالة البشر في الأرض عظيمة، ولكن للأنبياء دورًا كبيرًا ومهمًا في توجيههم، وتبليغهم الرسالة.

كيف أن رسالة الأنبياء
ضرورة أساسية للمجتمعات الإنسانية؟
يقول الدكتور محمود عبده نورالدين، رئيس قسم التاريخ والحضارة، بكلية اللغة العربية، بجامعة الأزهر، فرع أسيوط، في حلقات خاصة لـ(بوابة الأهرام)، كانت النبوة ضرورة أساسية للمجتمعات الإنسانية، ومنهجًا لله لعباده ذي صورتين، الفطرة السليمة والدين، الفطرة السليمة تؤدي مضمون الدين، ومن رحمة الله بعباده أنه لا يحاسب عليها حال عدم اقترانها بدين، وآدم وذريته خلفاء الله في أرضه بمقتضى منهجه لهم، كما أن إبليس عصى ربه استكبارًا وتعاليًا على آدم وتحداه في غوايته لعباده، إلا المخلصين منهم، فأعطاه الله ما طلب من الوقت والوسائل، وحمى عباده بأنه لم يجعل للشيطان سلطان عليهم. وأنزل عليهم المنهج الذي يقيهم شر الشيطان وشر أنفسهم، ويأخذ بهم إلى الفوز في الدنيا والآخرة، وهو الفطرة والدين، بواسطة الوحي والرسل والأنبياء.
إبليس تأخر في السجود فعصى،

أم أنه أبى واستكبر مباشرة
وكان من الكافرين؟
يقول الدكتور، عبده نور، اقتضت حكمة الله - تعالى - أن يجعل خليفة له في أرضه، وأعلم - سبحانه وتعالى - ذلك لملائكته، ورغم أن الملائكة ظنوا أن هذا الخليفة من شأنه الإفساد في الأرض وسفك الدماء لكنه تعالى أخبرهم أنه يعلم ما لا يعلمون، وعلمَ الملائكةُ حكمة الله في هذا الخليفة، فقد تعلم من ربه ما لم يعلمه الملائكة، وسجدوا له بأمر ربهم، إلا إبليس (أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ)، وآدم (كما ذكر بعض المفسرين)، هو الخليفة الذي استخلفه الله في الأرض، وذريته من بعده، وهو مخلوق ليعمرها ويعيش فيها ويتلقى المنهج من الله في(التكليف).
ولكن هل ترك آدم هكذا دون أن يوجد من يحاول أن يفسد عليه منهج الله؟ لا.. فقد جاء الشيطان ليفسد منهج الله في نفس آدم فيزين له أن يفعل ما نهاه الله عنه، وألا يفعل ما أمره الله به، والله يريد لخليفته في الأرض أن يتبع منهجه حتى يسعد في الدنيا والآخرة، ولذلك كان لابد أن يتم تدريب آدم بالتجربة العملية على ما سيحدث له إذا أطاع المنهج، وما سيحدث إذا عصاه. كان لابد أن يتلقى تدريباً عملياً في "افعل ولا تفعل"، فالمنهج لابد أن تأتى معه التجربة حتى يكون التطبيق صحيحاً. وهكذا استخلف الله آدم ووفر له كل مقومات الحياة في مكان أوجد له فيه كل ما يحتاج إليه من طعام وشراب ونعم، وذلك مصداقاً لقوله تعالى (إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَتَعْرَى)، وأطلق على هذا المكان لفظ جنة وحذر الله ــ تعالى ــ آدم من عدوه وهو إبليس، إذ قال ــ تعالى (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى)، ذلك أن عداوة إبليس ثابتة من الأصل، ويبيت النية، من باب الاستكبار والاستعلاء، بامتناعه عن تنفيذ أمر السجود لآدم، ثم بعد ذلك بما أظهره من نوايا وتحديه لخالقه ــ تعالى ــ بإضلال آدم وذريته من بعده، (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ)، والجنة التي عاش فيها آدم ليست هي جنة الخلد، لأن الحياة في جنة الخلد لا تأتى إلا بعد التكليف، فهي جزاء لا تباع منهج الله، وليست سابقة على هذا المنهج، كما أن جنة الآخرة - هي جنة الخلد - من يدخلها لا يخرج منها أبداً، وآدم مخلوق للأرض، كما قال العلماء.

هل هي وسوسة شيطان فقط؟
يقول د. نور، وهكذا أدخل الله ــ تعالى ــ آدم وزوجه هذا المكان المعد بكل وسائل الإعداد المادي والمعنوي وأمرهما ونهاهما، وعرفهما بعداء الشيطان لهما، ولكن الشيطان وسوس لهما وزين لهما فعل ما أُمرا بتركه (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)، (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)، (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)، ونتيجة للاستجابة لغواية الشيطان وعصيان الرحمن، طرد آدم وزوجه، وإبليس، من الجنة (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، والهدى هو المنهج الإلهي الذى اقتضته الحكمة الإلهية لهداية البشر. وهذا المنهج يتمثل فى صورتين: الفطرة والدين.

القواعد العلمية
هل هناك قواعد في علاقة البشر بخالقهم؟
الفطـرة: أما الفطرة فهي خطة يدرك بها البشر القواعد العامة – على الأقل – في علاقتهم بخالقهم وفيما بينهم من أطر التعامل، وهى تعني الدين القيم (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). الدين: وهو منهج يختلف قليلاً عن الفطرة في وسيلتها وتقنينها، فمن حيث الوسيلة لا يكون الدين إلا برسول أو نبي ووحي وكتب أو صحف .. الخ بعكس الفطرة، ومن حيث التقنين ينتظم الدين صور ومناهج العلاقات بين البشر وخالقهم وبيئتهم وبعضهم البعض ومآلهم … الخ.
ويقنن الدين شريعة ومنهاجاً لكل أمة من الأمم نزل فيها، تتفق مع طبيعتها، وتتسق مع ظروفها، وتتناسب مع أحوالها، وهذه الخطة – بصورتيها (الفطرة والدين) تدخل في إطار "الهدى" الذى وعده الله لآدم وذريته من بعده عند نقطة البداية في هذا التاريخ البشرى: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلّ وَلاَيَشْقَى) (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، ومن رحمة الله بعباده أنه ــ تعالى ــ لم يجعل عقوبة لمن خالف الفطرة السليمة وما تهدي إليه، (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)، إنما جعل ذلك لمن خالف الدين، ولم يلتزم بأوامره ويجتنب نواهيه... وإلى حلقة أخرى بإذن الله.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علــى

جزاك الله كل خير

كل الشكر لكم للطرح ايماني
انار الباري طريقكم واثابكم
دمتم بكل الود والمحبة
تحيتي وتقديري

الله يجزاك كل خير على مجهودك
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك
ننتظر جديدك القادم
لك كل الود

طرح راقي يستحق المتابعة
سلمت يمناك لا عدمناك
بانتظار جديدك بشوق
يعطيك العافية

أَثابَك الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,,
وَلَا حَرَمَك,,اجْر مَاقَدَّمَت وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا
دُمْت بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,