بين يديكَ
كيف أقصيكَ من ذاكرتي
وأنت نار تلسع البدن
وجمرات تتقد فوق الجسد
بين يديكَ
تسكُنني جنة
تهديني وجودك نقشة
مثل حناء
مثل فسيفساء
مثل موت أحفورة
تحكي حياة كانت
في تلك الغرفة الضيقة
لاأسمع فيها إلا أجراس تردد لحن وجعي
وصرخات تخترق سمعي
وأكف تدك ضلوعي بضربات تراقص نبض قلبي
والقلب أنهكه اللهاث وراء نور الحياة
ومازالوا يسقون أوردتي بفرات الأمل
وبين يديكَ تحتضني
تغسلني بعرقك المسموم
وتغرس أظافرك في صدري
لتلمم شتاتك في داخلي
ويداي أرهقها التلويح طلباً للنجاة
وأنت تخيط جذورك في مفرق رأسي
لتصبح غنياً بهمسك الساكن في تجاويف رأسي
غنياً بما تركتهُ عيناكَ من لهبٍ داخل أحداقي
غنياً بما غمستهُ من دنس عِشقك في مدائن طهري
بين يديكَ
أجلستني في محكمتك
أنتَ الجاني والقاضي
وأنا المجني عليها
والتي تدفع ضريبة بقاؤها بنهش جسدها
لتعلق أشلائي على رماحك وسهامك
مردداً
ماهوسركِ أيتها الودق؟
دوماً متقدمة بالخطوة
وكيف تتجددين دون المشيب
ومن الجمال بزيادة المزيد
وأنا المُستعمر لمساحات وجودك؟
ماالسر وراء غرورك ؟
لن أرحل عنك وإن رغبتِ بذلك !!
فذراعايَّ لكِ مفرودة
كجناحي طائر يهمُ بالرحيل
وقلبكِ من طرقاته يفتح عظام الصدر
بأوسع رحابه لأستوطنه
فأنا المنفرد بالتميز
حين منحتكِ عشقي وولائي لكِ
فأنت ِ
هذياني
وهلوستي
وإدماني
أحيا بك طليقاً كما أشاء
فهل أكون خائناً وأهجركِ
فأنتِ لي وأنا لكِ
فوجهك ِ مشرقاً بمرأتي
ومن ظلام ألمكِ
استردُ النور لقلبي
بين يديكَ
ياعاشقي
وإن كان في شهيقي وزفيري وجع
وأنتَ متشبعاً بفضاء وجودي
فناناً تشكيلياً تريد أن ترسمني بريشتك كيفما تشاء
وتُشكل ملامح أنكساراتي
وتُبدع في انحناء ظهري
لأكون أجمل لوحة في متحف انتصاراتك
فلتعلم
أنني سأقطع كل ورد تسري فيه
لأريق عشقك المجنون
وأودعكَ
بتلويحة يدٍ وهامه
وبكاء يسقي السحابة
تصبح غيمة
تُذيق الأرض ملحك
رثاءً لغيابي