زيتونة شرقية
زيتونة شرقية
قالَ لها :
أعلمُ أنكِ كنتِ هنا وهنا كان بيتُكِ
انظري ..
هذه آثارُ يدي تمهِّدُ عرشَكِ
وهنا دمائي تعانقُ زيتَكِ
وهناك .. هناك أرى بقايا ثوبكِ !!
آهٍ كم أنتِ شقيَّه
جرّدوكِ ثوبَ الطُّهرِ وقالوا أنتِ هكذا أجملْ
جففوا زيتَكِ .. بتروا عروقكِ
ثم قالوا هكذا أنتِ أكمَلْ
خلعوكِ من جذوركِ وقالوا أنتِ حُرّة
وزعموا أنّ حريتَهُم عمرُها أطولْ
خدعوكِ يا غبيّة
أطفَئوا سراجكِ وكسروا الزجاجةَ
وداسوا المشكاةَ فلم تعودي كما كنتِ بهيَّة
هي ...
لِمَ تصرخُ يا هذا ودمعُ العين منك يَسيلْ ؟
ألستَ من نزعَ العزّةَ عن جِلدِهِ واغتسلَ بضِلِّهِ ..
وفي غير ظِلي طابَ لهُ المَقيلْ ؟
ألستَ من قالَ أنهُ لم يعُد رحيقي يَرويهِ ..
ولا ثمَري من جوعٍ يُغنيهِ ..
ونفَّضَ آثارَ عرشي عن يديهِ وحكم عليَّ بالهلاكْ ؟
والان تأتيني باكيا كأنني الشيطانةُ وأنتَ الملاكْ !!
عُد يا هذا الى رُشدِك واستُر عوراتِكَ بثوبِ شرقِكَ
وعندها ... احرقني من جذوري اذا أنا لم أتبعْ خُطاكْ
|