(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 3 أسابيع
إيلاَن غير متواجد حالياً
k.s.a     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1178
 اشراقتي ♡ » May 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 6 ساعات (05:09 PM)
آبدآعاتي » 2,164,517
 تقييمآتي » 1304335
 حاليآ في » أنَا لِي مَكَان بَين النُّجوم♡♪
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه k.s.a
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » أرَقّ مِن زَهرَة قُطّن♡♪
آلعمر  » 26سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطة ♡
تم شكري »  659
شكرت » 511
مَزآجِي  »  I-love_K_drama
мч ммѕ ~
MMS ~
 
R9 - بائع الساعات !



/



في زاوية شارع ضيق منسي، بين مقهى قديم ومتجر عطارة، كان يقف محل صغير بواجهة خشبية باهتة مكتوب عليها بخط نحاسي:
"ساعات الخلود - نصلح الزمن ولا نبيعه"

نادراً ما يراه أحد مفتوحاً، لكن في ليلة ممطرة، وقفت "جنى" أمامه، تبحث عن مأوى من البرد… لتجد الباب مواربًا.

دخلت، ورائحة الخشب المعتق والمطر ترحّب بها.
عشرات الساعات تحيط بالجدران، كل واحدة تضرب توقيتها الخاص، كأن المكان لا يعرف الزمن الحقيقي.

خلف طاولة غريبة، جلس رجل مسن، نظر إليها دون أن يبتسم، وقال:
"جئتِ تبحثين عن وقت، أم عن لحظة ضائعة؟"

تفاجأت، لكنها شعرت بشيء داخلي يهزها، وقالت:
"عن لحظة... تمنّيت لو لم تمر."

هزّ رأسه، وأخرج ساعة جيب صغيرة، فضية، محفور عليها اسمها… "جنى"

"هذه لحظتك، ما تزال معلّقة… لكن كل شيء بثمن."

سألته:
"وما هو الثمن؟"

ردّ، دون تردد:
"ذكرى من أعزّ قلبك."

هنا… بدأت تختار:
تسترجع لحظة ندم، وتخسر ذكرى ضحكة والدها؟
تعيش لحظة حب لم تكتمل، وتنسى حضن أمها؟

كل خيار يغيّر مجرى حياتها، وكل ساعة في المحل… قصة إنسان.


---
الجزء الثاني: "ثمن اللحظة"

جنى وقفت وسط المحل، تراقب الساعات المتناثرة كأنها قلوب تنبض، كل واحدة منها تُخبر قصة، توقيت مختلف، مشاعر مختلفة.

اقتربت من الساعة الفضية اللي مدّها الرجل، ترددت…
ثم سألت بصوت خافت:
"ماذا يعني أن أفقد ذكرى من أعزّ قلبي؟"

ابتسم للمرة الأولى، بس ابتسامته كانت حزينة، وقال:
"يعني أن لا تتذكّري كيف كان شعور الأمان في حضن أمك، أو دفء صوت أبيك، أو ضحكة كنتِ تحتمين بها من العالم."

سقطت كلماته كالرصاص داخل قلبها، وكل الصور بدأت تمر في رأسها:
والدها المتوفى وهو يربّت على كتفها… أمها وهي تمشط شعرها في طفولتها… أختها وهي تضحك معها قبل النوم…

لكن داخلها كان هناك لحظة واحدة… مرّت ولم تتعافَ منها:
اللحظة التي خذلت فيها نفسها، وسكتت حين كان يجب أن تتكلم.

قالت بهدوء:
"أريد أن أعود إلى تلك اللحظة فقط، لا لأعيشها… بل لأغيرها."

نظر إليها بعينين زجاجيتين، ثم ضغط زرًا صغيرًا في خلف الساعة، وقال:
"خُذي… لديكِ دقيقة واحدة فقط، لا أكثر. إن غيرتِ ما يجب تغييره… ستعودين. إن لم تستطيعي… ستُحبسين في الزمن."

أغمضت عينيها… وعادت.

وجدت نفسها في غرفة صغيرة، عمرها كان أقل، والصوت من حولها مألوف… إنها لحظة فقدت فيها شجاعتها.
الموقف يتكرّر أمامها، الكلمات تُقال، وهي تتردّد…

لكن هذه المرة، وقفت، وتكلمت.
حمت نفسها… ودافعت عن من تُحب.

ومع آخر كلمة… شعرت بدفعة هواء باردة.

فتحت عينيها… وعادت للمحل.

لكن كل شيء كان قد تغيّر.
المحل خالٍ.
لا ساعات.
لا رجل عجوز.
فقط الساعة الفضية… على الطاولة.

أخذتها، وخرجت.

منذ ذلك اليوم، كانت جنى مختلفة.
أقوى، أهدأ، وأخفّ ألمًا.

لكنها، رغم ذلك…
كلّما مرّت أمام المحل القديم، تسمع خفوتًا يشبه "دقّة ساعة لا تُخطئ"
وهمسة تقول لها:

"أحيانًا، نحتاج أن نخسر شيئًا صغيرًا… لنربح أنفسنا من جديد."
.............

الجزء الثالث: "الساعة التي لا تنكسر"

مرت سنوات بعد تلك الليلة…
جنى أصبحت مختلفة… لم تعد تخاف من صوتها، أو من المواجهة، أو من ذكرياتها.
لكن في أعماقها، ظلت هناك غصة… سؤال لا يغادرها:

"من كان ذلك الرجل؟ وكيف اختفى كل شيء؟"

وفي إحدى الأمسيات، وبينما كانت ترتّب خزانة قديمة ورثتها عن جدها، وجدت صندوقًا خشبيًا صغيرًا. فتحته… فوجدت فيه شيئًا جعل الدم يتجمّد في عروقها:

ساعة فضية… تشبه تمامًا تلك التي كانت في المحل.
لكنها هذه المرة، محفور على ظهرها:

"كل ثانية تُغيرك… فاختر لحظتك بحكمة."

أخذت الساعة، وفجأة… دقّت.

دقّة واحدة فقط.

وفي المرآة خلفها، انعكست صورة رجل عجوز، يقف في الظل… بابتسامة خفيفة، وعينين تقولان:
"أوفيتِ بالعهد… والوقت الآن لكِ وحدك."

التفتت بسرعة…
لم يكن هناك أحد.

لكن جنى عرفت الحقيقة:

ذلك المحل لم يكن مكانًا… بل لحظة.
والرجل لم يكن بائع ساعات… بل بائع اختيارات.

منذ ذلك الحين، أصبحت الساعة معها دومًا. لا تفارقها.
لا تعمل بالوقت، ولا بالدقائق.

بل تنبض كلما اقتربت جنى من قرار يغيّر حياتها.

وحين تسألها ابنتها الصغيرة اليوم:
"ماما، ليه تحبي الساعة هذي كثير؟"
تضحك وتقول:
"لأنها الوحيدة اللي ما بتكسر… مهما كسرني الوقت."

النهاية…؟
ربما…
أو ربما، هذه مجرد بداية لساعة جديدة… تنتظر من يملك الشجاعة ليدقّ بابها.




رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ إيلاَن على المشاركة المفيدة:
 (منذ 3 أسابيع),  (منذ 3 أسابيع),  (منذ 3 أسابيع),  (منذ 3 أسابيع),  (منذ 3 أسابيع)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بائع ورد رحيل ♬ خوَاطـر الكَلمـة ♬ 29 منذ 3 أسابيع 07:51 AM
قصة الملك و بائع الحكمة,بائع الحكمة,قصة,قصة بائع الحكمة,قصة الملك,الملك و بائع الحكمة,قصة معبرة البرنس مديح آل قطب ۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ 32 05-02-2025 11:53 AM
صمت الساعات ..! نساي! ✯ قَطرآت النّثر خوَاطر + أشعَار - بقلم العضُو سبق نَشره ✯ 23 01-24-2025 07:21 AM
بائع الشرقيات دره العشق ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 14 07-25-2024 06:58 PM


الساعة الآن 11:09 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع