(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩

الملاحظات

۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ غيمَة الرُوح فِي رِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ".

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 3 أسابيع
мя Зάмояч غير متواجد حالياً
Iraq     Male
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 33
 اشراقتي ♡ » Jun 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ 6 ساعات (01:53 PM)
آبدآعاتي » 872,284
 تقييمآتي » 387996
 حاليآ في » العراق / الانبار / القائم / العبيدي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  1,180
شكرت » 75
مَزآجِي  »  1
мч ѕмѕ ~
 
افتراضي فضل: في معنى الشهادتين وشروطهما وأركانهما ومقتضاهما



أمَّا معنى لا إله إلا الله ومقتضاها:
فمعناها: لا معبود بحقٍّ إلا الله، وغير الله إن عُبد فبباطل؛ قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ﴾ [الحج: 62].
وأمَّا مقتضاها، فقال العلامة النجدي في رسالته القيمة "الأصول الثلاثة": وتفسيرها - أي: تفسير لا إله إلا الله - الذي يوضحها: قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ [الزخرف: 27]؛ اهـ
وأمَّا شروط لا إله إلَّا الله:
فقال العلامة حافظ حكمي في «معارج القبول» (2/419): هذا تفصيل الشروط السبعة، التي قُيِّدت بها هذه الشهادة، فأصْغ سمعك وأحضِر قلبك لإملاء أدلتها، وتفهَّمها وتعلَّقها، ثم اعمل على وَفق ذلك تفُز بسعادة الدنيا والآخرة - إن شاء الله تعالى - كما وعد الله تعالى ذلك، إنه لا يُخلف الميعاد:
الأول: العلم بمعناها المراد منها نفيًا وإثباتًا، المنافي للجهل بذلك:
قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله ﴾ [محمد: 19]
وقال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]؛ أي: بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم
وقال الله تعالى: ﴿ شَهِدَ الله أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران:18].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].
وقال الله: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر:9].
وقال الله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت:43].
وروى مسلمٌ برقم (43)، عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة).
الثاني: اليقين المنافي للشك بأن يكون قائلها مستيقنًا بمدلول هذه الكلمة يقينًا جازمًا:
فإن الإيمان لا يُغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك؛ قال الله: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات:15]، فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله، كونهم لم يرتابوا؛ أي: لم يشكوا.
فأمَّا المرتاب فهو من المنافقين ـ والعياذ بالله ـ الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [التوبة:45].
وروى مسلمٌ برقم (44) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما؛ إلا دخل الجنة).
وفي رواية لمسلم (45): (لا يلقى الله بهما عبد غير شاكٍّ فيهما، فيحجب عن الجنة).
وفي صحيح مسلم برقم (51)، عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث بنعليه، فقال: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه، فبشِّره بالجنة...)؛ الحديث، فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنًا بها قلبه غير شاكٍّ فيها، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط.
الثالث: القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه:
قد قصَّ الله تعالى علينا من أنباء ما قد سبق، من إنجاء من قَبِلَهَا، وانتقامه ممن ردَّها وأباها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [الزخرف:23ـ 25].
وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم:47].
وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس:103].
وكذلك أخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب، وما أعدَّه لمن ردَّها من العذاب، كما قال تعالى: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله ﴾ الآيات إلى قوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ [الصافات:35ـ 36].
فجعل الله تعالى علةَ تعذيبهم وسببَه هو استكبارهم عن قول لا إلا إله الله، وتكذيبهم من جاء بها، فلم يَنفوا ما نفَته ولم يُثبتوا ما أثبتته، بل قالوا إنكارًا واستكبارًا - كما أخبر الله عنهم -: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص ـ 7]، وقالوا ها هنا: ﴿ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ [الصافات:36 ].
فكذبهم الله تعالى، ورد ذلك عليهم عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الصافات:37] إلى آخر الآيات.
ثم قال في شأن من قبلها: ﴿ إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الصافات:40 ـ 43] إلى آخر الآيات.
وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ﴾ [النمل:89].
وروى البخاري برقم (79)، ومسلم (2282)، عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم؛ كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادبُ أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشرِبوا وسقوا وزرَعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تُمسك ماء، ولا تنبت كلأً، فذلك مثل مَن فَقِهَ في دين الله ونفَعه ما بعثني الله به فعَلِمَ وعلَّم، ومثل من لم يرفَع بذلك رأسًا، ولم يَقبَل هدى الله الذي أُرسلت به).
الرابع: الانقياد؛ لما دل عليه الانقياد المنافي للترْك:
قال الله تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ [الزمر4].
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [النساء:125].
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ أي: بلا إله إلا الله، ﴿ وَإِلَى الله عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان:22].
ومعنى: ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾؛ أي: ينقاد ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾: موحِّد، ومن لم يسلم وجهه إلى الله، ولم يكُ مُحسنًا، فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى.
وهو المعنيُّ بقوله تعالى بعد ذلك: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ [لقمان: 23 ـ 24].
وفي حديثٍ صحيحٍ[1]عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم؛ حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به)،،هذا هو تمام الانقياد وغايته.
الخامس: الصدق فيها المنافي للكذب:
وهو أن يقولها صدقًا من قلبه يواطئ قلبه لسانه؛ قال الله تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت:1ـ 3].
وقال تعالى في شأن المنافقين الدين قالوها كذبًا: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ الله مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة:8 ـ10].
وكم ذكر الله تعالى من شأنهم وأبدى وأعاد، وكشف أستارهم وهتَكها، وأبدى فضائحهم في غير ما موضع من كتابه، كالبقرة وآل عمران والنساء، والأنفال والتوبة وسورة كاملة في شأنهم، وغير ذلك.
وروى البخاري برقم (128)، ومسلم (32)، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه؛ إلَّا حرَّمه الله على النار).
فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقًا من قلبه، فلا ينفعه مجرد اللفظ بدون مواطأة القلب.
وفي البخاري برقم (63)، ومسلم (12)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ومن حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في البخاري برقم (46)، ومسلم (11) في قصة ضمام بن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام، فأخبره قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوَّع)، قال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلح إن صدَق).
وفي رواية للنسائي برقم (459)[2] قال صلى الله عليه وسلم: (إن صدق ليدخلن الجنة)، فاشترط في فلاحه ودخول الجنة أن يكون صادقًا.
السادس: الإخلاص:
وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ أَلَا لله الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر:3].
وقال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة].
وقال تعالى: ﴿ فَاعْبُدِ الله مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر:2].
وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر:11].
وقال تعالى: ﴿ قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾ [الزمر:14].
وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِالله وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لله فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ الله الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:145ـ 146].
وفي البخاري برقم (99) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه).
وفي البخاري برقم (425)، ومسلم (33) عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله تعالى).
وفي «جامع الترمذي» برقم (3590) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما قال عبد قط لا إله إلا الله مخلصًا؛ إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه؛ اهـ[3].
وللنسائي في «اليوم والليلة» برقم (28) من حديث رجلين من الصحابة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصًا له بها قلبُه، يصدق بها لسانه، إلا فتق الله لها السماء فتقًا، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحُقَّ لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤله)[4].
السابع: المحبة لهذه الكلمة ولِما اقتضتْه ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها، وبُغض ما ناقض ذلك:
قال الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ الله أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله ﴾ [البقرة:165].
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة4]، فأخبرنا الله تعالى أن عباده المؤمنين أشد حبًّا له، وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدًا، كما فعل مدَّعو محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أندادًا يحبونه كحبه؛ اهـ بتصرفٍ يسيرٍ، وقد نظم بعضهم شروط لا إله إلاَّ الله، فقال:
علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقكَ
معْ محبةٍ وانقيادٍ والقبول لها
وزيد ثامنها الكفرانُ منك بما
سوى الإله من الأشياء قد ألها
وأمَّا ركناها وبيان أن النفي المحض أو الإثبات المحض ليسا بتوحيد:
الركن الأول: النفي، وهو قول (لا إله) نافيًا وجود مِعبود بحق سوى الله.
والركن الثاني: الإثبات: وهو قول (إلَّا الله) مثبتًا العبادة لله وحده، دون كل من سواه.
فالإثبات المحض ليس بتوحيد، والنفي المحض ليس بتوحيد، فلا بد من الجمع بينهما.
قال العلامة ابن القيم في «البدائع» (1/141):طريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات، فينفي عبادة ما سوى الله، ويثبت عبادته، وهذا هو حقيقة التوحيد، والنفي المحض ليس بتوحيد؛ اهـ[5].
وأما معنى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتضاها:
أمَّا معناها، فهولا متبوع بحقٍّ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اتُّبِع فيما لا دليل عليه، فقد اتُّبِع بباطل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].
وأمَّا مقتضاها، فهو طاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، مع استيفاء شروطها المذكورة قبل، والله أعلم[6].
وأمَّا شروط شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الأول: الاعتراف برسالته صلى الله عليه وسلم واعتقادها باطنًا وظاهرًا.
الثاني: النطق بذلك، والاعتراف به صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا.
الثالث: المتابعة له صلى الله عليه وسلم بأن يُعمل بما جاء به من الحق، ويترك ما نهى عنه من الباطل.
الرابع: تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر من أمرٍ ونهي، وغيوب ماضيه ومستقبله وغير ذلك.
الخامس: محبته صلى الله عليه وسلم أشد من محبة النفس، والوالد والولد، والمال، والناس أجمعين.
السادس: تقديم قوله صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد من الناس كائنًا مَن كان، والعمل بسُنته.
السابع: تعظيمه وتوقيره واحترامه وإجلاله وإعظامه، وكذا ما جاء به صلى الله عليه وسلم؛ اهـ[7].
[1] قال الحافظ ابن رجب: في «جامع العلوم والحكم» (2/393): قال الشيخ: ـ أي: النووي ـ: حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب «الحجة» بإسناد صحيح، يريد بصاحب كتاب الحجة الشيخ أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي، الفقيه الزاهد، نزيل دمشق، وكتابه هذا هو كتاب: «الحجة على تارك المحجة» يتضمن ذكر أصول الدين على قواعد أهل الحديث والسنة، وقد خرج هذا الحديث الحافظ أبو نعيم في كتاب «الأربعين»، وشرط في أولها أن تكون من صحاح الأخبار، وجياد الآثار مما أجمع الناقلون على عدالة ناقليه، وخرجته الأئمة في مسانيدهم ... إلخ؛ اهـ. قلت: والحديث وإن كان قد أعلَّه بعض العلماء بضعف نعيم بن حماد؛ فإن معناه صحيحٌ، والله أعلم.
[2] صحيحةٌ: راجع: «صحيح وضعيف النسائي» عقب الرقم المذكور.
[3] حسنٌ: راجع: «صحيح وضعيف الترمذي»، عقب الرقم المذكور أعلا.
[4] صحيحٌ: راجع: «تخريج كلمة الإخلاص» (ص61) للعلامة الألباني.
[5] راجع للمزيد: «معارج القبول» (2/418)، و«الدروس المهمة» ـ الدرس الثاني ـ و«البيان المفيد» (ص12)، و«التمهيد شرح كتاب التوحيد» (ص93)، و«القول المفيد في أدلة التوحيد» (ص28)، والله أعلم.
[6] راجع: للمزيد: «التوحيد المقرر» (ص50)، و«القول المفيد في أدلة التوحيد» (ص36)، والله أعلم.
[7] راجع للمزيد: «التوحيد المقرر» (ص50)، و«القول المفيد في أدلة التوحيد» (ص36)، والله أعلم.



 توقيع : мя Зάмояч

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل мя Зάмояч يوم منذ 2 أسابيع في 09:04 PM.
رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ мя Зάмояч على المشاركة المفيدة:
 (منذ 2 أسابيع),  (منذ 3 أسابيع),  (منذ 2 أسابيع),  (منذ 3 أسابيع)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة خزيمة بن ثابت… “ذو الشهادتين” اميرة الصمت ۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ 25 01-18-2025 04:07 PM
أركان وشروط الشهادتين رحيل ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 16 11-25-2024 04:48 PM
يضيف "واو العطف" بين الشهادتين في الإقامة؟ شيخة رواية ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 26 08-31-2024 10:05 PM
وفاة "خطاط الشهادتين والسيف" في علم السعودية نبضها مطيري ⁂ الأخبَـار اليومِية والصحُف العربِية والعَالمية ⁂ 20 05-10-2024 10:07 AM
اغنى رجل بالعالم ينطق الشهادتين خالد الشاعر ⁂ الأخبَـار اليومِية والصحُف العربِية والعَالمية ⁂ 19 10-30-2023 09:07 PM


الساعة الآن 07:59 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع