حواجز التوفيق وموانعه ستة أشياء :
قال ابن القيم رحمه الله :
قال شقيق بن إبراهيم
أغلق باب التوفيق على الخلق من ستة أشياء :
أولا :
إشتغالهم بالنعمة عن شكرها
ثانيا :
رغبتهم في العلم وتركهم العمل
ثالثا :
المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة
رابعا:
الإغترار بالصالحين وترك الإقتداء بأفعالهم
خامسا :
إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها
سادسا :
إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها
قلت أي (إبن القيم) :
وأصل ذلك عدم الرغبة والرهبة وأصله ضعف اليقين
وأصله ضعف البصيرة وأصله مهانة النفس ودنائتها واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛
وإلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترضى بالدون
فأصل الخير كله بتوفيق الله ومشيئته
وهو شرف للنفس ونبلها وكبرها .
وأصل الشر خسة النفس ودنائتها وصغرها .
قال تعالى ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )
أي أفلح من كبرها وكثرها ونماها بطاعة الله
وخاب من صغرها وحقرها بمعاصي الله
فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة
والنفوس الدنيئة تحوم حول الدنائات .
فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها وهذا معنى قوله تعالى :
( قل كل يعمل على شاكلته )
فالفاجر يعمل على بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن النعم
والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبة خالقه والثناء عليه والحياء منه