12-24-2018
|
#7
|


شئون وشجون (7)
• ساعة عدل
سرعان ما خالف المسلمون وصية نبيهم، وأصبح القتل من أهون الأشياء عندهم، فما أسرع أن يقول الظالم الطاغية: (يا غلام اضرب عنفه) أو (ائت بالنطع) ظلما وعدوانا دون قضاء ولا شريعة.
وسرعان ما صودرت الأموال، واعتدي على بيت مال المسلمين، واتخذ الحكام عباد الله خولا ومال الله دولا، ولم يعد بيت المال للأمة كلها كما كان زمن الراشدين، ولم يعد هذا التلاحم بين الرعية والراعي وبين الأمة والدولة، وهذا ما جعل الإمام الطرطوشي يتأسف ويقول: (ومعظم ما أهلك بلاد الأندلس وسلط عليها الروم، أن الروم التي كانت تجاورهم لم يكن لها بيوت أموال، وكانوا يدخلون الكنيسة فيقسمها سلطانهم على رجاله بالطاس، ويأخذ مثل ما يأخذون وقد لا يأخذ منها شيئا، وإنما يصطنعون بها الرجال وكانت سلاطيننا تحتجز الأموال وتضيع الرجال، وكان للروم رجال، وللمسلمين بيوت أموال، فبهذه الخلة قهرونا وظهروا علينا) [سراج الملوك:373]
ألم يقل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز: لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل.
وعندما حاول أقاربه الحديث معه عن الأموال قال لهم: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة ولم يبعثه عذابا، واختار له ما عنده، فترك لهم نهرا شربهم سواء، ثم قام أبو بكر فترك النهر على حاله، ثم عمر فعمل عمل صاحبه، ثم لم يزل النهر يشتق منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان، وقد يبس النهر الأعظم، ولن يروي أهله حتى يعود إلى ما كان عليه.
إن ساعة عدل تساوي عشرات بل مئات السنين من الظلم، وما تردت الأمة إلا بفشو هذه المظالم بينهم، فأصبحت أمة منكسرة ذليلة.
وقفات تربوية في فقه السيرة
د. محمد العبدة، دار الصفوة، القاهرة ص231-132
• مراعاة السنن الإلهية
يقول ابن القيم – في زاد الميعاد- تعليقا على أن صلح الحديبية كان توطئة للفتح الأكبر: «وهذا شأنه سبحانه أن يُقدِّم بين يدي الأُمور العظيمة مقدِّماتٍ تكونُ كالمدخل إليها، المنبهة عليها، كما قدَّم بين يدي قصة المسيح وخلقه مِن غير أب، قِصة زكريا، وخلقِ الولد له مع كونه كبيراً لا يُولد لمثله، وكما قدَّم بين يدي نسخ القِبْلة قصةَ البيت وبنائه وتعظيمه، والتنويه بِه، وذِكْر بانيه، وتعظِيمهِ، ومدحه، ووطأ قبل ذلك كُلِّه بذكر النسخ، وحكمته المقتضية له، وقُدرته الشاملة له، وهكذا ما قدَّم بين يدي مبعث رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من قصة الفيل، وبِشارات الكُهَّان به، وغير ذلك، وكذلك الرُّؤيا الصالحة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت مقدِّمةً بين يدي الوحي في اليقظة، وكذلك الهِجرة كانت مقدِّمةً بين يدي الأمر بالجهاد، ومَن تأمل أسرار الشرع والقدر، رأى من ذلك ما تَبْهَرُ حِكمتُه الألبابَ»
إن على الدعاة والقائمين بأمر الإسلام في كل عصر مراعاة هذه السنن الإلهية، والتمهيد للأمور العظيمة حتى تأتي على قدر، وإن الذين يظنون أن أمرا كبيرا مثل استئناف حياة إسلامية، ودولة إسلامية تطبق شرع الله، يأتي فجأة دون ممهدات وأعمال كبيرة تتناسب مع ما سيأتي، من يظن هذا فإنه مخطئ قد فاته الصواب، وعندما أراد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز إعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة الحقوق إلى أهلها، لم يستطع تطبيق ذلك دفعة، بل كان يمهد للأمر، فيقدم للناس شيئا ويأخذ منهم أشياء حتى استقاموا، يقول رحمه الله: «ألا وإني أعالج أمرا لا يعنينني عليه إلا الله، قد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره».
وقفات تربوية في فقه السيرة
د. محمد العبدة، دار الصفوة، القاهرة ص181-182
• إجلاء أهل الذمة
كان من شروط رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهود خيبر أن للمسلمين الحق في إخراجهم من أرضهم متى شاؤوا، قال ابن القيم تعليقا: ومنها جواز إجلاء أهل الذمة من دار الإسلام إذا استغني عنهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (نقركم ما أقركم الله)، وأجلاهم عمر بعد موته صلى الله عليه وسلم، وهذا مذهب محمد بن جرير الطبري، وهو قول قوي يسوغ العمل به إذا رأى الإمام فيه مصلحة.
وهذا استنباط جيد من ابن القيم رحمه الله، وأظن أن قوله (إذا استغنى عنهم) يقصد به: إذا استغنى عن إقامتهم بين ظهراني المسلمين لما يخشى من قيامهم بالتجسس على المسلمين، أو تشويش الصف الإسلامي، أو خفر للعهد، وتوقع الأذى منهم، وإن أحداث التاريخ الإسلامي لتؤكد صحة كلام ابن جرير رحمه الله، وصحة تأييد ابن القيم له، فقد عاش اليهود والنصارى تحت حكم المسلمين منذ أن تم الفتح الإسلامي لأكثر العالم المتمدن يومها، ولم ينغص أحد معاشهم، ولم يتعرضوا لأذى لا من قبل الشعب ولا من قبل الحكومات، والدليل على هذا استمرارهم في بلاد الشام والعراق ومصر، وغيرها من الأقطار، ولو ضيق عليهم في هذه البلاد لهاجروا إلى بلاد أخرى، ومع ذلك عندما لاحت لهم الفرصة للشماتة بالمسلمين وإهانتهم لم يتركوها، كما قال المؤرخ ابن كثير واصفا أحداث عام 658هـ، بعد استيلاء التتار على البلاد الإسلامية: ( أرسل هولاكو وهو في حلب جيشا لأخذ دمشق، فأخذوها سريعا واستلم البلد أمير التتار، وكان لعنه الله معظما لدين النصارى، فاجتمع به أساقفتهم وقساوستهم، فعظمهم جدا وزار كنائسهم، فصارت لهم دولة وصولة بسببه، وذهب طائفة من النصارى إلى هولاكو ومعهم أمان من جهته، ودخلوا من باب توما، ومعهم صليب منصوب وينادون بشعارهم ويذمون دين الإسلام ومعهم أوان فيها خمر، لا يمرون على باب مسجد إلا رشوا عنده خمرا، ويأمرون كل من يجتازون به في الأزقة والأسواق أن يقوم لصليبهم، وكان في نيتهم إن طالت مدة التتار أن يخربوا كثيرا من المساجد ).
وفي بداية الدولة العثمانية وفي أوج قوتها كان في نية السلطان سليم –كم يقال- بأن يجلي النصارى عن بلاد المسلمين بسبب تخوفه من اتصالهم بالدول الأخرى وتشويشهم على الدولة، ولكن مفتي الدولة العثمانية (زنبيلي على أفندي) منعه بكل قوة، وقال له: (إن هؤلاء ذمة، ولا يحق لك إخراجهم) هذا مع سطوة السلطان سليم وجبروته.
يقول الأمير شكيب أرسلان معقبا: ( فأما قضية حمل النصارى الذين في المملكة على قبول الإسلام أو الرحيل منها، فهو مروي بالتواتر وفي الكتب أيضا، فيكون قد ثبت أن الشريعة الإسلامية بعدالتها وأمانتها هي التي حفظت المسيحيين في السلطنة العثمانية أيام كان السلطان يقدر أن ينفذ جميع ما يريده بهم، ومن العجيب أننا نرى نصارى الدولة العثمانية يفضلون أن تكون الحكومات الإسلامية ملحدة ولو كانت تخرج جميع النصارى من بلادها، وهذا أقصى ما يتصوره العقل من التحامل والتعصب على الإسلام، يكرهونه ولو حفظهم، ويحبون زواله ولو كان في ذلك زوالهم ).
وقد حصل للنصارى امتيازات في أواخر عهد الدولة بسبب ضغوط الدول الأوروبية، ومع ذلك لم يشكروا هذه النعمة ولم يراعوا خلق الوفاء، وعندما لاحت لهم فرصة الانتقام منها وإيذائها، لم يقصروا ولم يتوانوا، وكان نصارى لبنان وسورية من أوائل من أثار فكرة القومية العربية لمحاربة العثمانيين، والتحق كثير منهم بمصر وأسسوا صحفا ومجلات لمعارضة الدولة، بل لمعارضة الإسلام، وتركت لهم الحرية في ذلك، فهذا مؤسس الأهرام بشارة تقلا يقسم لأحمد عرابي الذي ثار على الإنجليز –يقسم له- أنه واحد من الوطنيين المخلصين، وأنه يعمل لحرية البلاد، فلما قبض على عرابي، دخل عليه وتوقح عليه أشد التوقح، ثم بصق في وجهه شامتا، قال عرابي: (فرأيت أن الرجل خائن ولا شرف له)
إن أمثال هؤلاء الذين عاشوا هانئين بعقد الذمة قد نقضوا العهد مرات ومرات ويستحقون أن يفتي فيهم أمثال ابن جرير الطبري وابن قيم الجوزية
وقفات تربوية في فقه السيرة
د. محمد العبدة، دار الصفوة، القاهرة ص173-176
|
|
|
12-24-2018
|
#8
|


شئون وشجون (8)
• الموجة الثالثة
حضارة الغرب باتت بلا معنى ولا مذاق ولا هدف، ويؤكد بأن الفرد –لكي يحيا حياة متكاملة- يحتاج لإشباع ثلاث ميول طبيعية لديه: أولها الانتماء لجماعة تستحق الاحترام، وثانيها وضوح المعايير والمقاييس التي تحدد الصحيح من غير الصحيح، والثالث تحديد معنى لهذه الحياة وهدفها ومآلها.
ويقول بأن الفرد الذي يعيش في المجتمع الغربي، لم يتمكن من إشباع هذه الميول الطبيعية المشروعة، لأن المجتمع الغربي لا يشجع ولا يحرض الفرد لأن ينتمي إليه، فتكوين ذلك المجتمع يؤكد على الانفرادية وبفعل صراعه مع النموذج الماركسي يحارب الجماعية، وهذه الطبيعة الفردية للمجتمع الغربي أسقطت على إشكالية المعايير والمقاييس فجعلت كل شيء نسبيا ولا شيء مطلقا، فما يراه ذلك الفرد صحيحا قد لا يراه الآخر صحيحا، فاهتزت مجالات المعايير والمقاييس، ولذا –ولهذه الأسباب- صارت الحياة في المجتمع الغربي –كما يقول توفلر- بلا معنى ولا هدف ولا مذاق .. لقد انهارت روح الانتماء للمجتمع بفعل الفردية المتوغلة، وانهارت كل بناءات المعايير والمقاييس بفعل الفوضى الفكرية والثقافية المتدثرة بالحرية، ونتج عن هذا أو ربما تسبب بهذا غياب المعنى الكامن وراء هذه الحياة.
[على صهوة الكلمة، د. عبد الله النفيسي]
• فشل ونجاح الغرب
لاشك أن الغرب استطاع أن يغرق هذا العالم بمبتكراته المادية (السيارات والطائرات والقاطرات والسفن وغير ذلك) وأن يبدع في هذا المجال، لكن نقطة الضعف في حضارة الغرب أنها أخفقت في صناعة العالم الجدير بالانتماء إليه واحترامه. نقطة الضعف في حضارة الغرب أنها أخفقت في إقامة المجتمع الذي ينمي روح الانتماء لدى الفرد، وأخفقت في عالم المعايير والمقاييس المستقرة والثابتة وحولت الإنسان إلى سلسلة لاهثة من المتغيرات المتلاحقة المرهقة التي تتحكم بها آليات التسويق والترويج للسلع التي تقذفها كل صباح المصانع الغربية في أسواق العالم. لقد فشل الغرب إنسانيا ونجح ماديا ولاشك في ذلك.
[على صهوة الكلمة، د. عبد الله النفيسي]
• أزمة التناقض
يواجه المسلم المعاصر أزمة ليست بالهينة تتمثل في أنه يحمل في قبله عقيدة وفي عقله تصورا وفي كتابه شريعة، وفي نفس الوقت هو يعيش في مجتمع سياسي لا تقوم قوانينه وأوضاعه وعلاقاته الداخلية والخارجية على تلك العقيدة وذلك التصورات وتلك الشريعة. لقد بات واضحا لكل ذي لب التناقض الجوهري والجزري بين الواقع الذي يعيش ضمنه المسلم المعاصر من جهة، وبين ما يحمل من عقيدة الوحدانية والتصور الكوني الشمولي والشريعة ذات البنود والتوجهات الجذرية من جهة أخرى، حتى الطفل في المدرسة الابتدائية بات يتساءل عن التناقض الواضح بين ما يتلقاه من تعاليم في درس التربية الإسلامية من جهة والواقع الذي يشاهده ربما في الفصل نفسه والمدرسة نفسها والمنزل نفسه الذي يعيش فيه مع والديه من جهة أخرى.
[على صهوة الكلمة، د. عبد الله النفيسي]
• الزبون والتلميذ
الفرق بيننا وبين اليابان –من حيث الموقف من الغرب- جوهري للغاية. نحن زبون لدى الغرب، أما اليابان فتلميذ لديه، وفرق كبير بين التلميذ والزبون. فالزبون يشتري أما التلميذ فيتعلم، ولذلك نجد أن نمط التنمية العربية الحالية يتجه نحو التغريب. إنه يقلد وبشكل حرفي –النموذج الغربي في مجتمع غير غربي. يؤاخذنا تويني –المؤرخ البريطاني- على ذلك فيقول: "ولكن هذه البلاد العربية التي استقلت سياسيا ما زالت غير متحررة تماما من الوجهة الثقافية فهي لا تزال تأخذ بهذه الأفكار والمثل العليا دون تمييز ودون أي انتقاد لها"
ويشير منير شفيق إلى أن قادة الغرب من سياسيين ومفكرين ومنظرين: "أدركوا أن إحكام قبضتهم على مجتمعاتنا يتطلب ما هو أبعد من الاحتلال العسكري. لقد أدركوا أن الأمر يتطلب تحطيم أسس المقاومة الداخلية وإقامة أسس لتبعية دائمة ومقيمة أي تحطيم المقومات العقدية والفكرية والحضارة والأنماط المعيشية والإنتاجية لبلادنا، وإحلال مكونات أخرى موازية تشكل أساسا للتبعية المقيمة" أليست تجربة اليابان جديرة بالدراسة بالنسبة إلينا ونحن نحاول التخلص من الالتحاق الشامل بالغرب.
[على صهوة الكلمة، د. عبد الله النفيسي]
|
|
|
12-24-2018
|
#9
|


شئون وشجون (9)
• طاعون العزلة
من أخطر القضايا التي يواجهها الإنسان في مجتمعات ما وراء الصناعة هو طاعون العزلة والوحدة والفردية والانطواء كما يسميه توفلر. كل الأوضاع والتطورات التقنية –كما يقول توفلر- تعزز من عزلة الإنسان المعاصر عن مجتمعه وتحفزه على الانطواء والفردية والوحدة. السيارة والتليفزيون من أخطر الابتكارات المادية التي تعزز هذا الطاعون الاجتماعي ولذا يقول توفلر إن المجتمعات الغربية التي تعاني بحدة من الفردية المغالية ومن انهيار الروح الجماعية أخذت تكثر فيها المراكز والمصحات والمستشفيات النفسي نظرا لاختلال معادلة الأمن النفسي عند الإنسان الغربي بشكل عام، وكل صور الإدمان وأشكاله المتفشية في المجتمع الغربي هي نتيجة لانعدام الأمن النفسي في تلك المجتمعات، ويقول توفلر إن
حل هذه المعضلة الخطيرة هو في إعادة الاعتبار الاجتماعي لدور الأسرة والعائلة وهو دور أهمل تماما خلال الموجة الثانية من تطور العالم الغربي، وتنشيط كافة المؤسسات التي لها صلة بالرعاية الاجتماعية.
[على صهوة الكلمة، د. عبد الله النفيسي]
• العرف
إذا اقترحنا على جميع الناس أن يختاروا من بين الأعراف الموجودة أحسنها، فسنرى أن كلا منهم سيختار أعراف بلده، لأن الجميع بلا استثناء يرى أعرافه هي الأفضل ، ولهذا فمن المستبعد أن يعبث أحج بمثل هذه الأمور إلا إذا كان فاقدا للعقل .. [هيرودوت]
• مشكلة العلمانيين العرب
حقا أن العلمانيين واللادينين العرب أكثر تشبثا بالعلمانية واللادينية من أضرابهم في أوروبا والعالم الجديد، وأن موقفهم العام من التراث والتاريخ العربي والإسلامي أكثر تشددا من بعض المستشرقين في أوروبا، وفي تصوري ما لم يتجاوز العلمانيون العرب هذه الفجوة بينهم وبين التراث والتاريخ العربي والإسلامي سيظل فهمهم للتيار الإسلامي –من حيث هو امتداد للتاريخ الإسلامي- قاصرا وسيوقعهم هذا الفهم القاصر في معارك سياسية وفكرية مع التيار الإسلامي كان من الممكن تجاوزها وتخطيها لو تحقق الفهم الصحيح لقضية التراث والتاريخ العربي والإسلامي.. لأسباب كثيرة ومتعددة ستظل الأحزاب الشيوعية العربية عبارة عن مخيمات فكرية تعرض فيها بضاعات غريبة عجيبة لا أكثر ولا أقل
[على صهوة الكلمة، د. عبد الله النفيسي]
• زويل ما له وما عليه
أحمد حسن زويل، هذا الطفل المتمرد على حياته وواقعه، المفعم بأحلام الصبا في أن يكون الاستثناء وسط هذا الغث، والزهرة اليانعة في بستان الشوك الدامي، والحبة المفقودة في مسبحة عظماء العرب والمسلمين، صاحب الملامح الضاحكة الباكية، التي عزف عليها الزمن بآهاته وآلامه أروع سيمفونيات الشجن..
بالرغم من المسيرة العلمية الرائعة التي حقق خلالها الدكتور زويل العديد من الإنجازات، وكٌللت بعشرات الجوائز العالمية والنياشين والأوسمة، إلا أن العالم المصري قد أوقع نفسه في بعض المحطات التي أثارت الجدل حوله في الآونة الأخيرة، وأفقدته شريحة ليست بالقليلة من عشاقه ومحبيه، تتصدرها زيارته للكيان الصهيوني وتأييده لتظاهرات 30يوليو، ودعمه المتواصل لعبد الفتاح السيسي ونظام حكمه العسكري.
في عام 1993، التقى أحمد زويل بالرئيس الإسرائيلي عيزر وايزمان، وأعضاء من الكنيست، في تل أبيب، خلال استلامه “جائزة وولف” الإسرائيلية للكيمياء، مما أثار غضب المصريين حينها، وهو ما دفع الباحثة المصرية الدكتورة سهام نصار، أستاذ الإعلام بجامعة حلوان، لإعداد ملف خاص عن علاقة زويل بالكيان الصهيوني، حسبما أشارت جريدة العربي الجديد.
نصار أكدت في تقريرها الذي قدمته لرئيس مجلس الوزراء حينها كمال الجنزوري، أن لديها وثائق تؤكد أن "زويل" قام بالتطبيع مع إسرائيل، وأعد أبحاثاً مشتركة مع جيش الاحتلال لتطوير منظومة الصواريخ باستخدام الليزر، وهو ما رشحه للفوز بجائزة وولف عام1993، وقيمتها 100 ألف دولار معفاة من الضرائب، وقد تسلمها في الكنيست وسلمها له وزير الحرب الإسرائيلي السابق، ورئيس كيان الاحتلال حينها وايزمان بنفسه.
[أحمد زويل.. العالم الذي خلده علمه وأربكته السياسة، عماد عنان]
|
|
|
12-24-2018
|
#10
|


شئون وشجون (10)
• أكذوبة حرية المرأة التونسية
نصت مجلة الأحوال الشخصية في تونس على العديد من الحقوق للمرأة من بينها منع تعدد الزوجات وحقها في أن تختار زوجها وألا تطلق إلا في المحكمة، كما نصت أيضًا على حقها في حسن المعاملة من قبل الأب والأخ والزوج والسماح لها بالتعلم في مختلف مراحل الدراسة وحقها في الإنفاق عليها حتى بعد الطلاق.
لكن الواقع يبرهن على أنها ليست حرية ممنوحة للمرأة بقدر ما هو تفلت من أحكام الشريعة الإسلامية لا أكثر ولا أقل.
فتتعرض 53.5% من النساء في تونس للعنف، بحسب دراسة أعدها مركز الدراسات والبحوث والتوثيق والإعلام حول المرأة (حكومي).
وتبقى المرأة الريفية في تونس، أحد أبرز المضطهدات في البلاد، حيث تتجاوز نسبة الأمية لدى هذه الفئة 30%، وتتجاوز نسبة المنقطعات عن التعليم في سن مبكرة 65% أغلبها لظروف اقتصادية وعدم قدرة الأسرة الريفية على تأمين ذلك، حيث تضحي عادة بالفتاة لتمكين الولد من الدراسة.
وتبين الأرقام أن 64.5% من الريفيات تشتغلن بالفلاحة دون عقود عمل وتغطية اجتماعية، في ظل ظروف غير محترمة لقوانين الشغل من حيث عدد ساعات العمل والمقابل الزهيد الذي لا يكفي للإيفاء بأبسط الحاجيات الحياتية.
• عن مافيا تجارة السلاح
على عرش مصدري الأسلحة تتربع ثلاث دول بلا منافس قريب وهي )الولايات المتحدة/ روسيا/ الصين)، يأتي بعدها أكبر أربع دول في الاتحاد الأوروبي، في صناعة السلاح وهي (فرنسا/ إنجلترا/ ألمانيا/ إيطاليا)، ثم نجد إسرائيل، بينما تحتل الهند المركز الأول عالميًا في استيراد الأسلحة، تليها الإمارات فالصين ثم المملكة العربية السعودية فباكستان، وتأتي الولايات المتحدة في المركز العاشر ومصر في المركز الثاني عشر. وما تستورده الولايات المتحدة ليس أسلحة عادية بالطبع وإنما تستورد أنظمة إلكترونية دفاعية دقيقة في الغالب وأسلحة متوسطة وصغيرة لا تصنعها بكثافة أو صفقات ضئيلة في إطار توطيد علاقات سياسية بدولة أخرى.
• محو الأمية
عربيًا، تجاوزت معدلات الأمية حاجز الـ 19% من إجمالي عدد السكان، إلا أن هذه النسبة تتباين ما بين دولة وأخرى، تصل ذروتها في مصر، حيث وصل عدد الأميين العرب حوالي 100 مليون نسمة، بالرغم من الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة.
تبذل الحكومات قصارى جهدها لتقليل معدلات الأمية لديها، خاصة مع ما تمثله من مخاطر وتهديدات لمستقبل الدول، وتعد مصر من أكثر المجتمعات التي تعاني من هذه الأزمة، خاصة مع تجاوز معدلات عدد من لا يجيدون القراءة والكتابة لديها عن 29.7% من إجمالي عدد السكان.
وعلى مدار ما يقرب من 24عامًا على إنشاء الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وهي الجهة الرسمية المنوط بها محاربة الأمية في مصر، تخللها مليارات الدولارات التي تم إنفاقها لإنجاح خططها واستراتيجياتها، كانت المحصلة 27.6 مليون " أمي".
في ظل غياب الرقابة والتشريعات التي تضبط آليات العمل بداخلها، تحولت هيئة (محو الأمية وتعليم الكبار) في مصر إلى مرتع للفساد في مصر، وباتت الجهة المنوط بها النهوض بالعملية التعليمية والتربوية للمواطنين، مقبرة للعلم والتعليم، في ظل مناخ غير صحي، وتربة خصبة للفساد أكثر منها للإصلاح.
ويقول المراقبون أن الفساد داخل الهيئة يفوق الخيال، فمن بعض صور الفساد المتفشية داخل الهيئة، وجود "سوق سوداء" لبيع الشهادات للراغبين من قبل الموظفين والمعلمين.
كما أن الفساد وصل إلى حد خلق أسماء وهمية ومكررة لمواطنين حصلوا على شهادات محو الأمية بغية استلام المكافآت المقررة لهم، وأن 80% ممن حصلوا علي الشهادات خلال العامين الماضيين لم يتم محو أميتهم، كما أن 90% من موظفي الهيئة تم تعيينهم بالواسطة والمحسوبية.
|
|
|
12-24-2018
|
#11
|
12-24-2018
|
#12
|
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:24 AM
| | | | | |