حديث اليوم متجدد بإذن الله
( ممَا جَاءَ فِي : قَدْرِ مَا يُجْزِئُ مِنْ الْمَاءِ فِي الْوُضُوءِ )
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ ابْنِ جَبْرٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله تعالى عنه :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قَالَ :
( يُجْزِئُ فِي الْوُضُوءِ رِطْلَانِ مِنْ مَاءٍ )
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ
وَ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ وَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيَّ وَ رُوِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ وَ هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ .
) بَابُ ذِكْرِ قَدْرِ مَا يُجْزِئُ مِنَ الْمَاءِ فِي الْوُضُوءِ )
قَدْ عَقَدَ التِّرْمِذِيُّ فِي أَبْوَابِ الطَّهَارَةِ بَابًا بِلَفْظِ : بَابُ الْوُضُوءِ بِالْمَدِّ ،
وَ ذَكَرَ هُنَاكَ اخْتِلَافَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ،
فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى عَقْدِ هَذَا الْبَابِ هَاهُنَا فَتَفَكَّرْ .
قَوْلُهُ : ( عَنْ شَرِيكٍ (
هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ الْقَاضِي بِوَاسِطَ ثُمَّ الْكُوفَةِ ، صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيرًا تَغَيَّرَ حِفْظُهُ
مُنْذُ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ ، وَ كَانَ عَادِلًا فَاضِلًا شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ
( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى ( هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ،
ثِقَةٌ فِيهِ تَشَيُّعٌ ( عَنِ ابْنِ جَبْرٍ ( هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ التِّرْمِذِيُّ ،
وَ هُوَ ثِقَةٌ ( يُجْزِئُ فِي الْوُضُوءِ رَطْلَانِ مِنْ مَاءٍ ) الرَّطْلُ بِالْفَتْحِ ، وَ يُكْسَرُ ، اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ،
وَ الْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا كَذَا فِي الْقَامُوسِ ، وَ قَوْلُهُ يُجْزِئُ ظَاهِرُهُ أَنَّهُ لَا يُجْزِئُ فِي الْوُضُوءِ
دُونَ رَطْلَيْنِ مِنَ الْمَاءِ ، وَ يُعَارِضُهُ حَدِيثُ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ
أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ- تَوَضَّأَ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ قَدْرَ ثُلُثَيِ الْمُدِّ ،
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ النَّسَائِيُّ وَ صَحَّحَهُ أَبُو زُرْعَةَ . وَ حَدِيثُ الْبَابِ قَدْ تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ الْقَاضِي
وَ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ يُخْطِئُ كَثِيرًا وَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ مُنْذُ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ )
وَ أَخْرَجَ بِنَحْوِهِ أَحْمَدُ وَ أَبُو دَاوُدَ .
قَوْلُهُ : ( كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ )
بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ ضَمِّ الْكَافِ الْأُولَى وَ تَشْدِيدِهَا بِوَزْنِ تَنُّورٍ .
قَالَ النَّوَوِيُّ : لَعَلَّ الْمُرَادَ بِالْمَكُّوكِ هُنَا الْمُدُّ ، انْتَهَى .
وَ قَالَ صَاحِبُ مَجْمَعِ الْبِحَارِ : أَرَادَ بِالْمَكُّوكِ الْمُدَّ ، وَ قِيلَ : الصَّاعَ . وَ الْأَوَّلُ أَشْبَهُ ، انْتَهَى .
( وَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيٍّ ) جَمْعُ مَكُّوكٍ وَ أَصْلُهُ مَكَاكِيكُ أُبْدِلَتِ الْكَافُ الْأَخِيرَةُ بِالْيَاءِ
وَ أُدْغِمَتِ الْيَاءُ فِي الْيَاءِ . وَ قَدْ جَاءَ فِي قَدْرِ مَاءِ الِاغْتِسَالِ وَ مَاءِ الْوُضُوءِ رِوَايَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ ،
قَالَ الشَّافِعِيُّ وَ غَيْرُهُ : الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهَا كَانَتِ اغْتِسَالَاتٍ فِي أَحْوَالٍ ، انْتَهَى .
وَ كَذَلِكَ كَانَتْ وُضُوآتٍ فِي أَحْوَالٍ ، قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : الْقَدْرُ الْمُجْزِئُ مِنَ الْغُسْلِ مَا يَحْصُلُ بِهِ
تَعْمِيمُ الْبَدَنِ عَلَى الْوَجْهِ الْمُعْتَبَرِ ، سَوَاءٌ كَانَ صَاعًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ مَا لَمْ يَبْلُغْ فِي النُّقْصَانِ
إِلَى مِقْدَارٍ لَا يُسَمَّى مُسْتَعْمِلُهُ مُغْتَسِلًا أَوْ إِلَى مِقْدَارٍ فِي الزِّيَادَةِ يَدْخُلُ فَاعِلُهُ فِي حَدِّ الْإِسْرَافِ .
وَ هَكَذَا الْوُضُوءُ الْقَدْرُ الْمُجْزِئُ مِنْهُ مَا يَحْصُلُ بِهِ غَسْلُ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ
سَوَاءٌ كَانَ مُدًّا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ مَا لَمْ يَبْلُغْ فِي الزِّيَادَةِ إِلَى حَدِّ الْإِسْرَافِ أَوِ النُّقْصَانِ إِلَى
حَدٍّ لَا يَحْصُلُ بِهِ الْوَاجِبُ انْتَهَى كَلَامُ الشَّوْكَانِيِّ . قُلْتُ : الْأَمْرُ كَمَا قَالَ .

|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|