الآن
وعندما نتحدث عن الحب
هل يجب ان نبدأ بكلمة كان ؟؟
كان الحب احساساً جميلاً
كان الحب طائراً اخضر
كان الحب حلماً ملوناً
كان الحب مفاجاة جميلة
كان الحب قداًر عظيماً
كان الحب عاطفة مشتعلة
كان الحب واحة امان
كان الحب شاطئاً دافئاً
كان الحب اجتياحاً واحتياجاً
هكذا كان الحب فى زمانهم
فكيف اصبح الآن ؟؟
وماهى ملامح الحب فى زماننا هذا ؟؟
فحكاياتنا لاتشبه حكاياتهم
واحلامنا لاتشبه احلامهم
وطموحنا لايشبه طموحهم
واحزاننا لاتشبه احزاتنهم
وذنوبنا لاتشبه ذنوبهم
فزمانهم كان زمن الحلم الجميل
والاحساس النقى !!!
وزماننا
زمن الحرب والرعب
والهزيمة بلا حدود !!
قنابلهم لاتدمر اوطاننا فقط
انها تدمر حتى الاحساس بنا
فالرعب
والقلق
والضعف
والشعور بالانكسار
والصمت المقيت
كلها احاسيس تتسرب الينا على غفلة منا
وتنشر سمومها فى احاسيسنا الجميله !!
اصبحنا ابناء الخوف
واصبح الخوف هو الاحساس الاقوى والاوضح بنا
فنحن نخاف ان نحبهم
ونخاف ان لانصل اليهم بعد الحب
ونخاف ان نفقدهم بعد ان نصل
ونخاف من الفراق
ونخاف من الغدر
ونخاف من الضياع
ونخاف من الفراغ
ونخاف من لحظة نفقد فيها كل احساس بنا
حتى الخوف !!
كان الحب فى زمانهم مفاجأة جميلة
قد تفاجئهم فى كل لحظة من لحظات عمرهم
وقد يضحون بما تبقى من العمر
من اجل تكرار هذه المفاجأة وهذا الاحساس
ولديهم قدرة خارقة على الوفاء لاحاسيسهم
ويتمسكون باحلامهم
كالطوق للاخير للنجاة
ومع الايام بدأت اضواء المفاجأة تخفت وتنطفىء
فتحول الحب فى زماننا الى قرار مسبق
وتطفل الاختيار على مشاعرنا
فاصبحنا نحب بعد اختيار
ونحلم بعد قرار
ونغير الاختيار بتغير الظروف
ونتراجع عن القرار بتراجع الاسباب
هذه ليست نظرة متشائمة للحب والعلاقات الانسانية
لكنها واقع يحيط بنا ويلاحقنا كالظل
واقع اصبح من الصعب تجاهله
ومن الغباء اخفائه
او تجميله اواخفاء عيوبه
لكن
هناك حالات استثنائية
ومن الظلم ادراجها فى دائرة الحب المسبب
فمازال هناك من يحب من اجل الحب فقط
ومازال هناك من يحلم بصدق
ويصنع له فى الحلم عالم خاص به
ومازال هناك من يخلص لاحساسه واحلامه
ومازال هناك من يؤلمه الفراق
وينحت فيه الغياب
لكن للأسف
هؤلاء اصبحوا قلة .بل ندرة ..وربما انقرضوا نهائياً
سؤال اخير
هل مات الحب ؟
ومن قتل الحب ؟
ولماذا ؟ وكيف ؟ وأين ؟
ام انه مازال على قيد الحياة
يختبىء فى قلوب اولئك الانقياء
الذين مازالوا يدركون القيمة الحقيقية للحب
قبل ان يرعبنا الصباح
يأنت الذى اصبح انا
ايها القادم من زمن الحب
حاملا فى يديك باقة ورد
وفى قلبك مدينة شامخة من الاحاسيس
تقف تحت نافذتى
تغنى لى مواويل الشوق والعشق
ترسم لى عصافير الامل
تظللنى باشجار الامان
تمنحنى مالم يمنحه رجلاً لامرأة فوق هذه الارض
قل لى :
فى مثل هذا الزمان
من مثلك انت ؟؟
وبعد ان ارعبنا الصباح
لاتسيئوا ا الظن فى الحب
لاتفقدوا ثقتكم الجميله فيه
تفقدوا وجهه الحقيقى
ابحثوا عنه ان تأخر
إسألوا عنه ان غاب
حتما ستجدونه
فلا شىء يبيد الحب !!