هل تكون شفاعة الرسول ﷺ لغير المسلمين ؟
شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين مِن أُمّته ، ويدخل فيهم أهل الكبائر ، وشفاعته صلى الله عليه وسلم على أنواع .
وإن كان المقصود أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تَعُمّ الناس في الْمَحْشَر ؛ فَنَعم ؛ لأن الناس يأتون يوم القيامة إلى الأنبياء حتى يَنتَهون إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيشفَع لهم ليُقضَى بينهم ، وهي الشفاعة الكبرى .
أما إن كان المقصود شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون لغير المسلمين ؛ كَاليهود والنصارى والمشركين ؛ فلا يَصِحّ ؛ لأن أبا هريرة رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال : لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يَسألني عن هذا الحديث أحد أوّل منك ، لِمَا رأيت مِن حِرصك على الحديث . أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة مَن قال : لا إله إلا الله ، خالِصا مِن قِبل نفسه . رواه البخاري .
وقد تواترت النصوص على أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن ، وعلى أن الكفار لا يدخلون الجنة ، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين ، ولا يَشْفَع أحدٌ لأحد إلاّ بشرطين : رِضى الله عن الشافع وعن المشفوع له .
قال الله تبارك وتعالى : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى) ، وقال عزَّ وجَلّ : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) .
وقال جَلّ جلاله إخبارا عن أهل النار : (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|